اجتياح غزة يهدّد بمحو تاريخ الرياضة الفلسطينية
klyoum.com
يهدّد اجتياح مدينة غزة، الذي بدأته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو شهر، بطمس تاريخ الرياضة الفلسطينية في حال أقدمت قوات الاحتلال على تدمير ما تبقّى من المدينة، كما يُخشى أن يحدث.
وتعدّ المرافق الرياضية في غزة من أبرز معالم المدينة وشواهدها التاريخية، إذ احتضنت فعاليات ومباريات بارزة ستبقى محفورة في ذاكرة الرياضة الفلسطينية.
ويُعدّ ملعبا اليرموك وفلسطين من أهم الصروح الرياضية التاريخية في فلسطين، ولا تبعد قوات الاحتلال عنهما سوى عشرات الأمتار. فقد استضاف كلّ منهما على مدار العقود مباريات تاريخية ودولية لا تُنسى.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت ملعب اليرموك سابقًا وحوّلته إلى مركز تحقيق واعتقال، وألحقت به أضرارًا جسيمة بأرضيته ومرافقه قبل انسحابها منه، فيما استُهدف ملعب فلسطين بالقذائف المدفعية، وتحول كلاهما لاحقًا إلى مخيمات لإيواء النازحين.
ويحمل ملعب اليرموك، الذي تأسس عام 1951 ويُعدّ أقدم ملعب في فلسطين، ذكريات رياضية لفرق مصرية وقطرية وأردنية ومن الداخل المحتل، بينما كان ملعب فلسطين مسرحًا لأول مباراة دولية عام 2000، عندما استضاف لقاء الوحدات الأردني واتحاد الشجاعية في بطولة آسيا، والمباراة التاريخية بين الزمالك المصري والمنتخب الوطني الفلسطيني في العام نفسه.
وأكد مصطفى صيام، مدير اتحاد كرة القدم والأمين العام المساعد لاتحاد الإعلام الرياضي، أنّ سلوك جيش الاحتلال يؤكّد سعيه المتعمّد لمحو وتدمير الرياضة الفلسطينية عن الوجود، من خلال استهدافه المتكرر للمنشآت والأندية التاريخية.
وقال صيام لـ "فلسطين أون لاين": "الاحتلال دمّر مقر نادي غزة الرياضي الذي تأسس عام 1934، قبل قيام دولته المزعومة، وأتلف الدروع والكؤوس والميداليات التاريخية التي تعود إلى عقود طويلة."
ولم يستبعد صيام أن يستكمل الاحتلال تدمير ما تبقّى من منشآت وملاعب تاريخية في غزة، مطالبًا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتدخل العاجل لوقف استهداف الرياضة الفلسطينية وردع الاحتلال عن تنفيذ مخططاته.
من جانبه، قال الإعلامي مصطفى جبر إنّ إفلات إسرائيل من العقاب الدولي جعلها تتمادى في جرائمها بحق الرياضة الفلسطينية، موضحًا: "الاحتلال سبق أن محا تاريخ أندية رفح وخان يونس، ودمّر المتحف الرياضي الذي أقامه نادي خدمات رفح، وهو الأول من نوعه في فلسطين، وكان يضم كؤوس النادي ودروعه وميدالياته وملابس الفرق على مدى تاريخه".
وتمنى جبر أن تتوقف الحرب فورًا قبل أن يواصل الاحتلال تدمير ما تبقّى من غزة، مشيدًا بما قدّمته أندية غزة ولاعبوها من إنجازات مشرّفة لفلسطين في المحافل الدولية.