هل بدأ ترامب مخطط وقف الحرب على غزة؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
فلسطين في قلب بطولة إيطاليا وورلد غيم 2025في إعلان غير مألوف ومفاجئ دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وقف محاكمة رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، فورًا أو منحه عفوًا شاملاً عن التهم الموجهة إليه بالفساد. مشددًا على أن الولايات المتحدة ستتدخل لإنقاذه كما "أنقذت إسرائيل" سابقًا.
وقد استفاض ترامب في عدة تغريدات عبر منصته "تروث سوشيال" في عبارات التغزل الناعم بحليفه نتنياهو الذي وصفه بأنه "أعظم من قاتل لحماية الكيان" في خضم الحرب الكبرى التي يقودها منذ قرابة عامين على مختلف الجبهات، وهو الذي يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة منذ عام 2019، يخضع في إثرها للمحاكمة منذ 5 أعوام.
وفي الحين الذي تتسارع فيه الحراكات السياسية الأمريكية لإطفاء الحرائق الإقليمية التي سببتها دولة الكيان في الشرق الأوسط التي كان آخرها اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الكيان وإيران، يأتي هذا الإعلان من ترامب استباقًا لجهد أمريكي سياسي ودبلوماسي يسعى -في تقديري- لبدء نزع وتفكيك العوائق أمام اتفاق إنهاء الحرب في غرة غير مكتفٍ بالاستعداد "الإسرائيلي" لصفقة وهدنة جزئية من شهرين.
وللاستدلال على بناء هذا التقدير يمكن الاستعانة بمؤشرات ميدانية وسياسية تدفع كل الأطراف ولا سيما أمريكيًا للمضي قدمًا في مسار إنهاء الحرب على غزة:
أولًا: الرغبة الأمريكية في إنهاء الحرب وتفعيل مسار التطبيع بين دول عربية وإسلامية كبرى مع دولة الكيان، وهذه الرغبة بدت واضحة منذ اليوم الأول لفوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أنها اصطدمت بمعطيات قدمها الكيان عبر وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر تمكن فيها من إقناع الإدارة الجديدة بإرجاء هذا المسار أشهرًا لاستكمال تحقيق أهداف الاحتلال على جبهات الحرب المختلفة في المنطقة.
ثانيًا: الواقع الميداني المتعثر لجيش الاحتلال في قطاع غزة والحلقة المفرغة التي تدور فيها المعارك بلا طائل ولا أفق مخرج سياسي أو أمني لهذه الحرب، في ظل أداء ميداني مقاوم متقدم يحقق تأثيرًا كبيرًا ومضطردًا في أروقة المؤسسة العسكرية لدى الاحتلال، ويتردد صداها سياسيًا ليكوّن شعورًا هو أقرب "للصدمة" لدى ساسة الاحتلال وقادته.
ثالثًا: استكمال وتلبية ترامب للرغبة الصهيونية الجامحة في استثمار هذه الحرب لتسديد ضربة لمشروع إيران النووي والذي قادت حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ 20 عامًا جهودًا سياسية مضنية في أروقة السياسة والإدارات الأمريكية لإقناعها والسماح لها باستهداف إيران مباشرة، وقد حققت إدارة ترامب أخيرًا للكيان هذه الرغبة، بل وشاركتها في توجيه ضربة جوبة مباشرة.
وفي مقابل هذه المبادرة الأمريكية لتوجيه ضربة لإيران ستطالب الدبلوماسية الأمريكية نتنياهو باستحقاق ثمن هذه المخاطرة، وهو ليس أقل من تحقيق الهدف الأهم في السياسة الخارجية للإدارة الحالية المتمثل في وقف الحرب وإطلاق مسار التطبيع في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق بدا لافتًا موقف زعيم معارضة الاحتلال يائير لابيد "المتفهّم" لمطالبة ترامب العفو عن نتنياهو في قضايا الفساد، والذي قال فيه: "ممتنون للرئيس ترامب، لكن لا يُفترض بالرئيس أن يتدخل في إجراء قضائي داخل دولة مستقلة، ويبدو أن هذا امتياز يُمنح له تمهيداً لممارسة ضغط عليه بشأن غزة، بهدف إنهاء الحرب".
يُذكر أن ترامب دفع بقوة فور فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية وقبل توليه منصبه لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي، قبل أن ينقلب الاحتلال على الاتفاق باستغلال تصريحات شعبوية هوجاء لترامب نفسه -تخالف إستراتيجته ووعده الانتخابي الذي قدمه لناخبيه بوقف الحرب في غزة- هدد فيها بفتح أبواب الجحيم على غزة، ليحاول استدراك هذا الخطأ لاحقًا بإقامة مسار حوار ثنائي مع حركة حماس يتجاوز نتنياهو والذي تُوّج بصفقة الجندي عيدان الكسندر.
وفي الأسابيع الأخيرة التي سبقت الهجوم على إيران تجاوزت إدارة ترامب (إسرائيل) في رحلة إلى الشرق الأوسط، وتوصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، والذي فشل في وقف هجماتهم الصاروخية الباليستية على (إسرائيل)، ورفعت العقوبات عن سوريا - حتى في الوقت الذي تُحذر فيه (إسرائيل) من إضفاء الشرعية على نظام يديره "جهاديون سابقون"-.
ولاحقًا انتهت فترة التباعد تلك في الهجوم المشترك على إيران والاستجابة الأمريكية لأكثر الاحتياجات التي ألحت عليها دولة الكيان، وهو ما يُرجّح أن يفضي لبدء الإدارة الأمريكية خلال الأيام والأسابيع المقبلة سلسلة إجراءات يمكن أن تفضي لإنزال الاحتلال عن شجرة العنترية والوصول إلى مخرج من مأزق الحرب.