كاتب "إسرائيلي" يحذر: بذور "7 أكتوبر" جديد تُزرع في الأقصى والضفة الغربيَّة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
أونروا: خطة أممية من خمس مراحل لإدخال المساعدات إلى غزةحذر الكاتب الإسرائيلي البارز ناحوم برنياع من أن "بذور فوضى جديدة" تُزرع في جبهتين لا يجري الحديث عنهما كثيرًا: المسجد الأقصى والضفة الغربية، حيث تشهد المنطقتان تغييرات خطيرة تجري "بصمت نسبي" وعلى نحو "سري تقريبًا"، محذرًا من أن هذه التطورات قد تشكل أرضية لانفجار جديد يشبه أحداث 7 أكتوبر.
ورصد برنياع في مقال له نشر عبر صحيفة "يديعوت أحرنوت"، تحركات وصفت بـ"الخطيرة" في المسجد الأقصى، تقودها شخصيات ومجموعات متطرفة من اليمين الإسرائيلي، على رأسها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يحاول منذ أشهر تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي ضمن خطته السنوية في الوزارة.
وقد شملت هذه التحركات: السماح بدخول جماعات كبيرة من المستوطنين، وتشجيع أداء الصلوات اليهودية و"الانبطاح" داخل ساحات الحرم، كما شملت محاولات لذبح قرابين دينية في باحات المسجد، وإقامة كنيس ملاصق لباب الرحمة. مشيرًا إلى ضبط مستوطنين يرتدون ملابس كهنة كانوا على وشك أداء طقوس دينية قرب قبة الصخرة.
ويشير الكاتب الإسرائيلي، أن هذه التصرفات تجد دعمًا لاهوتيًا في أوساط اليمين الديني المتطرف، الذي يرى في "مجزرة 7 أكتوبر" بداية لتحقيق نبوءات مسيانية حول "المخلّص بن يوسف"، فيما يروّج آخرون لاعتبار بن غفير نفسه "المخلّص".
في الضفة الغربية، يربط برنياع بين ما يقوم به وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ومساعي بن غفير في الأقصى، مشيرًا إلى أن سموتريتش يقود عملية توسع استيطاني غير مسبوقة، خاصة في مناطق "ج"، مع غياب أي خوف من ردود الفعل الدولية أو الضغط الأميركي.
ويرى الكاتب أن التناقض في سياسة حكومة نتنياهو تجاه السلطة الفلسطينية يفاقم التوتر، فهي تتعامل معها سياسيًا كـ"عدو أخطر من حماس"، بينما توجّه المؤسسة الأمنية للحفاظ عليها كعامل استقرار.
ونقل برنياع عن أحد ضباط الجيش قوله: "إذا أعطتنا الحكومة الأوامر، يمكننا القضاء على السلطة خلال 48 ساعة، لكن الحكومة لا تريد ذلك فعليًا".
هذا التناقض يشبه ما وصفه الكاتب بـ"طفل يقطف أوراق زهرة": "عدو، شريك، عدو، شريك… وهو ما يُربك المؤسسة الأمنية والعسكرية، ويضع الضفة على صفيح ساخن قابل للاشتعال في أي لحظة".
وفي الإطار، وثّق مركز معلومات فلسطين "معطى" ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين 7180 انتهاكًا بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس خلال شهر مايو/أيار 2025، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وفي القدس المحتلة، تصاعدت الاعتداءات على المسجد الأقصى، حيث اقتحم 6728 مستوطنًا المسجد خلال مايو، وهو أعلى رقم منذ بداية العام، مع وقوع حوادث خطيرة أبرزها اقتحام مستوطنين للمسجد من باب الغوانمة وإدخال قربان حيواني نوى ذبحه، في سابقة لم تحدث منذ عام 1967.
وشهدت القدس حادثتي قتل، أعدم فيه الاحتلال فتى فلسطينيًا، ودهس مستوطن شابًا حتى الموت.
كما فرض الاحتلال قيودًا صارمة على حركة الفلسطينيين عبر إغلاق 1557 طريقًا ومنطقة، وتضييق الخناق عبر 899 حاجزًا ثابتًا ومتحركًا، مما أدى إلى عزل مجتمعات بأكملها وزيادة معاناة السكان.
وفي الضفة، تواصلت العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها التي دخلت شهرها الخامس، حيث استشهد 45 فلسطينيًا، ونزح أكثر من 22 ألفًا من السكان، أي ما يعادل 23% من سكان المدينة، بينما نزح نحو 90% من سكان المخيم قسرًا.
في مدينة طولكرم ومخيميها، أسفرت الاشتباكات والقصف عن استشهاد 13 فلسطينيًا، مع نزوح أكثر من 25 ألف فلسطيني، بينهم 90% من سكان المخيمين، وهدمت قوات الاحتلال 689 منزلًا ومنشأة بشكل كامل، وتضررت آلاف المنشآت جزئيًا، إضافة إلى اعتقال 396 فلسطينيًا خلال عمليات الاجتياح وتنفيذ 1604 مداهمات.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.