اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

klyoum.com

﴿*إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ﴾* [النحل: 90]

*غزة: ملحمة العدل لإسقاط منظومة الظلم*

لقد سقطت أقنعة النظام الدولي المهيمن، ذلك الذي تديره أمريكا المارقة، في أتون محرقة غزة التي كشفت عن بشاعته ودمويته. حيث تُقطّع أوصال الأطفال، وتُحرق النساء، وتُهدم العدالة تحت جبروت آلة الإبادة. ازدواجية المعايير باتت سافرة، فلا ديمقراطية تُحترم، ولا حقوق تُصان، بل سياسة استعلائية تُظلل الشر والظلم.

غزة لم تعد جرحًا فحسب، بل صارت أيقونة للبطولة والتحدي، مرآة كاشفة لهشاشة القوة الأميركية وأوهام القانون الدولي، وأعلنت بمقاومتها وصبرها الأسطوري وملحمتها الخالدة عن ميلاد نظام جديد ينصف المستضعفين، ويُعلّي صوت الحق فوق صراخ الطغيان. فبصمودها تقول للعالم: "العدل أساس الملك، ولن ينجو الظالم مهما طال ظلمه".

هذه الملحمة ليست حدثًا عابرًا، بل تجلٍّ إيماني متكرر، يتجسد في كل رصاصة صبر، وكل وقفة صمود. غزة بثغرها الطاهر وبأطهر أبنائها تدافع عن المقدسات، وتتصدى لمشاريع الذل، لتغدو ميزانًا يُفرز العادل من الظالم، والصادق من الخائن، والمنافق من الحر، ولتصوغ من ترابها تاريخًا جديدًا يُبعث فيه معنى العدالة.

لا تستطيع دعاية ويتكوف المحرفة "يحرفون الكلم عن مواضعه" أن تمحو دماء 159 شهيدًا مجوعاً، منهم 90 طفلاً، أو أن تُخفي جرائم التجويع المنهجي بحق شعب محاصر. ومن منطلق الموضوعية، ندعو لتحقيق دولي عاجل، ومحاسبة كل متواطئ، مع التأكيد على ضرورة وقف المحرقة الظالمة فورًا وفتح معابر الحياة. في هذا السياق، تبرز الأمم المتحدة ككيان فاقد للبوصلة الأخلاقية، يُعقد المجالس الطارئة من أجل الأسرى الصهاينة، ويغضّ الطرف عن أنين الجوعى ودماء الأطفال تحت الأنقاض. عدالة الغرب... مشوهة الولادة، تغذت على دمنا، وها هي الآن تفشل في امتحان العدالة في غزة.

لقد كشفت غزة عن وجه نظام دولي ترعاه أمريكا، نظام منحاز ظالم، تجلّى في محرقة مستمرة منذ ما يقرب سنتي عسرة، حيث تقطع أوصال الأبرياء بلا رحمة. ومع هذا السقوط الأخلاقي، تتهاوى شعارات الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، ويظهر الوجه الحقيقي لإمبراطورية بنت مجدها على جماجم الهنود الحمر، وحرّفت العدالة إلى أداة للهيمنة.

ما تزال أمريكا تعيش حقبة التمييز العنصري، تُمارس القمع وتُقصي كل من يرفع صوته ضد الإبادة. الطيار آرون بوشنل أحرق نفسه تضامنًا مع غزة، لكن لم يُذكر اسمه في قنواتها، ولم يُحترم فعله من ساسة مدينته. بل توعدت جنوب إفريقيا لمجرد أنها رفعت دعوى ضد (إسرائيل) في محكمة العدل الدولية، مهددةً بإجراءات انتقامية.

بل وذهبت إلى أبعد من ذلك، فأرسلت رسائل تهديد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وشرّعت قوانين تمنع محاسبة قادة الاحتلال. وتلاحق أمريكا كل إعلامي أو أكاديمي يتضامن مع غزة، مستخدمة فزّاعة "معاداة السامية" لترهيب كل صوت حر، وتشريع قوانين لحماية الكيان وتحصينه من المساءلة.

على الرغم من صدور أربعة قرارات أممية بشأن غزة، فإن أمريكا تجاهلتها جميعًا، وزعمت أن (إسرائيل) فوق القانون. بل إن بايدن المهزوم أخلاقياً في غزة نفسه قدم مشروع قرار 2735 لوقف إطلاق النار، ثم تنصل منه، مدعيًا أن تطبيقه اختياري.

ازدواجية أمريكا لم تعد خافية، فموقفها في حرب أوكرانيا يكشف انحيازًا فاضحًا ومعايير مزدوجة، تُهدد بانهيار أخلاقي شامل، وسقوط منظومتها الدولية التي قامت على الهيمنة لا العدالة. ومن غزة يبدأ التغيير، فهي نقطة التحول في نهاية الإمبراطورية الأمريكية، وإشراقة نظام دولي جديد أكثر عدالةً وإنصافًا.

الفلسطيني لا يطلب المستحيل، بل العدالة فقط، أن يُعامل كإنسان له حق الحياة. ومنذ 7 أكتوبر، قدّم شعبنا فاتورة باهظة من الدماء والمقاومة الأسطورية، أثبت بها أن قضيته لا تبدأ من ذلك التاريخ، بل من نكبته في 1948.

لقد انتصرت السردية الفلسطينية، وأسقطت روايات عصابات الإبادة، وأحدثت تحولًا جذريًا في الرأي العام العالمي، خاصة في أوساط الشباب. وأصبحت غزة رمزًا كاشفًا لفساد النظام الدولي، ومحرقة أزالت القناع عن أمريكا، وعزلتها عن وجدان الإنسانية.

بل حتى بعض الدول العربية وبعض الفلسطينيين لم يفهموا عظمة ما يحدث، وحصروه في زوايا أيديولوجية ضيقة. وهنا نقول: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2]. فالحقيقة الساطعة أن ما يحدث في غزة بطولة خالدة، وشعب عزيز يقدّم دمه في طريق التحرير.

وغزة اليوم تهتف مع الجماهير الحرة: "العالم بحاجة إلى نظامٍ دوليٍّ أكثر عدالة".

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com