اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

الجرح الثامن والثلاثون  الطابور الخامس

الجرح الثامن والثلاثون  الطابور الخامس

klyoum.com

هل تعرفون قصة الطابور الخامس؟

تعود الفكرة لحقبة الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، حيث أخضعت قوات الوطنيين   منطقة الأندلس في بدايات الحرب، وبدأت في الزحف شمالاً، حيث العاصمة مدريد تحت سيطرة الجمهوريين.

توزعت قوات الوطنيين على أربعة طوابير تزحف بشكلٍ متواز، وفي إحدى مداخلاته التوجيهية والدعائية عبر الإذاعة أثارَ الجنرال "مولا"، مسألة وجود طابور خامس مختفٍ داخل العاصمة، ينتظر وصولهم ليشرع في تنفيذ المهام المسندة إليه لزعزعة السلطات الجمهورية القائمة، (منقول وبتصرف).

تلكم قصة الطابور الخامس، أما عن علاقته بغزة، سأكمل لكم القصة:

ظاهرة العمالة ليست حكراً على زمان ومكان معينان، فهي موجودة من قديم الزمان وستبقى طالما بقي التنافس والتصارع بين الدول والمنظمات، حيث تقوم فكرتها على استمالة شخص من العدو وزرعه وتوجهيه لما يخدم المُشغِل، لأن كل دولةٍ أو منظمة تسعى لمعرفة خفايا وأسرار الدول والمنظمات الأخرى من خلال زراعة العنصر البشري سواء كان العنصر المزروع من نفس جنسية دولة أو منظمة العدو، وهذا يسمى "عميل"، أو كان من جنسية أخرى، وهذا يسمى " جاسوس".

منذ احتلال فلسطين سعى العدو لاستقطاب بعض الشخصيات والمؤسسات لتساعده وتسانده في ترويج أفكاره وتحقيق أهدافه، وقفزاً على مراحل طويلة من النضال والعمالة، وصولاً لقطاع غزة حاليا، حيث العدوان منذ 2023، فقد نجح العدو في اسقاط بعض ضعفاء النفوس في شباكه مستغلاً حالة الفقر والمجاعة في غزة.

وقد اوكل العدو للعملاء مهاماً عديدةً، تراوحت ما بين نشر الإشاعة والمعلومات الكاذبة والإحباط، وترويج أفكار ورواية العدو على انها مسلمات وأصدق الأخبار، والتشكيك بجدوى المقاومة وقذفها بحجة التعبير عن الرأي، واتهامها بأنها السبب لما وصلت إليه الحياة بغزة الآن من ضيق وفقر، وتشويه المقاومين، وتزويد العدو بمعلومات عنهم وعن الأنفاق ووسائل الاتصال والتواصل بينهم وأماكن منصات الصواريخ، واحتكار السلع ورفع أسعارها والتعامل بالربا، وكثير من المهام الأخرى.

أمام هذه المسألة لم تقف المقاومة مكتوفة الأيدي، بل استطاعت بفضل الله، ثم بفضل يقظتها ومعاونة الشعب لها ودعمها، من كشف العديد من العملاء والتحقيق معهم، ومعرفة خفايا وأسرار منظومة العدو في الإسقاط وطبيعة المعلومات المطلوبة منهم، وأعدمتهم، ومنهم من سلم نفسه للمقاومة وزودها بمعلومات ساعدتها في كشف خطط العدو لاختراق صفوف الشعب.

لقد أتاحت المقاومة الفرصة للعملاء للعودة لحضن الشعب سواء قبل العدوان أو اثناءه، منهم من استجاب ومنهم من أبى وأخذته العزة بالإثم، وظن أنه في مأمنٍ من رجال المقاومة، فتم القبض عليه واعدامه في الساحات العامة وسط هتافات من الشعب تُحيى المقاومة.

أخيراً: مما وجب التنويه له، وجود عميل دون أن يعلم أنه عميل، وهو الذي يردد الأخبار دون أن يخضعها للتحليل والتمحيص، ويتحدث عن أسرار يعرفها عن رجال المقاومة القريبين منه مثل اخ، صديق، في مجالس عامة، وهو يظن أن ذلك مفخرة له، ولا يدري المسكين أنه يضر من يتحدث عنهم.

فيا أبناء شعبي الكرام،  لا تنخدعوا بوعود العدو، ولا تتحدثوا في أخبار المقاومة، وتذكروا أن العدو يراقب هواتفنا، وربما كلمة من أحدنا قتلت مقاوماً أو كشفت سراً، ولنعلم أن لصديقنا العزيز، صديقٌ عزيز، فلنقل خيرا أو لنصمت، هكذا علمنا رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام.

ويا ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com