3 صفقات تبادل للأسرى خلال "طوفان الأقصى" تُتوج بحرية 3985 أسيرا وأسيرة
klyoum.com
باحث يصف الصفقة بـ"التاريخية" و"الأكبر" في تاريخ الحركة الأسيرة
شكلت قضية الأسرى أحد دوافع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، ونجحت خلال هجومها المفاجئ ضد المستوطنات والمواقع العسكرية بأسر 251 جنديا وضابطا ومستوطنا.
وبالتزامن مع انطلاق أكبر هجوم فلسطيني في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بثت قنوات تلفزيونية عالمية كلمة مصورة للقائد العام لأركان المقاومة الشهيد محمد الضيف، استعرض خلالها دوافع انطلاق "طوفان الأقصى" وكان من بينها قضية الأسرى.
وقال "الضيف" آنذاك في كلمته التاريخية: "لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز الآلاف من أسرانا الأبطال، وتمارس ضدهم أبشع أساليب القهر والتعذيب والإذلال .. المئات من أسرانا قضوا في غياهب السجون عشرين سنة ويزيد، والعشرات من أسرانا وأسيراتنا أكل السرطان والمرض أجسادهم، وقضى الكثيرون نحبهم نتيجة الإهمال الطبي والقتل البطيء المتعمّد".
وقوبلت مشاهد أسر المقاومة للجنود والضباط من داخل مواقعهم العسكرية، بفرحة جماهيرية فلسطينية واسعة حتى صدحت التكبيرات والتهليلات أقسام الأسرى داخل سجون الاحتلال الذي تعمد قمعهم والتنكيل بهم وتجويعهم وإهمالهم طبيا وصولا لاستشهاد العشرات منهم.
3 صفقات
لكن بعد شهر ونصف من انطلاق المعركة، نجحت المقاومة بإبرام صفقة التبادل الأولى خلال المعركة، برعاية مصرية وقطرية، وتحديدا نوفمبر/ تشرين ثان 2023 وإرساء هدنة إنسانية مؤقتة في القطاع مدتها 6 أيام.
شملت بنود الصفقة إطلاق المقاومة سراح 81 أسيرا إسرائيليا مقابل إفراج الاحتلال عن 240 أسيرا فلسطينيا بينهما 150 امرأة وقاصرا من الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وفور انتهاء الهدنة الإنسانية، استأنف جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وأعلن القيادي في حماس الشهيد الشيخ صالح العاروي قبل أن تغتاله (إسرائيل) بغارة جوية في لبنان، أن ما بقي من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة هم جنود ومستوطنون خدموا في جيش الاحتلال.
وطوال عام من المفاوضات غير المباشرة لم تسفر عن أية اتفاقيات أو صفقات بسبب تعنت الاحتلال حتى أعلن في العاصمة القطرية عن اتفاق يناير/كانون الثاني 2025 شمل صفقة التبادل الثانية ووقف الإبادة في غزة برعاية الوسطاء: مصر، قطر، أمريكا.
تضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق المقاومة سراح 25 أسيرا إسرائيليا و8 جثامين، مقابل الإفراج عن 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل أسير إسرائيلي، وكان من بين المحررين أسرى صفقة التبادل "وفاء الأحرار" عام 2011 وأعادت (إسرائيل) اعتقالهم لاحقا وعددهم 47 فلسطينيا.
وتضمن أيضا: مقابل كل جندي إسرائيلي يتم إطلاق سراح 50 أسيرا فلسطينيا، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية، بالإضافة إلى إفراج المقاومة عن جثث ورفات إسرائيليين.
وحذرت حماس مرارا من أن القصف الإسرائيلي العشوائي أودى بحياة عشرات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين داخل غزة، في حين تقدر معطيات إسرائيلية بأن القصف الجوي أسفر عن مقتل 41 أسيرا.
وفي نهاية الاتفاق الذي انقلب عليه الاحتلال في 2 مارس/ آذار 2025 وأعاد استئناف حرب الإبادة على غزة، تكون حماس أطلقت سراح 33 إسرائيليا أحياء وجثامين مقابل إطلاق سراح 1737 أسيرا فلسطينيا غالبيتهم من ذو الأحكام العالية والمؤبدات.
