نتنياهو يعتمد على أصوات العرب للبقاء في الحكم.. "من دون الطيبي لا يوجد بيبي"
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
فيديو.. مقطع ريل ينهي حياة شاب تحت عجلات القطارتل أبيب- معا- قالت الكاتبة والمحامية الإسرائيلية صوفي رون موريا في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات يعتمد على أصوات الأحزاب العربية داخل الكنيست لضمان بقائه السياسي، مشيرة إلى أن "كل صوت عربي أصبح اليوم ضرورياً لمعسكر نتنياهو كهواءٍ للتنفس".
وأوضحت الكاتبة أن الواقع الانتخابي في إسرائيل انقلب رأساً على عقب مقارنة بانتخابات عام 2015، حين حذر نتنياهو أنصاره من أن "العرب يهرولون إلى صناديق الاقتراع"، معتبرة أن "العجلة دارت، واليوم مصلحة نتنياهو تكمُن في أن يهرول العرب بأعداد كبيرة للتصويت".
وأضافت رون موريا أن نتنياهو، الذي يستعد لانتخابات مبكرة وسط ضعف ائتلافه الحاكم، بحاجة ماسة لمشاركة الناخبين العرب، لأن وجودهم في الكنيست سيُصعّب على المعارضة تشكيل حكومة بديلة، موضحة أن "الأحزاب العربية أصبحت تلعب دوراً معاكساً لما كان في السابق، فهي اليوم تُضعف معسكر اليسار وتساعد اليمين على البقاء".
وتقول الكاتبة إن المعادلة البرلمانية الجديدة تُظهر أن غياب الأحزاب العربية من الكنيست يعني عملياً نهاية الائتلاف الحالي، فوفقاً لحسابات سياسية بسيطة "لو أزيلت القوائم العربية من الخارطة الانتخابية، سيحصل معسكر نتنياهو على 53 مقعداً فقط، بينما ستحوز المعارضة على أغلبية من 67 مقعداً، ما يعني انهيار الكتلة اليمينية برمتها".
وتضيف أن "نسبة الحسم" وقانون خفض سن التصويت المطروحين حالياً في الكنيست، واللذين يروّج لهما اليمين بزعامة بتسلئيل سموتريتش ويعقوب مرغي ومئير بوروش، قد ينعكسان بشكلٍ غير مباشر لصالح الأحزاب العربية، إذ يسمحان بدخول قوى جديدة صغيرة إلى البرلمان وزيادة نسبة المشاركة داخل المجتمع العربي، وهو ما يصبّ في مصلحة نتنياهو وليس ضده.
وتابعت أن "معسكر نتنياهو اليوم لا يمتلك أغلبية بين الناخبين اليهود في إسرائيل، وهو يعتمد فعلياً على توزيع المقاعد الذي تفرضه مشاركة العرب"، مضيفة أن "من المفارقات أن استمرار اليمين الحاكم مرهون الآن بمن يسميهم اليمين المتطرف خصوم الأمة".
وأشارت رون موريا إلى أن الكنيست أقرّ هذا الأسبوع بالقراءة التمهيدية مشروعين مثيرين للجدل حول ضم أراضٍ من الضفة الغربية، أحدهما لعضو الكنيست أفيغدور ليبرمان لضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، والآخر لـأفي ماعوز حول فرض السيادة الإسرائيلية على كل مناطق الضفة.
وقالت الكاتبة إن التصويت على هذه القوانين كشف هشاشة الائتلاف الحاكم الذي قاطع بعض أعضائه الجلسة، ما سمح بمرور القانون بفارق كبير.
وأضافت: "اليمين يحاول عبر هذه المناورات التشريعية إرسال رسائل للناخبين، لكنه في الوقت نفسه يُدرك أن فقدان دعم الأحزاب العربية في البرلمان يعني فقدان السيطرة السياسية".
واعتبرت أن "اليمين الإسرائيلي دخل مرحلة الحسابات الباردة، فهو لم يعد يملك ترف الحديث عن نقاء القاعدة الانتخابية اليهودية، بل صار بحاجة إلى كل مقعد، حتى لو جاء من الأصوات العربية التي كان يحتقرها سابقاً".
وختمت الكاتبة مقالها بعبارة لافتة قالت فيها: "الواقع السياسي الجديد في إسرائيل يجعل من نتنياهو رهينة في يد الأحزاب العربية. هذه ليست مفارقة، بل حسابات انتخابية بسيطة. اليوم، من دون أحمد الطيبي، لا يوجد بيبي".