أسعار النفط تتراجع متجاهلة تهديد ترامب بفرض عقوبات على روسيا
klyoum.com
وكالات – مصدر الإخبارية
تراجعت أسعار النفط وسط قوة الدولار وتزايد شكوك التجار بشأن قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للضغط على موسكو في التأثير على صادرات روسيا النفطية.
هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7% لتتم تسويته فوق مستوى 66 دولاراً، ممدداً خسائر جلسة الإثنين، وانخفض سعر خام برنت تسليم سبتمبر 0.7% إلى 68.71 دولار للبرميل. وقال ترمب للصحفيين إن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 19% على الواردات من إندونيسيا، بعد أن ألمح إلى هذه الخطوة في وقت سابق من اليوم. وأسهم ارتفاع الدولار في تقليص جاذبية السلع المقومة به.
خطة ترامب التي كُشف عنها يوم الإثنين للضغط على روسيا من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا، لم تشمل استهداف البنية التحتية للطاقة بشكل مباشر، وهو ما شجع بعض المضاربين على تراجع الأسعار على العودة إلى السوق. وتعتزم الإدارة الأميركية فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال 50 يوماً، ما خفف من المخاوف بشأن نقص الإمدادات على المدى القريب.
وكتب محللو "جيه بي مورغان" بقيادة ناتاشا كانيفا في مذكرة: "منذ بداية حرب أوكرانيا، أصبح من الواضح أن وقف تجارة النفط الروسي من خلال استهداف البائعين أو شركات الشحن والوسطاء الماليين أمر شبه مستحيل".
تقلب الأسعار مع اقتراب انتهاء آجال العقود
ارتفعت الأسعار لفترة وجيزة بعد تصريحات وزير الطاقة الأميركي كريس رايت بأن الولايات المتحدة تدرس طرقاً مبتكرة لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، لكنها عادت للتراجع بعد ذلك.
وتعرضت العقود الآجلة للضغط أيضاً مع تصفية المستثمرين مراكزهم في الفوارق الزمنية لعقود خام غرب تكساس، قبيل انتهاء صلاحية العقود. وبلغ الفرق بين أقرب عقدين آجلين حوالي 1.16 دولار للبرميل في نمط الـ"باكورديشن"، حيث تكون الأسعار القريبة الآجل أعلى من نظيراتها للآجال الأبعد، وهو ما يُعتبر إشارة صعودية، لكن في الوقت نفسه يبقى الفارق دون ذروة يوم الإثنين البالغة 1.49 دولار.
ومن المتوقع أن تتابع السوق هذا المؤشر عن كثب مع عودة التركيز على الإمدادات. ودحضت منظمة "أوبك" جزئياً تقريراً للوكالة الدولية للطاقة أفاد بأن إنتاج السعودية من النفط الخام قفز في يونيو، إذ أظهرت بيانات المنظمة التزام الرياض بحصتها الإنتاجية. وكانت المملكة قد أوضحت الأسبوع الماضي أن الإنتاج الزائد تم تخزينه ولم يُضخ في السوق.
أسعار النفط الأميركي فقدت قرابة 7% من قيمتها منذ بداية العام، متأثرة بتداعيات الحرب التجارية التي أطلقها ترمب، إلى جانب جهود تحالف "أوبك+" لإعادة ضخ الإمدادات التي تم تقليصها سابقاً. وأثارت هذه العوامل مخاوف من أن الإنتاج قد يتجاوز الطلب، ما يؤدي إلى تخمة في المعروض، رغم أن مؤشرات السوق الحالية تُظهر وجود دعم أساسي.
بيانات قوية من الصين
في آسيا، قيّم المتداولون بيانات إيجابية نسبياً من مصافي التكرير في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. إذ ارتفع معدل التكرير ليتخطى 15.2 مليون برميل يومياً في يونيو، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2023، وفقاً لحسابات بلومبرغ استناداً إلى بيانات حكومية. كما تحسّن مؤشر الطلب الظاهري.
ومع ذلك، قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في الطاقة لدى "يب آي بي سي برايفت ويلث غروب": "يبدو أن المستثمرين يتجاهلون قوة الطلب المرتبطة بالصين، ويعتبرونها تسريعاً في الاستيراد قبل فرض محتمل للرسوم الجمركية، وليس إشارة على طلب مستدام". وأضافت: "التركيز الرئيسي بالنسبة للنفط يبقى على توقعات تخمة المعروض في النصف الثاني من العام".