التاريخ يُكتب بالرجال لا بالجبناء
klyoum.com
الكاتب: د. منى ابو حمدية
فلسطين، الأرض التي نقش عليها التاريخ أقدام الأنبياء والشهداء، لم تعرفالاستسلام قط. منذ أول شعاع فجر، وهي تهب نفسها للأحرار، تحمل فيجوفها قصص النضال والصمود، حكايات الأجداد الذين لم يبيعوا أرضهمولا ذاكرتهم، وأبناء اليوم الذين يزرعون الأمل في قلب المعاناة.
هنا، على هذه التراب المقدس، تتلاقى الدماء مع الأرض، ويصنع الصبر معالكرامة حكاية أمة لا تنحني.
النضال يسري في دماء الرجال " الماجد" أنموذجا
التاريخ الحقيقي لا يُخط بأقلام مرتجفة، ولا يُخلّد عند من يختبئ خلفالجدران أو يبيع مبادئه لمن يدفع أكثر. التاريخ يُكتب بالدماء، ويُنقش علىصدور الرجال الذين يزرعون حرية شعوبهم في ميادين الألم والملاحقة.
اللواء ماجد فرج رجل من صُلب النضال، من سلالة الشهداء والمناضلين، بدأرحلته مطاردا وأسيرا ، حاملاً إرث والده الشهيد لقمة العيش، وشقيقه الشهيد أمجد الذي قضى سنوات عمره بين القضبان حتى سقط محملاً بالأمراض والجراح.
قريب من شعبه… حارس للانتماء الوطني:
ما يميّز الاخ القائد ماجد فرج ليس موقعه القيادي فحسب، بل قربه منأبناء شعبه، ووعيه أن الأمن يُبنى بالثقة المتبادلة، وبشعور المواطن أنمؤسسات وطنه تحرسه لا تراقبه، وتحميه لا تقمعه.
لقد جعل من رجل الأمن الفلسطيني صورة مغايرة، صورة إنسانا يحمل فيقلبه روح الوطن، ويمارس انتماءه بصدق ومسؤولية.
سعى إلى بناء مؤسسة أمنية راسخة تستمد قوتها من ولائها للشعب اولاً ، وتعمل على تحقيق الأمن الحقيقي لا الأمن الموهوم، الأمن الذي يحفظالكرامة قبل أن يحفظ الشوارع، ويصون الحقوق قبل أن يرفع الشعارات. ومن خلال إشرافه ورؤيته، زرع في صفوف الأمن الفلسطيني بذور الانتماءالعميق، وعزز في وجدانهم أن الوطنية ليست شعارا يُرفع في المناسبات، بل عهدٌ يومي يُترجم بحماية الأرواح والذود عن الأرض.
لقد أدرك أن الجيش الحقيقي هو من يرى نفسه ابنا للوطن قبل أن يكونموظفا في جهاز، وأن الضابط الصادق هو من يضع كرامة الناس فيصدارة واجباته، قبل أن ينفذ أي قرار. بهذا، صنع معادلة الأمن التي لاتتعارض مع الحرية، بل تحرسها، ولا تصطدم مع الشعب، بل تنبض معه.
اللواء ماجد فرج: عمود من أعمدة الأمن الفلسطيني
ليس مجرد قائد، بل هو "حجر أساس " في صرح الوطن. خلال العدوانالأخير على قطاع غزة، قاد حملة إنسانية استراتيجية، رفع فيها راية حمايةالأرواح والبيوت، وأوى المهجرين، ليحول المخطط الصهيوني للتهجير إلىسراب يتلاشى أمام إرادته وعزيمته.
كما امتدت أياديه لتعيد الاستقرار إلى المخيمات الشمالية في الضفةالغربية، فتصبح الحكايات عن الأمان والحماية حقيقة ملموسة، وليست مجردشعارات تتناقلها الألسن.
شجاعة لا تهزها المؤامرات:
بينما حاول أعداؤه بث الشائعات وتشويه صورته، ظل شامخاً، كصخرةتصد الأعاصير، يثبت أن الشجاعة الحقيقية لا تهاب الأكاذيب. سيادة اللواءماجد فرج، أبو بشار، سيظل شوكة في أعناق المتربصين، حجر عثرة أمامكل قلم مأجور، وقلم من يظن أن الوطنية تُشترى أو تُهان.
هو رمز حي للبطولة، نجمة مضيئة في سماء فلسطين، تصدّ الظلاموالأكاذيب، وتجعل من الوطن صرحاً لا تهزه الرياح العاتية.
أيقونة صمود ودرس للأجيال:
المناضل ماجد فرج، الرجل الذي حمل الوطن على كتفيه، والأرواح في قلبه، سيظل أيقونة صمود، وسطرا حقيقيا في صفحات التاريخ الفلسطيني.
إن التاريخ الفلسطيني، بكل دمائه وجرحه وأشجاره التي تشهد علىالصمود، يحتاج إلى رجال أمثاله، رجال يزرعون الأمل وسط الخراب، ويشيدون صرح الأمن وسط العواصف، ويضيئون الطريق حين تشتد الليالي.
سيظل أبو بشار، نجمة مضيئة، صخرة لا تتزعزع أمام الرياح العاتية، وشاهدا حياً على أن الوطنية ليست مجرد كلمات، بل دماء تُسفَر علىصفحات الزمن، وأفعال تكتبها اليد قبل أن يكتبها القلم، وأرواح تظل خالدةفي ذاكرة الأجيال.