اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

خسائر استراتيجية.. إيران تستهدف مفاصل الاقتصاد الإسرائيلي بقوة

خسائر استراتيجية.. إيران تستهدف مفاصل الاقتصاد الإسرائيلي بقوة

klyoum.com

في تحوّل نوعي في سياق المواجهة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، شكّلت الهجمات التي استهدفت مصافي النفط وصوامع الطاقة في مدينة حيفا، إلى جانب ما أُعلن عن استهداف مبنى البورصة في "تل أبيب"، رسالة مزدوجة ضربت عمق المنظومة الاقتصادية الإسرائيلية.

ولم تقتصر الهجمات على البُعد العسكري أو الرمزي، بل امتدت آثارها إلى زعزعة الثقة في قطاعات الاستثمار والطاقة، وإثارة مخاوف من هشاشة العمق المدني الإسرائيلي، في حال تطوّرت المواجهة إلى صراع اقتصادي مفتوح، وفقًا لمراقبين اقتصاديين.

ويرى الخبير الاقتصادي ثابت أبو الروس أن استهداف إيران منشآت حساسة كمصفاة Bazan للطاقة ومرافق شركة Paz في حيفا يتجاوز الرسائل التقليدية، ويؤكد أن أمن الطاقة الإسرائيلي بات مكشوفًا بشكل غير مسبوق.

وقال أبو الروس لـ "فلسطين أون لاين" إن "هذه المصافي لا تغذي فقط شمال الاحتلال بالوقود، بل تشكل عصبًا اقتصاديًا حيويًا، وأي تعطيل في عملها يعني أزمة لوجستية حقيقية تؤثر على قطاعات النقل، والكهرباء، والإنتاج الصناعي".

وأوضح أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية أدت إلى إغلاق مؤقت لبعض خطوط الإنتاج، وأن الهجمات تركت أثرًا مباشرًا على أسعار النفط عالميًا، وسط مخاوف من اتساع نطاق الاستهداف ليشمل موانئ أو منصات غاز في شرق المتوسط.

واعتبر أبو الروس أن "دولة الاحتلال تواجه لأول مرة اختبارًا حقيقيًا لبنيتها الاقتصادية في ظل تصعيد أمني متسارع"، مشيرًا إلى أن هذا الواقع قد يدفع تل أبيب إلى إعادة ترتيب أولوياتها الدفاعية لتشمل حماية البنية التحتية المدنية، وليس فقط الجبهة العسكرية.

وشدد على أن "استمرار هذا النمط من الهجمات قد يدفع الاقتصاد الإسرائيلي إلى مرحلة من الركود الاستثماري والتقشف المالي، خاصة في ظل فقدان الثقة بمناخ الأعمال، وانكشاف هشاشة ما كان يُعتبر أحد أكثر الاقتصادات استقرارًا في المنطقة".

من جانبه، يرى المحلل الاقتصادي خالد أبو عامر أن استهداف مبنى البورصة الإسرائيلية، سواء كانت الأضرار المادية محدودة أو رمزية، يُعد ضربة موجعة للاقتصاد الإسرائيلي.

وقال أبو عامر لـ"فلسطين أون لاين": "البورصة ليست مجرد مبنى، بل هي رمز للاستقرار والثقة في الاقتصاد، واستهدافها يخلق صدمة نفسية للمستثمرين المحليين والأجانب، تؤثر مباشرة في حركة رؤوس الأموال".

وبيّن أن "استمرار الاستهداف أو تعطيل البورصة قد يؤدي إلى موجة بيع واسعة لأسهم الطاقة وشركات البنية التحتية، ويجبر العديد من المستثمرين على تحويل أموالهم إلى أسواق أكثر أمانًا، خاصة مع تصاعد القلق من ضربات مماثلة في المستقبل".

وأضاف أن هذا الواقع "قد يؤدي إلى تعليق التداولات أو تأخيرها، ما يعيق السيولة ويُعطل قدرة الشركات على التمويل والتوسع".

وفي حال توسّع نطاق الاستهداف الإيراني ليشمل مراكز اقتصادية إضافية، فإن التداعيات ستكون أعمق، وتمس الهيكل الاستراتيجي للاقتصاد الإسرائيلي.

وأشار أبو عامر إلى أن "استهداف الموانئ سيُدخل إسرائيل في أزمة مزدوجة، حيث تُعدّ الموانئ بوابات تجارية حيوية وشرايين تموين رئيسية للمواد الخام والسلع الغذائية والطبية، وبالتالي فإن ضرب ميناء حيفا أو أشدود مثلًا سيُحدث اختناقًا في سلاسل التوريد، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع خلال أيام قليلة".

وختم بالقول إن توقف حركة الشحن والاستيراد سيؤدي إلى تعطل الإنتاج الصناعي، وزيادة الضغط على الأسواق الداخلية، وارتفاع معدلات التضخم، في ظل اقتصاد يعاني أصلًا من حالة عدم يقين وبيئة استثمارية مضطربة.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com