عن مصائد الموت والحاصل في غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
فرنسا: 10 دول ستعترف بـ دولة فلسطين خلال مؤتمر نيويورك الاثنينالكاتب:
سامي البريم
جاء بنيامين نتنياهو إلى غزة لإحياء كابوس أوشفيتز، وهي نسخة مصغرة من معسكرات الاعتقال النازية التي كانت متواجدة في عهد هتلر. نتنياهو، الذي يحاكي سلوك هتلر، تجاوزه من حيث الوحشية والقتل والتدمير.
فلا شيء يعطى مجانا أو يقدم للفلسطينيين! حيث نقاط المساعدات الأمريكية، التي تحمل اسم مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، ليست سوى واجهة مزيفة لمعسكرات الاعتقال الحديثة، التي تخفي القتل والفوضى تحت ستار ما يسمى "المساعدات الإنسانية".
منذ اليوم الأول من عملها، كشفت هذه المنظمة القناع عن وجهها: حيث أن دماء الفلسطينيين أصبح ملطخ بعملها، حيث أنه قد سقط عشرات المئات من طالبي المساعدات أو قتلوا أو جرحوا. تقع نقاط عملها بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وهي مناطق عسكرية يحظر التواجد بها، وهي ذات نشاط عسكري يتابع فيها الجيش عمله، ومع ذلك يضطر الناس إلى القدوم للحصول على الطعام، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل مباشر.
تفاقمت المأساة بسبب حرب الإبادة الجماعية وإتساع رقعة المجاعة التي تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، حيث أن استهداف المدنيين الأبرياء. قد أصبح فرصة أكبر لحصد أكبر عدد ممكن من القتلى.
يضطر الأطفال والنساء، الذين يسعون فقط إلى البقاء على قيد الحياة، إلى مواجهة الموت في كل نقطة توزيع للمساعدات، في حين أن الطعام الذي يأتون من أجله يتحول إلى فخ مميت.
كشفت الأمم المتحدة في تقرير لها أن ما يزيد عن 1,300 فلسطيني قُتلوا منذ أواخر مايو 2025 أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية في قطاع غزة، معظمهم عند نقاط توزيع تشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR)، فإن 859 شخصًا قُتلوا عند مواقع المؤسسة، بينما لقي 514 آخرون حتفهم خلال محاولتهم الوصول إلى قوافل أو مواقع توزيع أخرى. وأكد المكتب أن الفترة بين 27 مايو و7 يوليو كانت الأكثر دموية، حيث سُجل خلالها 798 حالة وفاة، بينهم 615 عند مواقع GHF وحدها.
منظمات حقوقية انتقدت بشدة طريقة عمل المؤسسة، مؤكدة أنها تتجاوز آليات الأمم المتحدة وتفتقر للحياد الإنساني، مما عرّض المدنيين لمخاطر جسيمة. وأشارت تقارير ميدانية إلى استخدام قوات إسرائيلية وحراس أمن أمريكيين القوة المفرطة، بما في ذلك إطلاق النار المباشر والغاز والقنابل الصوتية، لتفريق المدنيين المحتشدين في طوابير المساعدات.
على الجانب الإنساني، يقول محمود (42 عامًا)، وهو أب لخمسة أطفال: “ذهبنا لنأخذ كيس دقيق، لكننا عدنا بجثث أبنائنا. لم تعد هذه مراكز مساعدة، بل مصائد موت.”
الأمم المتحدة دعت إلى تفكيك نموذج GHF والعودة إلى آليات توزيع محايدة وشفافة، مؤكدة أن ما يجري يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وحثّت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لضمان وصول المساعدات بأمان إلى المدنيين المحاصرين
تتجاوز المؤسسة، التي أنشئت بالتنسيق مع شركات الأمن الأمريكية والإسرائيلية، جميع آليات الأمم المتحدة، مما يعرض المدنيين لمخاطر جسيمة. وثقت تقارير حقوق الإنسان الاستخدام المفرط للقوة من قبل الحراس الأمريكيين، بما في ذلك إطلاق النار المباشر، ورش الفلفل، وقنابل الدخان ضد المدنيين العزل.
العالم يراقب، ومع ذلك فإن الكثيرين يغضون الطرف. الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية مدعوة إلى فضح هذه الجرائم ومحاسبة أولئك الذين حولوا المساعدات الإنسانية إلى عمليات قتل ممنهجة.
هذه ليست مجرد منظمة إغاثة - إنها أداة سياسية تتحكم في الحياة والموت. أصبح الطعام، الذي يهدف إلى أن يكون شريان الحياة للبقاء على قيد الحياة، وسيلة للإكراه والقوة، التي يمارسها أولئك الذين لا يعرفون الرحمة.
غزة اليوم ليست مجرد مكان؛ إنها صرخة يتردد صداها عبر التاريخ: لا شيء يعطى مجانا، والمساعدات التي تبدو رحيمة يمكن أن تخفي الفخاخ القاتلة. عندما يتم استهداف المدنيين على أبواب مراكز المعونة، تصبح الحقيقة المريرة واضحة: الحرية والحياة تستحق أكثر من أي وعد كاذب.
Sami
أعلنت منظمة IPC (Integrated Food Security Phase Classification)، وهي هيئة تدعمها الأمم المتحدة لقياس أمن الغذاء، أن مدينة غزة وصلت إلى المرحلة الخامسة (Phase 5) — وهي أعلى درجة في تصنيف الأمن الغذائي، وتدل على المجاعة الكاملة.
وفقًا للتقارير، هناك أكثر من نصف مليون شخص (حوالي 25٪ من سكان غزة) يواجهون ظروف مجاعة، مع توقعات بتمدد الأزمة إلى مناطق مثل دير البلح وخان يونس بدون تدخل إنساني واسع وفوري. وقد ارتفعت معدلات سوء التغذية بشكل كبير، ووضّحت IPC أن المجاعة تستوفي المعايير الثلاثة التالية:
- نقص شديد في الطعام بين أكثر من 20% من الأسر.
- انتشار سوء تغذية حاد عند أكثر من 30% من الأطفال الصغار.
- ارتفاع الوفيات اليومية نتيجة الجوع أو الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.