نزوح بلا مأوى وغذاء.. مأساة النازحين في طرقات غزة تحت وطأة القصف والحصار
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
جريمة تهز لبنان.. تحرش جماعي بأطفال خلال رحلة مدرسيةتحولت شوارع قطاع غزة، بما فيها من أرصفة وطرق، إلى خيام مفتوحة للنازحين الهاربين من الموت، بعد أن جرفهم القصف الإسرائيلي المتواصل مجددًا من شمال القطاع، وسط غياب أي مأوى آمن أو خدمات إنسانية.
وفي واحدة من أقسى موجات النزوح منذ اندلاع حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أُجبر مئات الآلاف من المواطنين على النزوح تحت القصف الإسرائيلي، تاركين خلفهم بيوتًا مدمرة وذكريات محطمة.
وخلال الأيام الماضية، لم تهدأ نيران القصف في شمال القطاع، حيث أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء عاجلة لكل سكان المحافظة، ما اضطر مئات الآلاف إلى النزوح نحو وسط مدينة غزة وغربها، حاملين ما تبقى من خيامهم وأمتعتهم البسيطة.
وتتفاقم هذه المأساة الإنسانية بفعل الحصار الكامل المفروض على القطاع، واستمرار إغلاق المعابر منذ أكثر من 80 يومًا، ما فاقم المجاعة وانهيار الخدمات الأساسية، وسط عجز المؤسسات الإنسانية، وصمت المجتمع الدولي، ودعم أمريكي مطلق لآلة القتل والدمار.
قصف ومجازر
في مشهد يلخص قسوة الحرب واستمرار المأساة الإنسانية، نصبت أم محمد أبو حليمة خيمتها على فوهة حفرة كبيرة أحدثها صاروخ إسرائيلي في شارع النفق، وسط مدينة غزة.
بصوت متعب ونظرة تائهة، تقول أم محمد لـ "فلسطين أون لاين": "لم نجد مكانًا نقيم عليه خيمتنا. لم يعد هناك متسع حتى على الطرقات، خيام النازحين في كل مكان".
أم محمد، التي نزحت من منطقة السلاطين في بيت لاهيا شمال القطاع، تقيم في خيمتها المهترئة مع 20 من أبنائها وأحفادها، بعد أن شردهم القصف الإسرائيلي.
تتابع بنبرة موجوعة: "كان هذا النزوح السادس لنا خلال الحرب. عدنا بعد هدنة يناير إلى منزلنا ظنًّا أن الحرب انتهت، لكن الاحتلال هجّرنا مجددًا تحت القصف والمجازر".
وتكمل: "فقدنا 45 شخصًا من عائلتنا في مجزرة إسرائيلية مع استئناف الحرب الإسرائيلية.. نعيش تحت خيمة ممزقة بلا طعام، بلا دواء، حتى الهواء لا نستطيع تنفسه".
نزوح متكرر ومجاعة
على بعد عدة أمتار، كان إياد العطار يجلس بالقرب من خيمته التي أقامها وسط أحد الطرق، بعد أن أجبره القصف الإسرائيلي على النزوح من شمال القطاع.
ليلتان من الرعب عاشهما العطار، قبل أن يحمل القليل من أمتعته ويهرب مع أفراد عائلته إلى وسط غزة، بحثًا عن بقعة آمنة يضع فيها خيمته.
يقول لـ"فلسطين أون لاين": "خلال الأيام الماضية، لم يتوقف إطلاق النار والقذائف والانفجارات، وتعمد الاحتلال استهداف المدنيين، ما زاد قلقنا وخوفنا".
ويضيف: "نزحت 8 مرات خلال الحرب، لكن هذه كانت الأقسى، قطعنا الطريق من العطاطرة سيرًا على الأقدام بسبب شدة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف كل شيء".
ويتابع العطار حديثه وقد بدا عليه الإرهاق: "نعيش مجاعة حقيقية، لا نجد قوت يومنا. ننام جياعًا، نصحو جياعًا، نبحث عن كسرة خبز، حتى التكايا غير موجودة".
وبالقرب منه، ينهمك أبو أحمد معروف في إزالة الركام المتراكم بأيديه وأيدي أطفاله، تمهيدًا لنصب خيمتهم بجانب الطريق، بعد رحلة نزوح شاقة من مشروع بيت لاهيا.
يقول معروف لـ"فلسطين أون لاين": "نزحنا مرات عديدة منذ بدء الحرب، لكن هذه المرة كانت الأصعب، كأنها بداية حرب جديدة أكثر شراسة. كل شيء يتحرك كان مستهدفًا، حتى المنازل كانت تتعرض للقصف المدفعي والجوي".
ويصف وضع عائلته: "نحن عشرة أفراد، نعاني الجوع والعطش، لا حمامات، لا مياه نظيفة. خيمتنا على الرصيف، مكشوفون لكل شيء".
أما أم يوسف أحمد، فوجدت نفسها مضطرة لنصب خيمتها مع زوجها وأطفالها الستة فوق جزيرة وسط شارع عام، بعد أن لم تجد مكانًا آخر.
تقول أم يوسف لـ"فلسطين أون لاين": "لولا الضيق لما اخترنا هذا المكان. كل دقيقة تمر نخشى أن تدهس سيارة أحد أطفالنا. لا خصوصية، لا أمان".
أم يوسف كانت قد نزحت من جباليا إلى خانيونس مع بداية الحرب، قبل أن تنتقل إلى مدينة رفح ودير البلح على التوالي، ثم عادت إلى منزلها المدمر فور إعلان وقف إطلاق النار، محاولة ترميم بعض ما يمكن من الحياة، لكنها صُدمت بعودة الحرب، ووجدت نفسها في الشارع مرة أخرى.