600 يوم من الوجع.. حين تتحوّل المستشفيات في غزة إلى أهداف للحرب
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
إطلاق نار واحتجاز مواطنين..ماذا يحدث في الخليل؟لم يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف المستشفيات وإخراج العديد منها عن الخدمة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير المنظومة الصحية بالكامل.
ويضرب الاحتلال عرض الحائط بجميع القوانين والمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية خلال الحروب، لذا كانت المستشفيات تحت مرمى نيران أسلحته الثقيلة وصواريخه المدمرة، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، وتضرر أخرى بشكل بالغ.
وكانت آخر المستشفيات التي خرجت عن الخدمة مستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، بعد تعرضهما لاستهداف مباشر. وقد سبق ذلك قصف الاحتلال لمستشفى غزة الأوروبي في محافظة خان يونس الأسبوع الماضي، ما ألحق أضرارًا جسيمة بمعظم أقسامه، في حين لا تزال آليات الاحتلال متمركزة بالقرب منه.
وأفاد مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بقطاع غزة، زاهر الوحيدي، بأن القطاع كان يضم 38 مستشفى قبل بدء العدوان، منها 16 حكوميًا، و22 مستشفى أهليًا وخاصًا، لكن الاحتلال أخرج 22 مستشفى منها عن الخدمة بشكل كامل، فيما بقي 16 مستشفى يعمل بشكل جزئي.
وأوضح الوحيدي، لـ "فلسطين أون لاين"، أن عدد المستشفيات الحكومية التي لا تزال تعمل جزئيًا يبلغ 5 فقط، بالإضافة إلى إقامة 9 مستشفيات ميدانية خلال العدوان.
ومن أبرز المجمعات والمستشفيات التي طالها الدمار: مجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفى في فلسطين، ومستشفيات كمال عدوان، والإندونيسي شمال القطاع، ومجمع ناصر الطبي، ومستشفى غزة الأوروبي جنوبي القطاع.
استهداف متعمّد
وأكد الوحيدي أن الاحتلال يتعمّد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية وكامل المنظومة الصحية منذ بداية العدوان، مشيرًا إلى أن ذلك تراوح بين اقتحام المستشفيات، وإخراجها عن الخدمة، ومحاصرتها، واعتقال الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة.
وذكر أن 1581 من الكوادر الصحية استُشهدوا خلال الحرب، بينهم 150 طبيبًا، بالإضافة إلى اعتقال 360 آخرين، ووفاة 4 أطباء في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب، مشددًا على أن "هذه الأرقام تؤكد أن الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية بشكل متعمد".
وبيّن الوحيدي أن الهدف الأساسي للاحتلال من هذا الاستهداف هو تهجير السكان، لأن بقاء المنظومة الصحية يُشكل صمّام أمان للمواطنين ويُعزز من صمودهم ورفضهم مغادرة أراضيهم.
ووصف واقع المستشفيات في قطاع غزة بـ"الكارثي"، خاصة أن المنظومة الصحية منهارة بالكامل، لافتًا إلى أن القدرة السريرية لمستشفيات وزارة الصحة قبل الحرب كانت 3600 سرير، وانخفضت خلال الحرب إلى 980 سريرًا فقط، بما فيها الأسرة في المستشفيات الميدانية، ما يعني عجزًا بنسبة 78%، وهو ما يُشكّل ضغطًا هائلًا على النظام الصحي.
وأوضح أن نسبة إشغال الأسرّة تصل في كثير من الأحيان إلى 140%، مشيرًا إلى أن المستشفيات العاملة في شمال القطاع حاليًا هي مستشفى الأهلي العربي، ومستشفى الشفاء، وبعض المستشفيات القليلة الأخرى، لكنها لا تفي باحتياجات السكان في مدينة غزة.
وأكد أن استمرار إغلاق المعابر لأكثر من 80 يومًا خلّف آثارًا كارثية على واقع المستشفيات، وعلى رأسها أزمة الوقود التي تُهدد استمرار عملها، محذرًا من توقف المستشفيات في الأيام القريبة إذا لم يُدخل الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.
وكان مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة، د. محمد زقوت، قد صرّح سابقًا بأن ممارسات الاحتلال الممنهجة بحق المستشفيات تجعل من المستحيل الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات أخرجت معظم المستشفيات الكبرى عن الخدمة.
من جانبه، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، د. إسماعيل الثوابتة: "منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ينتهج الاحتلال سياسة ممنهجة مرعبة تستهدف المنظومة الصحية بكل مكوناتها، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية".
وأوضح الثوابتة لـ "فلسطين أون لاين" أن الاحتلال يسعى من خلال استهداف المستشفيات إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني عبر تقويض قدرة القطاع الصحي على إنقاذ الأرواح، خاصة في ظل الحصار الخانق، وإجبار المدنيين على النزوح القسري من خلال تدمير مراكز الإيواء والعلاج
وأشار إلى أن الاحتلال يهدف كذلك إلى ترويع المجتمع الفلسطيني وبث الرعب في نفوس المواطنين، حيث باتت المستشفيات، التي يُفترض أن تكون أماكن آمنة، أهدافًا عسكرية. كما يحاول الاحتلال طمس الأدلة على جرائم الحرب، إذ إن المستشفيات تحتفظ بالسجلات والشهادات والإصابات، وهو ما يُفسر سعيه لتصفية المنظومة المؤسسية في غزة من خلال تدمير ما تبقّى من بنيتها الإدارية والصحية.
وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. وتشمل حرب الإبادة استخدام سلاح التجويع والتعطيش.