خلال حصولهم على الطعام أو الماء.. مجازر إسرائيلية يومية مروعة ضد أطفال غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
أمني إسرائيلي: الشرع غير قادر على ضبط الأمن في سوريالم تتوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة منذ اليوم الأول لحرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر 2023، حتى تجاوزت أعداد الضحايا حتى هذه اللحظة من فئة الأطفال نحو 17 ألف شهيد.
واستشهد هؤلاء بعدما غيبوا قسرا عن مقاعدهم الدراسية، قصفا بالصواريخ وقذائف المدفعية أو حرقا بالطائرات الحربية داخل خيام ومراكز الإيواء، وأجبرت ظروف حرب الإبادة الأحياء منهم على النزوح والانتظار في طوابير طويلة من أجل الحصول على الطعام أو تعبئة غالونات المياه لأسرهم.
وتسبب صاروخ إسرائيلي، الخميس الماضي، بقتل 10 أطفال و3 أمهات أثناء انتظارهم أمام نقطة طبية في مدينة دير البلح وسط القطاع من أجل الحصول على "مكملات غذائية" وسط انتشار حالات سوء التغذية بين الأطفال؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد على جميع معابر ومنافذ القطاع.
وأعلنت منظمة "مشروع الأمل" الأمريكية للإغاثة المشرفة على إدارة العيادة الطبية أن الهجوم الإسرائيلي يشكل "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
وقالت دعاء بارود (30 عاما): "قدمنا إلى هذه المؤسسة منذ الصباح الباكر على أمل الحصول على مكملات غذائية للأطفال أو علبة حليب لرضيعي".
وأضافت دعاء في روايتها لـ "فلسطين أون لاين": "فجأة وقع انفجار كبير، وملأ الغبار ورائحة البارود المكان .. ورويدا رويدا بدأ الناس والطواقم الطبية بإسعاف الجرحى ونقل الشهداء".
وبحسب مقاطع فيديو أولية لمجزرة دير البلح كانت عشرات النسوة والأطفال ينتظرن أمام النقطة الطبية قبل فتح أبوابها، وفي مقاطع أخرى بدت الدماء تسيل من أجساد الأمهات والأطفال.
ووفقا لتحقيقات ميدانية أجراها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإن جيش الاحتلال يمتلك وسائل مراقبة واستطلاع إلى جانب أنظمة نيران وتصويب فائقة الدقة والتطور، على نحو يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنّ الغارة الجوية التي قتلت هذا العدد الكبير من النساء والأطفال كانت مقصودة ومباشرة ومخطط لها.
وصرخت دعاء التي نجت من الموت وطفلها بأعجوبة: "أوقفوا هذه الحرب .. أوقفوا قتل الأطفال .. إنهم يموتون بالصواريخ والجوع".
وتقول وزارة الصحة في غزة إن 66 طفلا ارتقوا داخل مستشفياتها بسبب سوء التغذية ونقص الإمكانيات الطبية.
وإزاء الحصار العسكري الإسرائيلي المطبق على معابر غزة منذ 2 مارس/ آذار الماضي، انتشر الجوع الشديد بين السكان، وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تشخيص إصابة أكثر من 5 آلاف و800 طفل بسوء التغذية في القطاع خلال يونيو/ حزيران الماضي.
"العطش سلاح آخر"
وهذا الأسبوع، قصفت طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار طابورًا للأطفال أثناء انتظامهم أمام محطة تحلية للمياه في "المخيم الجديد" شمال مخيم النصيرات، ما أسفر عن ارتقاء 7 أطفال.
وأفاد ياسر أحمد والد الطفل الشهيد (عبد الله 14 عاما) بأن نجله ذهب كعادته يوميا لتعبئة غالونات المياه الصالحة للشرب من محطة التحلية في الحي السكني.
وقال أحمد في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "فجأة وقع انفجار كبير وسمع السكان أصوات صراخ .. وكانت الصدمة أن الصاروخ الإسرائيلي وقع صوب محطة تحلية المياه داخل الحي السكني".
وتساءل: "لماذا قتلت (إسرائيل) كل هؤلاء الأطفال؟، لماذا تقتلهم حرقا وجوعا وعطشا؟" لافتا إلى أن القصف استهدف محطة تحلية مياه وأطفال أمامهم ينتظرون فرصتهم بالحصول على مياه الشرب.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي ارتكب جيش الاحتلال 112 مجزرة وحشية بحق طوابير تعبئة المياه راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد غالبيتهم أطفال.
ورغم غضبه من المجزرة الإسرائيلية إلا أن والد الشهيد الطفل رفض توجيه نداء أو مناشدة لمؤسسات أممية أو المعنية بحقوق الأطفال "التي شاهدت منذ اللحظة الأولى جرائم (إسرائيل) ضد الأطفال وصمتت حيال ذلك" في غزة.
ودفعت المجازر اليومية ضد الأطفال، المديرة التنفيذية لمنظمة "اليونيسف" كاثرين راسل، بوصف المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال بـ"المروعة".
وذكرت راسل، في تصريح موجز، أن حادثة استشهاد أطفال أمام محطة تحلية مياه تأتي بعد أيام من حادثة استشهاد أطفال ونساء أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية.
وطالبت سلطات الاحتلال بمراجعة قواعد الاشتباك وحماية المدنيين وفق القانون الدولي.
"أرقام لا أطفال"
وأكد المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين خالد قزمار، أن الجرائم الإسرائيلية اليومية ضد الأطفال تأتي في سياق حرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكان غزة، بتواطؤ دولي وإشراف ودعم أمريكي.
ووصف قزمار في حديثه لـ "فلسطين أون لاين"، المجازر الوحشية ضد الأطفال بـ"وصمة عار على الإنسانية" في القرن الـ21، وسط شراكة للنظام الدولي الحديث في دعم الجناة وتعطيل القوانين الدولية لمحاسبتهم وملاحقتهم.
ونبه إلى أن الإحصائيات اليومية تثبت ارتفاع معدل ضحايا الإبادة من الأطفال الأمر الذي يدلل بأن هذه الفئة "أضحت أرقاما لا أطفالا" أمام الهيئات الأممية والمؤسسة الدولية.
وأشار قزمار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال في غزة يفوق أعداد الضحايا الذين ارتقوا في النزاعات المسلحة الدولية، منبها إلى أن (إسرائيل) حولت "غزة مقبرة للأطفال .. مقبرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وفي أحاديث سابقة، قال مدير مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" توم فليتشر، إن الحرب في غزة أسفرت عن استشهاد الأطفال وتجويعهم وتجمدهم بردا حتى الموت، وتيتمهم وفصلهم عن ذويهم.
وخلص فليتشر إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية تسبب بـ"ترويع جيل بأكمله".