"محاصرة فاعتقال".. محرران يرويان تفاصيل اعتقالهما عند مراكز المساعدات في غزَّة
klyoum.com
أكد محرران فلسطينيان أفرجت عنهما سلطات الاحتلال، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي بتحويل مواقع توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة إلى "مصائد" لاعتقال المدنيين، رغم تصنيفها المعلن كمناطق آمنة وإنسانية.
وأُفرج عن المعتقلين، إبراهيم أبو السعود ومحمد أبو زيد، عبر معبر "كيسوفيم" وسط القطاع، ووصلوا برفقة ثمانية آخرين إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، بعد فترات اعتقال امتدت لأسابيع في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
ووفقا لشهادات أدلى بها مفرج عنهم، جرى اعتقالهم من منطقة تصنف كممر آمن مخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية، قبل أن يتعرضوا للضرب المبرح والتعذيب اليومي على مدار نحو شهر، داخل سجن "سدي تيمان" سيء السمعة الذي احتجزوا فيه.
قال إبراهيم أبو السعود، الذي بدت عليه علامات النحول الشديد بعد أسابيع من الاعتقال، إنه جرى توقيفه من منطقة توزيع المساعدات غرب مدينة رفح، وهي منطقة يزعم الاحتلال أنها مخصصة لأغراض إنسانية.
وأوضح أن مجموعة من المدنيين، بينهم هو، كانوا ينتظرون المساعدات حين حاصرتهم طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر"، وألقت قنابل عليهم، ما حال دون فرارهم، قبل أن تتقدم ثلاث مركبات عسكرية وتعتقلهم بلا سابق إنذار أو تهم.
ووصف أبو السعود المراكز التي تديرها إسرائيل ضمن ما يسمى "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" منذ 27 مايو/أيار، والممولة إسرائيليًا وأمريكيًا، بأنها "فخ" لاعتقال المدنيين، مشيرًا إلى أن غياب إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية سمح بتحويلها إلى مواقع خطيرة.
التعذيب والحرمان من النوم والممارسات العقابية الجماعية
تحدث أبو السعود عن ظروف احتجازه، قائلًا إن الجيش بدأ التحقيق معه منذ لحظة الاعتقال، متخللًا بالضرب المبرح.
وأضاف أن التحقيقات تضمنت أساليب تعذيب قاسية، منها الحرمان من النوم طوال النهار وحتى الليل، وتشغيل موسيقى صاخبة لساعات طويلة وهو مكبل اليدين والقدمين، فيما يعرف بأسلوب "الديسكو".
وأشار إلى ممارسات عقابية يومية بحق الأسرى الفلسطينيين، تبدأ بعد حلول المغرب بإلقاء القنابل داخل الغرف ثم اقتحامها وتفتيش المعتقلين والاعتداء عليهم.
وأوضح أن الاحتلال يطبق قاعدة "الحسنة تخص، والسيئة تعم"، حيث يعاقب جميع الأسرى في حال ارتكب أحدهم ما يعتبره الاحتلال مخالفة، كما حدث حين كبّل جميع من في غرفة واحدة ليوم كامل في أجواء شديدة الحرارة.
وأضاف أن الاحتلال سحب جميع البطانيات من الغرف التي وصفها بأنها "بركسات" معدنية من صفائح الزينكو، ما يجعلها خانقة في الصيف.
أبو زيد: 38 يومًا في معتقل "سدي تيمان" سيء الصيت
أما محمد أبو زيد، من مخيم المغازي وسط القطاع، فقال إنه اعتُقل من محيط مركز توزيع المساعدات بمحور نتساريم، وقضى 38 يومًا في معتقل "سدي تيمان" الواقع في صحراء النقب، والذي يستخدمه الاحتلال منذ بدء الحرب كمركز احتجاز جماعي للفلسطينيين من غزة تحت تصنيف "مقاتلين غير شرعيين".
ووصف أبو زيد أوضاع الأسرى المتبقين في المعتقل بـ"البالغة القسوة"، مشيرًا إلى أنهم أرسلوا رسائل للجهات المعنية للمطالبة بالنظر في قضيتهم.
والشهر الماضي، أفرج الجيش الإسرائيلي، عن 10 فتية فلسطينيين، اعتقلتهم قبل نحو شهر من محيط مركز توزيع المساعدات في منطقة "الشاكوش" شمال غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفق معطيات وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت آلية توزيع المساعدات التي تشرف عليها إسرائيل، منذ أواخر مايو/أيار، عن استشهاد 1,807 فلسطينيين وإصابة 13,021 آخرين، جراء إطلاق النار اليومي على المنتظرين في محيط تلك المراكز.
تأتي هذه الشهادات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى الآن، وفق وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد 61,499 فلسطينيًا وإصابة 153,575 آخرين، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، وتفاقم المجاعة التي أودت بحياة عشرات الأطفال.