اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

ليلة في الجحيم.. ناجون من المحرقة الإسرائيلية في شمالي القطاع يروون المأساة

ليلة في الجحيم.. ناجون من المحرقة الإسرائيلية في شمالي القطاع يروون المأساة

klyoum.com

تحت جنح الظلام الدامس، وبينما كان آلاف المواطنين يحاولون الاحتماء من برد الليل أسفل ما تبقى لهم من خيام ومنازل مدمرة، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من فجر أمس، عدوانًا موسّعًا رافقه اجتياح بري في الشمال الغربي من قطاع غزة.

ولم يُصدر جيش الاحتلال، قبل عدوانه العسكري هذه المرة، خرائط إخلاء جديدة لدفع المواطنين إلى النزوح مجددًا، بل باغتهم بتقدُّم آلياته ومدرعاته العسكرية في منطقتي السلاطين والعامودي الواقعتين غربي بلدة بيت لاهيا، المكتظة بالسكان، رغم ما حلّ بها من دمار واسع إبّان حرب الإبادة المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ضربات جوية عنيفة شنتها مقاتلات الاحتلال، وتحليق مكثف لطائرات "الأباتشي"، رافقها أيضًا تحليق الطائرات الحربية المسيّرة المعروفة في غزة بـ"الزنانة"، إلى جانب طائرات "كواد كابتر". هكذا بدا المشهد في سماء المنطقة، بينما هيمن أزيز الطائرات على الأرجاء، ودوت انفجارات قنابلها بعنف شديد.

بالتزامن، لم تتوقف الزوارق الحربية التي تستبيح بحر غزة عن إطلاق قذائفها صوب أهداف متعددة، تركز معظمها في المناطق الساحلية، بحسب ما رصده مراسل "فلسطين أون لاين".

وسط هذا الجحيم، بالكاد استطاع مواطنون النجاة. وكان الصحفي يوسف فارس واحدًا ممن نجا بأعجوبة من القصف والتوغل البري.

"قصفت الطائرات منزل جيراننا. استشهد جميع المدنيين الذين كانوا فيه"، قال فارس بصوت مرتجف بعد تنهيدة طويلة.

وأضاف: "الاحتلال لم يكتفِ بارتكاب مجزرة جديدة، بل أطلق عدة قذائف أصابت منزلي مباشرة. لم أنتظر كثيرًا، أبلغت عن الاستهداف، وقررت مغادرة المنطقة."

وتابع: "عندما حاولت الخروج من منزلي، أطلقت طائرة (كواد كابتر) الرصاص نحوي. لم أتمكن من المغادرة حينها، وبعد عدة محاولات، تمكنت من الخروج بسيارتي. كانت غالبية الطرق مغلقة، إلى أن وجدت طريقًا فرعيًا."

وبينما استطاع فارس الوصول إلى مدينة غزة، رصد في طريقه حركة نزوح كبيرة إلى مناطق يعتقد النازحون أنها آمنة.

علاوة على ذلك، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية طوال الليلة السابقة، إذ أكد الصحفي مؤمن محمد لـفلسطين، أن الضربات الجوية استهدفت منازل مأهولة تضم أعدادًا كبيرة من المواطنين.

وأشار إلى أن آليات الاحتلال حاصرت مدرسة عثمان بن عفان في منطقة السلاطين، وطلبت من النازحين المقيمين فيها – من أصحاب المنازل المدمرة – المغادرة الفورية، وسط إطلاق نار كثيف وعمليات قصف عنيف.

ورافق ذلك عمليات اعتقال في صفوف المدنيين، وفق شهادات نازحين تمكنوا من الوصول مع عائلاتهم إلى مدينة غزة.

وحصلت "فلسطين أون لاين" على مجموعة صور ومقاطع فيديو توثق جرائم الاحتلال بحق المدنيين، وتُظهر جثامين شهداء انتشلتهم فرق الإسعاف من مناطق الاستهداف، فيما بقي آخرون تحت أنقاض المنازل المستهدفة، ولم يتمكن أحد من الوصول إليهم.

وبينما قدّرت مصادر في فرق الإسعاف والطوارئ أن عدد الشهداء تجاوز المئة في مناطق شمال غربي قطاع غزة، وصلت فقط جثامين العشرات إلى المستشفيات. وبحسب مصادر صحفية، عُثر على جثامين العديد من الشهداء ملقاة في الشوارع بعد قصفهم أثناء محاولتهم النزوح.

وقال محمد طموس، أحد عناصر الدفاع المدني، لـ"فلسطين أون لاين": "كمية الانفجارات التي حدثت في الشمال لا يصدقها عقل. القصف العنيف استهدف منازل مأهولة ودمرها على رؤوس ساكنيها دون أي إنذار مسبق."

ومع حلول صباح أمس، تزايد عدد النازحين في الطرقات المؤدية إلى مدينة غزة، في محاولة للنجاة من بطش جنود الاحتلال، بينما كانت أصوات الطائرات الحربية والمدفعية تملأ الأرجاء، وتدب الرعب في قلوب الأطفال.

ليلة أشبه بالجحيم عاشها سكان منطقتي السلاطين والعامودي، إذ لم يجعلها جيش الاحتلال ساحة حرب فقط، بل حولها إلى شاهد على نكبة جديدة تتكرر مع كل اجتياح بري يستهدف مدنيين لم تعد أمنياتهم تتجاوز المأوى والغذاء.

"نحن بحاجة إلى تدخل عاجل.. لا يمكننا الاستمرار في هذه الظروف. يجب أن تتوقف هذه الحرب"، هكذا عبّر ناجون من المحرقة الإسرائيلية عن مأساتهم.

وفي شوارع مدينة غزة ذات الأحياء المتعددة، امتلأت الساحات والطرقات والأزقة بخيام النازحين، وقد أصبحت ملجأهم الوحيد، بعدما اكتظت المدارس بالآلاف من أصحاب المنازل المدمرة، في مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة الأجداد عام 1948، التي يُحيي الشعب الفلسطيني ذكراها السابعة والسبعين هذه الأيام.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com