وأما الصفقة الثالثة والتي تشمل انتهاء حرب الإبادة الجماعية على غزة التي دامت عامين، أطلقت المقاومة سراح 20 أسيرا ممن تبقوا من الأحياء ووافقت على تسليم جميع الجثامين الإسرائيليين مقابل حرية 1968 أسيرا، منهم 192 من المؤبدات و25 من ذوي الأحكام العالية، و16 متوقع حكمهم بالمؤبد، و17 متوقع حكمهم بأحكام عالية.
ويستدل من القائمة أن 157 من الأسرى المحررين ينتمون لحركة "فتح"، و65 لحماس، و16 من الجهاد الإسلامي، و11 ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسيرا واحدا ينتمي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وبإتمام صفقات التبادل الثلاثة، تكون المقاومة نجحت بالإفراج عن 3985 أسيرا وأسيرة فلسطينيين، منهم 486 أسيرا من ذوو أحكام المؤبدات، 319 أحكاما عالية، 33 مؤبدا وحكما عاليا، 144 امرأة، 297 طفلا، 2724 أسيرا من غزة.
مبادرات إنسانية
وإلى جانب ذلك، أطلقت المقاومة عدة مبادرات إنسانية في سبيل التخفيف من وطأة حرب الإبادة الجماعية على المدنيين، كإطلاق سراح 4 إسرائيليات مسنات خلال الأسبوع الثالث من الحرب دون مقابل.
وخلال الصفقة الأولى، أفرجت عن 10 عمال تايلنديين وفلبيني أحياء خلال صفقة التبادل الأولى باتفاق منفصل وبجهود قطرية.
كما أطلقت المقاومة أيضا سراح 5 عمال من تايلند ضمن صفقة التبادل الثانية.
وأفرجت كتائب القسام في مايو/ أيار 2025 عن الأسير عيدان ألكسندر (يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية) كبادرة لأجل فتح سلطات الاحتلال جميع المعابر والمنافذ مع غزة وإدخال الطعام والماء والدواء لسكانه الذين فتكت بهم المجاعة.
"الأهم والأكبر"
وبحسب مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر فإن 80% من قائمة "عمداء الأسرى" تحرروا ضمن صفقات التبادل بين المقاومة والاحتلال.
وأوضح الأشقر أن "عمداء الأسرى" هم الذين أمضوا أزيد عن عقدين من الزمان في سجون الاحتلال، وكان عددهم قبل الصفقة الثانية 543 أسيرا، حيث تحرر منهم 299 أسيرا وتبقى منهم 244 أسيرا.
وأفاد بأن الصفقة الثالثة خلال "طوفان الأقصى" شملت الإفراج عن 137 أسيرا من "عمداء الأسرى" من أصل 250 أسيرا من المحكومين بالمؤبد أو الاحكام العالية، وهذا يشكل نسبة 56% من إجمالي "عمداء الأسرى" الذين تبقوا في سجون الاحتلال بعد الصفقة الثانية.
وأشار إلى أن إجمالي عدد "عمداء الأسرى" الذين أفرج عنهم في إطار صفقات التبادل مع المقاومة بلغ 436 أسيرا وهو ما نسبته 80% من إجمالي "عمداء الأسرى" في سجون الاحتلال، مؤكدا أن ذلك يشكل إنجازا حقيقيا لخيار المقاومة و"صفقات التبادل".
ولفت إلى أن من بين "عمداء الأسرى" الذين نالوا حريتهم ثمانية أسري من "قدامى الأسرى" وهم المعتقلين منذ ما قبل "اتفاق أوسلوا" وأمضوا عشرات السنين بشكل متواصل في سجون الاحتلال، وهم عميد أسرى القدس سمير أبو نعمة معتقل منذ عام 1986، عميد أسرى قلقيلية محمد عادل داوود وهو معتقل منذ 1987.
وكذلك عميدا أسرى بيت لحم ناصر حسن أبو سرور ومحمود جميل أبو سرور وهما معتقلان منذ عام 1993، والأسير المقدسي محمود عيسى المعتقل منذ عام 1993، والشقيقين المقدسيين محمد وعبد الجواد شماسنة وهما معتقلان منذ 1993، والأسير علاء الكركي من الخليل وهو معتقل منذ عام 1993.
وعد الأشقر صفقات "طوفان الأحرار" بمراحلها المختلفة بمثابة الأهم والأكبر منذ بدء الصراع مع الاحتلال، سواء من حيث عدد الأسرى المفرج عنهم أو فئاتهم، ويمكن وصفها بـ"التاريخية والإنجاز العظيم" غير المسبوق الذي تمكنت المقاومة الفلسطينية من إتمامه في تاريخ السجون.