قراءة سياسية: هل يشكل عرض ترامب مخرجًا للحرب أم ورقة ضغط جديدة؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
وثيقة بريطانية تكشف عن ملياردير مصري ضمن هيئة حكام غزة بعد انتهاء الحربقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الطناني، إن حالة التخبط التي تعكسها وسائل الإعلام العبرية خلال الساعات الأخيرة حول الموقف السياسي من مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة لا يمكن قراءتها بالاعتماد على التسريبات وحدها، موضحًا أن إسرائيل اعتادت توظيف هذه التسريبات كأداة لإرباك تقديرات الخصوم وخلق أقصى درجات الضغط عليهم.
وأشار الكاتب، عبر منصته على "تليجرام"، إلى أن المقاومة الفلسطينية، وحتى اللحظة، لم تتلق أي عرض رسمي عبر الوسطاء، لكنها تتابع المشهد عن كثب من خلال قنوات اتصال مع الدول الأكثر التصاقًا بالمحادثات مع الإدارة الأميركية، بما في ذلك الدول التي شاركت في النقاشات الفنية مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وأضاف أن محددات المقاومة واضحة وتتمثل في حماية الشعب الفلسطيني وصون وجوده على أرضه ورفض مشروع التهجير، إضافة إلى انسحاب الاحتلال من قطاع غزة وعودة جميع السكان إلى بيوتهم.
وأوضح الطناني أن التسريبات العبرية الأخيرة تكشف ارتباكًا إسرائيليًا متزايدًا إزاء خطة ترامب المؤلفة من 21 بندًا، والتي يُعتقد أنها تمس جوهر الأهداف الإسرائيلية في غزة.
وأكد أن نتنياهو يحاول، خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي في واشنطن، شراء الوقت ليس فقط لتأجيل نهاية الحرب، بل لدفع العدوان نحو عتبة "اللاعودة"، عبر استدامة التدمير الممنهج لقطاع غزة وفرض واقع دولي يفتح الطريق أمام مشروع التهجير.
وشدد على أن حملة "عربات جدعون 2" تمثل هذا المسار بوضوح، بعدما تجاوزت كل القواعد السابقة للقتال، وصولًا إلى قتل الأسرى الإسرائيليين بنيران جيش الاحتلال نفسه، وإفراغ شمال وادي غزة من سكانه.
وأردف أن نتنياهو متمسك بطموحاته بعيدة المدى التي تتناقض مع الخطة الأميركية، بما في ذلك إعادة الاستيطان إلى غزة أو ضم أجزاء منها بعد تهجير أهلها، لافتًا إلى أن العامل الحاسم يكمن في قدرة إسرائيل على قلب الموقف الأميركي لصالحها، وهو ما يسعى إليه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عبر إعادة صياغة عروض "كُتبت لتُرفض" لتُعاد لاحقًا بما يخدم كامل الأجندة الإسرائيلية.