بالفيديو والصور مجزرة داميّة بحق المُجوعين شمال غزة.. 73 شهيدًا برصاص جيش الاحتلال قرب "زيكيم"
klyoum.com
استشهد أكثر من 70 فلسطينيًا وأصيب العشرات، في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال، صباح اليوم، بعدما استهدف نقطة لتوزيع المساعدات الإنسانية قرب منطقة “زيكيم” شمال قطاع غزة، في وقت يواجه فيه سكان القطاع أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار المتواصل منذ أكثر من تسعة أشهر.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، عن ارتقاء 73 مواطنًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، بينهم حالات خطيرة جداً، في مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين المنتظرين المساعدات في منطقة "زيكيم" شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
ووفقًا لشهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال فتحت نيرانها بكثافة على جموع المواطنين الذين تجمعوا في نقطة توزيع المساعدات، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين على الفور. ولم تتمكن الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني والإغاثة والطوارئ من انتشال جميع الجثث حتى الآن بسبب شدة القصف وازدحام المستشفيات.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة وصول أكثر من 45 شهيدًا ونحو 60 مصابًا، بينهم حالات حرجة للغاية. كما استقبلت عيادة الشيخ رضوان 19 شهيدًا، بينهم من تم تحويلهم من مستشفى الشفاء، بالإضافة إلى 73 مصابًا معظمهم في حالة حرجة، بينما استقبل مستشفى السرايا الميداني التابع للهلال الأحمر الفلسطيني 2 شهيدين و90 جريحًا بجروح متفاوتة بين الخطيرة والمتوسطة. كما تم استقبال تسع إصابات حرجة في مستشفى القدس، حيث يعاني معظم المرضى من جروح بالغة، وسط ظروف طبية وإنسانية شديدة الصعوبة.
ومن بين الشهداء الذين تم التعرف عليهم حسن حسين أبو دان، فادي سليمان طوطح، مصلح محمد مصلح عبد ربه، إسماعيل سامح البسوس، يوسف عاهد أبو يوسف، محمد جهاد العفيفي، تامر تيسير شحيبر، محمد عوني علوان، مازن علي إبراهيم طافش، رائد وائل محمد طه، إبراهيم محمد محمد مسعود، محمد إبراهيم مختار سلامة، حسين عماد محمد الزهيري، شريف حلمي محمد عفانة، وإبراهيم أسامة إبراهيم أبو طبيخ. فيما لا يزال عدد من الشهداء مجهولي الهوية، حيث تكدست أروقة المستشفيات بجثثهم وسط نقص حاد في المعدات الطبية والقدرة على تقديم الرعاية اللازمة.
وأفادت شهادات ميدانية بأن آلاف المواطنين توجهوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى منطقة "زيكيم" انتظارًا للمساعدات التي كانت تُنقل من الجانب الإسرائيلي إلى "الواحة". وعند اقتراب نحو 200 شخص من أكياس الدقيق، فتحت قوات الاحتلال النار عليهم مباشرة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء في لحظة واحدة، فيما تمكن بعضهم من النجاة بالزحف على الرمال تحت نيران الاحتلال.
وتتزامن هذه المجزرة مع استمرار إغلاق الاحتلال لجميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، ومنع إدخال أي مساعدات إنسانية أو إمدادات طبية، مما تسبب بتفاقم الأزمة وارتفاع عدد ضحايا الجوع إلى 620 شهيدًا، بينهم 70 طفلًا على الأقل، بحسب بيانات وزارة الصحة.
وتشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 حربًا إسرائيلية دامية خلفت نحو 200 ألف شهيد وجريح، وفق مصادر فلسطينية، وسط تدمير شبه كامل للبنية التحتية، وموجات نزوح جماعي، وتفشي المجاعة، وغياب أي أفق لوقف فوري لإطلاق النار.