الاحتلال يسرّع مخطط ضم الضفة والسلطة "بلا رؤية" للمواجهة
klyoum.com
تتصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية من وزراء متطرفين بشأن ضم الضفة الغربية المحتلة، ضمن المساعي الرامية لبسط السيطرة المطلقة على مدن الضفة وأجزاء من شرقي القدس المحتلة، إضافة إلى تقويض دور السلطة في رام الله وصولاً لفرض واقع الضم الفعلي على الأرض.
وأطلق وزراء في حكومة الاحتلال دعوات تحريضية لضم الضفة بما فيها شرقي القدس أو أجزاء واسعة منها تارة، وكذلك المطالبة بتفكيك السلطة ومؤسساتها. وقال وزير القضاء في حكومة الاحتلال ياريف ليفين قبل أيام "الوقت حان لفرض السيادة على الضفة الغربية"، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي ترتكب فيه (إسرائيل) جرائم إبادة جماعية ضد أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، الأمر الذي دفع خبراء ومختصون في شؤون الاستيطان من التحذير من مخطط إسرائيلي يستهدف السيطرة الكاملة على المناطق المصنفة (ج) في الضفة ضمن سياسة تهويد شاملة تسعى لتغيير معالم الأرض وتقويض دور السلطة.
تشريع الواقع الاستيطاني
يقول منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة سهيل السلمان، إن ما يجري في الضفة هو تشريعٌ للواقع الاستيطاني القائم، موضحًا أن الهدم والملاحقة طالا المواطنين في مناطق (ج)، فيما أطلقت حكومة الاحتلال العنان للمستوطنين لتوسيع وجودهم بشكل غير مسبوق.
وأوضح السلمان لصحيفة "فلسطين"، أن هناك قرارات إسرائيلية حديثة تتيح للمستوطنين مصادرة أراضٍ فلسطينية بحجة إقامة الشوارع، مشيراً إلى أنه بعد أحداث السابع من أكتوبر انتقلت هذه الاعتداءات إلى مناطق (أ) و (ب).
وأضاف: "هذا التوسع يرافقه نشاط استيطاني رعوي خطير، حيث استولى المستوطنون على أكثر من 786 ألف دونم، وهو ما يعادل 14% من مساحة الضفة، وتم ترحيل أكثر من 65 تجمعًا سكانيًا فلسطينيًا في مناطق متفرقة بالضفة، في ظل هجمات ممنهجة تنفذها مليشيات المستوطنين بحماية كاملة من جيش الاحتلال".
وأكد السلمان وجود تقاسم أدوار واضح بين المستوطنين وجيش الاحتلال في مهاجمة التجمعات الفلسطينية، حيث يُنفذ المستوطنون عمليات اعتداء وتدمير وسرقة ممتلكات، خصوصًا الأغنام، كمصدر رزق أساسي للفلسطينيين في تلك المناطق.
وقال: "نحن أمام حرب مفتوحة ضد شعبنا، تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، عبر استكمال مشروع الضم، والتهجير، والتطهير العرقي".
ويؤيد ذلك الباحث في شؤون الاستيطان رائد موقدي، إذ قال إن الاحتلال بدأ فعليًا بتنفيذ مخططه على الأرض من خلال تسييج أراضٍ وتغيير معالمها، بما يخدم رؤيته في فرض سيطرة كاملة على المناطق المصنفة (ج) التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.
وأضاف موقدي لـ "فلسطين"، أن هذا المخطط يترافق مع محاولات إسرائيلية لتقليص صلاحيات السلطة برام الله، وتحويل دورها إلى إدارة سطحية محدودة لا تملك قرارًا فعليًا.
ويتابع: "السلطة تبدو مقيدة بشكل كبير، لكنها تمتلك أدوات عبر الجهات الحقوقية والمحافل الدولية، تسعى لإبطال هذه المخططات الخطيرة، رغم تعقيدات المشهد السياسي".
غياب الرؤية
فيما يخص موقف السلطة من هذا التصعيد الخطير، يرى السلمان أن ردودها "لا ترتقي إلى مستوى التحديات"، مطالبًا بضرورة قطع كل أشكال التنسيق والاتصال مع الاحتلال، الذي يسعى لتفكيك السلطة وشطب القضية.
وأضاف: "المطلوب هو موقف فلسطيني موحد، يتجاوز الانقسام، ويوحد الشعب بكل مكوناته، ويعزز صمود المواطنين، خاصة في القرى والتجمعات المهددة".
وختم حديثه "شعبنا الفلسطيني لا يزال متمسكًا بحقه، رغم كل الجرائم"، مشددًا على أن الوحدة الوطنية هي الطريق الأوحد لمواجهة مشروع التهويد والضم.