اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

مياه الصرف الصحي تهدد حياة الغزيين وثروتهم السمكية بعد عامين من الحرب

مياه الصرف الصحي تهدد حياة الغزيين وثروتهم السمكية بعد عامين من الحرب

klyoum.com

على شاطئ بحر مدينة غزة، يقف الصياد محمود أبو الخير كل صباح حاملاً شبكته البسيطة، محاولًا ممارسة مهنته التي ورثها عن أبيه وجده.

لم يعد بإمكانه دخول البحر كما كان يفعل سابقًا، إذ بات مضطرًا للابتعاد عن المناطق التي تتسرب إليها مياه الصرف الصحي، خوفًا من الأمراض الجلدية التي أصبحت تهدد الصيادين والرواد على حد سواء.

فمنذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرت عامين كاملين، تعرضت البنية التحتية في القطاع لدمار واسع، وخاصة محطات وشبكات الصرف الصحي التي دمر معظمها بشكل ممنهج.

أدى هذا التدمير إلى تدفق كميات هائلة من المياه العادمة إلى البحر دون معالجة، محولة الشاطئ—الذي لطالما كان متنفسًا لأهالي غزة—إلى مصدر خطر بيئي وصحي.

بحر ملوث

ويقول الصياد أبو الخير، لـ "فلسطين أون لاين": إنه أصيب خلال الأشهر الماضية بالتهابات جلدية وفطرية نتيجة اضطراره للمرور قرب مناطق ملوثة في البحر أثناء عمله.

ويضيف: أن تسرب مياه الصرف الصحي بكميات كبيرة أدى إلى نفوق أعداد من الأسماك وهجرة أخرى، ما قلّص مصدر رزق مئات الصيادين الذين يعتمدون على البحر بشكل كلي.

غير بعيد عن منطقة الصيادين، تجلس الحاجة إنعام جودة، قرب شاطئ مخيم الشاطئ برفقة أحفادها، وتقول: إنها باتت تمنعهم من السباحة بعد إصابة حفيدها محمود (12 عامًا) قبل شهر بالتهابات جلدية حادة ظهرت على يديه وجسده نتيجة نزوله إلى مياه البحر الملوثة.

وبعد جهد كبير، وفق ما قالته جودة، لـ "فلسطين أون لاين" حصلت على مرهم علاجي بالكاد يتوفر في قطاع غزة المحاصر.

توضح إنعام، أنها اصبحت تزور الشاطئ فقط للجلوس والاستراحة، دون السماح لأطفالها بدخول البحر الذي تحوّل إلى خطر حقيقي يهدد الصحة العامة.

كارثة بيئية

من جهته يؤكد، المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، أن المدينة تواجه مكرهة صحية كارثية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّفه الاحتلال في البنية التحتية.

ويشير  مهنا لـ "فلسطين أون لاين" إلى أن أكثر من 85% من شبكات المياه والصرف الصحي دمرت بالكامل، وأن ست مضخات رئيسية من أصل ثمانية خرجت عن الخدمة بعد استهدافها المباشر.

ويكشف مهنا، أن تدمير المحطات وشبكات الصرف الصحي أدى إلى تسرب أكثر من 22 ألف كوب من مياه الصرف الصحي يومياً إلى البحر، وهي كمية ضخمة تسببت في تلوث مساحات واسعة من الشاطئ، كما تسربت المياه العادمة إلى الشوارع والمخيمات والمناطق المنخفضة، ما أدى إلى انتشار روائح كريهة وحالات مرضية بين السكان، خاصة في المناطق المزدحمة بالنازحين.

ويحذر من أن نقص المياه النظيفة وغياب القدرة على التعقيم والنظافة الشخصية يهددان بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض معدية وجلدية ومعوية خلال الفترة المقبلة، في ظل عجز البلديات عن معالجة الأضرار بسبب نقص المعدات والآليات.

ويشير مهنا، إلى أن الاحتلال دمر أكثر من 134 مركبة وآلية تابعة لبلدية غزة، إضافة إلى نحو 25 مليون طن من الركام المنتشر في أنحاء المدينة.

ويؤكد أن البلدية تعمل بما تبقى لديها من إمكانيات منذ وقف إطلاق النار في 13 أكتوبر الماضي، لكنها غير قادرة على مواجهة حجم الدمار الهائل.

ويطالب بفتح المعابر فورًا وإدخال الآليات والمعدات اللازمة لإعادة تشغيل محطات الصرف الصحي، وتوفير الوقود والكهرباء، وتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني المتفق عليها، لتجنب مزيد من الانهيار البيئي والصحي.

ضحية أخرى

من جانبه، يؤكد مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي، زكريا بكر، أن استهداف الاحتلال المتعمد لمضخات وشبكات الصرف الصحي أدى إلى كارثة تهدد الثروة السمكية في بحر غزة.

ويشير بكر لـ "فلسطين أون لاين" إلى أن عملية تكاثر الأسماك تعتمد على المناطق الصخرية القريبة من الشاطئ، وهي الآن ملوثة بمياه الصرف الصحي، ما يهدد بقتل وهجرة أعداد كبيرة من الأسماك.

ويضيف: أن مئات العائلات التي تعتاش على صيد الأسماك باتت مهددة بفقدان مصدر رزقها الوحيد، كما تعرض الأطفال الذين نزلوا للسباحة خلال الأسابيع الماضية لإصابات جلدية متفاوتة.

ويشدد بكر، على ضرورة تحرك دولي عاجل لإدخال مضخات جديدة وإعادة صيانة محطات المعالجة، ومنع استمرار تدفق مياه الصرف الصحي إلى البحر حفاظًا على السكان والثروة السمكية.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com