اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

الضفة تحت الحصار.. حملات عسكرية مستمرة لتفتيت الوجود الفلسطيني

الضفة تحت الحصار.. حملات عسكرية مستمرة لتفتيت الوجود الفلسطيني

klyoum.com

تشهد مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة في الفترة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق في العدوان الإسرائيلي، يتمثل بشن حملات عسكرية مكثفة واعتقالات، في وقت يرى مراقبون أن ما يجري يتعدى البعد الأمني إلى تطبيق خطط سياسية بعيدة المدى ترمي إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين، وتهيئة الأرض لسيناريوهات ضم الضفة الغربية.

وكانت آخر الحملات التصعيدية في مخيم عسكر الجديد شرقي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، الذي يتعرض لعملية اقتحام ممنهج من جيش الاحتلال، وسبقه شن هجمات مماثلة في قلقيلية ومحيطها.

وتتزامن الحملة الإسرائيلية في مخيم عسكر مع مواصلة قوات الاحتلال عمليتها العسكرية الواسعة ضد ثلاثة مخيمات في شمالي الضفة المحتلة، جنين وطولكرم ونور شمس حيث يتواصل العدوان في مخيم جنين منذ أكثر من 150 يوماً، و143 يوماً في مخيم طولكرم، و130 يوماً في مخيم نور شمس.

وأسفر العدوان على تلك المخيمات إلى نزوح ما يزيد عن 47 ألف فلسطيني، وهدم أكثر من ألف بناية ومنزل، واستشهاد العشرات. ومنذ بدء العدوان على المخيمات انطلاقاً من مخيم جنين في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، شهدت مخيمات الضفة الغربية وبعض البلدات والمدن حملات مداهمات واعتقالات واسعة، وهو ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية.

يقول مدير مركز "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، إن العملية العسكرية الإسرائيلية بدأت بشكل مركز في عدد من المخيمات بهدف تعميم النموذج لاحقًا على باقي مناطق الضفة.

وأضاف بشارات في حديث لـ "فلسطين أون لاين": "الاحتلال يستخدم غطاءً أمنيًا لتبرير عملياته، لكن الهدف الحقيقي سياسي بامتياز، يتعلق بإنهاء القضية الفلسطينية كقضية حقوقية وسياسية، وتحويلها إلى قضية إنسانية بحتة".

وأشار بشارات إلى أن الاحتلال يشن حربًا متكاملة على الوجود الفلسطيني، عبر التضييق الاقتصادي والمعيشي، واستهداف وكالة أونروا، وسلسلة من التشريعات التي تهدف إلى تصفية حق العودة.

وشدد على أن "الاحتلال يسعى لتفتيت الوجود الفلسطيني إلى كتل معزولة ومشتتة، ويريد إعادة الواقع لما قبل الانتفاضة الأولى، حين كان الاحتلال موجودًا دون أن يتحمل أي مسؤولية".

وأوضح أن الضفة الغربية تعاني من أزمات متصاعدة تشمل نقص الوقود، مصادرة أموال المقاصة، وعرقلة حركة الاستيراد، في وقت لم يعد فيه الفلسطيني قادرًا على تحمّل الأعباء الاقتصادية، مؤكداً أن الاحتلال لا يريد استقرارًا في الضفة، بل يسعى لإبقاء الفلسطينيين تحت ضغط دائم.

وأكد بشارات أن الضفة وغزة بالنسبة للاحتلال ضمن رؤية إسرائيلية واحدة، إذ لا تميّز (إسرائيل) بين الفلسطينيين في مختلف المناطق، بل ترى أن الجميع يجب إخضاعه تحت مشروع السيطرة الكاملة.

ورأى أن الاحتلال يستغل البيئة السياسية الدولية لتنفيذ مخططاته، لكن تبقى هناك طاقات كامنة قد تنفجر في وجه هذا المشروع في أي لحظة.

مشروع الضم

فيما يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، أن ما يجري هو "عملية ممنهجة لتنظيف الضفة بشكل كامل"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يعتبر ما يسميه "القضاء" على ما المقاومة في الضفة وغزة شرطًا أساسيًا لإنجاح مشروع الضم.

 وقال أبو العدس في حديث لـ "فلسطين أون لاين": "(إسرائيل) تعمل على تحويل الضفة إلى منطقة هادئة تمامًا وخالية من أي بنية مسلحة، لتكون بيئة آمنة لاستثمارات ضخمة وخطط بنية تحتية مرتبطة بمشروع الضم".

وأشار أبو العدس إلى أن آليات العمل الإسرائيلي باتت استباقية، تستهدف كل من له ماضٍ أمني من خلال المراقبة والتضييق، ما أسفر عن تدهور كبير في حياة السكان، لافتاً إلى أن مدينة نابلس أصبحت أشبه بمدينة أشباح، والحياة التجارية مشلولة، والوضع يزداد سوءًا.

وأكد أن ما يجري في غزة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالضفة، إذ ترى (إسرائيل) أن "حسم غزة هو مقدمة لحسم الضفة"، مضيفًا أن أحد السيناريوهات المطروحة يتمثل في تطبيق قانون الضم الإسرائيلي وتفكيك السلطة برام الله، وتحويل الضفة إلى كنتونات معزولة تحت سيطرة جيش الاحتلال.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com