فيديو "تفجير الدبابة".. رسائل على صفيح ساخن موجهة من "الجيش"
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
نقابتا الغاز والمحروقات تحذر: سياسة البنوك ستؤدي إلى شلل الحياة بالضفةأثار مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي مؤخراً جدلاً واسعاً، بعد أن أظهر أحد مقاتلي كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس"، وهو يخرج من بين أنقاض أحد المباني المدمرة في قطاع غزة، ويزرع عبوة ناسفة أسفل دبابة إسرائيلية قبل أن يفجرها.
المثير للانتباه أن هذا المشهد لم يوثق عبر عدسة إعلامية فلسطينية أو مصدر مستقل، بل تم تصويره بكاميرا حرارية إسرائيلية، مخصصة لمراقبة تحركات الآليات وتقديم الدعم الميداني للقوات المتوغلة، ثم نشره لاحقاً من قِبل الجيش نفسه.
هذا الأمر دفع مراقبين إلى التساؤل: لماذا ينشر جيش يُخوض حرباً محتدمة، مشهداً يُظهر شجاعة مقاتله الخصم، ويكشف في الوقت نفسه هشاشة أمنية ميدانية محرجة له؟
خلفيات متوترة
يرى متابعون أن نشر هذا الفيديو لا يخرج عن سياق الصراع المتصاعد بين المؤسسة العسكرية والحكومة الإسرائيلية، والذي أخذ أبعاداً أكثر وضوحاً منذ تعيين الجنرال هرتسي هاليفي (المُلقب "أزميل") رئيساً لأركان الجيش.
وبحسب التحليلات، فإن الرسالة التي يسعى الجيش لإيصالها من خلال هذا المشهد تقول بصراحة: "لا نحرز تقدماً يُذكر في غزة، كل ما نواجهه هناك هو ألغام، وكمائن، وقنابل مزروعة في الطرقات".
في هذا السياق، رُبطت حادثة أخرى ذات دلالة، حين ظهر مقاتل ملثم من كتائب القسام معلناً وجود أسير إسرائيلي بحوزتهم في منطقة عمليات نشطة، محذّراً من أي محاولة عسكرية لتحريره. وسرعان ما خرج الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لينفي وجود أي عملية عسكرية جارية لاستعادة الأسرى، في خطوة فسّرها البعض على أنها تعكس رغبة الأركان العسكرية بإبرام صفقة تبادل، خلافاً لرغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يفضل خيار الحسم العسكري.
أزمة ثقة
في الوقت ذاته، تتصاعد أصوات الرفض داخل صفوف الجيش. تقارير متواترة تشير إلى إرهاق شديد لدى الوحدات العاملة في غزة، وقد تم مؤخراً سحب إحدى الفرق القتالية بعد أن بلغت حدّ الإنهاك.
على الجبهة الداخلية، ترفض فئات من المجتمع، لا سيما من تيار "الحريديم"، الاستجابة لأوامر التجنيد، في حين يرفض عدد متزايد من الضباط والجنود مواصلة القتال في ظل غياب أهداف واضحة ومع استمرار الخسائر البشرية والمادية.
واقع ميداني معقد
بحسب مصادر ميدانية، فإن خمس فرق عسكرية إسرائيلية تنشط حالياً داخل قطاع غزة. ومع ذلك، لم تتمكن من حسم السيطرة على مناطق مدمرة وخالية من السكان، وسط استمرار الكمائن وزرع المتفجرات في مساراتها.
هذا الواقع يعيد طرح تساؤلات حول إمكان تحقيق الحلم الذي يروّج له وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بالسيطرة الكاملة على القطاع. فمثل هذا السيناريو، وفق تقديرات عسكرية، يتطلب ما لا يقل عن خمسين فرقة قتالية، وهو ما يعتبر مستحيلاً من الناحية الواقعية واللوجستية.
انعكاسات مرتقبة
في ضوء هذه المعطيات، تتسع الهوة بين القيادة السياسية والجيش، ويبدو أن الأزمة المتفاقمة داخل المؤسستين تنذر بتأثير مباشر على قرار استمرار الحرب.
ومع ازدياد الضغوط الميدانية والسياسية، لا يُستبعد أن تبدأ ارتدادات هذه الأزمة بالانعكاس سريعاً على الداخل الإسرائيلي، سواء من ناحية التماسك المجتمعي أو ثقة الجمهور بالمؤسسات، في وقت تتواصل فيه الحرب دون أفق سياسي واضح.