اخبار فلسطين

شبكة مصدر الإخبارية

سياسة

بين رد حماس والرد الإسرائيلي: من يُفرمل قطار الهدنة؟

بين رد حماس والرد الإسرائيلي: من يُفرمل قطار الهدنة؟

klyoum.com

استدعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما التفاوضيين من العاصمة القطرية الدوحة، مساء الخميس، لمواصلة المشاورات الداخلية بشأن مقترحات التهدئة في قطاع غزة، بعد تلقي رد حركة "حماس" على المبادرة الأخيرة. ويأتي هذا التطور وسط تحذيرات من عائلات الرهائن الإسرائيليين، التي اعتبرت أن "إضاعة فرصة أخرى" سيكون بمثابة "فشل أمني وسياسي جديد، يُضاف إلى سلسلة من الإخفاقات".

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن أحد أبرز نقاط الخلاف يتمثل في رفض إسرائيل والولايات المتحدة تقديم تعهد بعدم خرق الهدنة خلال الستين يومًا المقترحة في الاتفاق، بينما تطالب حماس بضمانات أميركية أقوى تلزم تل أبيب بوقف كامل لإطلاق النار، طالما استمرت المفاوضات بشأن إنهاء الحرب.

ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هذه المسألة لم تُطرح بشكل تفصيلي بعد، مضيفًا: "لكننا قد نناقشها بسرعة إذا تم إحراز تقدم في القضايا الأخرى".

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته العسكرية داخل قطاع غزة، في ضوء ما وصفته بـ"رد حماس الإشكالي".

من جهته، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيانًا أعلن فيه عودة فريق التفاوض إلى إسرائيل للتشاور، عقب تسلّم الرد الرسمي من حماس صباح الخميس. وأضاف البيان: "نثمّن جهود الوسطاء، خصوصًا قطر ومصر، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الرامية إلى تحقيق اختراق في المحادثات".

ورغم استدعاء الوفود، نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" عن مصدر مطلع تأكيده أن "المحادثات لم تنتهِ، وما حصل هو خطوة منسّقة بين جميع الأطراف، بهدف دراسة القرارات المصيرية اللازمة في هذه المرحلة".

وفي تصريحات منفصلة، قال مسؤول إسرائيلي مشارك في المحادثات إن الرد الذي تلقته إسرائيل "غير مقبول"، مشيرًا إلى أن "الفجوات ما زالت قائمة في جميع الجوانب الأساسية للمفاوضات". وأضاف: "الرد المقدم لا يتيح تحقيق تقدم حقيقي، ما لم تغيّر حماس موقفها".

من ناحيته، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن واشنطن قررت إعادة وفدها من الدوحة بعد أن "أظهر رد حماس عدم استعدادها للتوصل إلى اتفاق". وتابع: "ندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن، وتهيئة بيئة أكثر استقرارًا في غزة"، معتبرًا أن "حماس تتصرف بأنانية، وغير منسّقة، ولا تبدي حسن نية رغم الجهود المبذولة".

في المقابل، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أن حكومته لا تزال تعمل من أجل اتفاق جديد لاستعادة الرهائن، لكنه حذّر من أن "أي محاولة من حماس لاعتبار ذلك ضعفًا أو فرصة لفرض شروط استسلام، تعرّض إسرائيل للخطر".

وقال: "نحن ملتزمون بإعادة جميع المحتجزين إلى الوطن، وسنحقق ذلك".

ونقلت القناة 12 عن مصدر مطّلع على المفاوضات أن تشدد حماس في بعض البنود "يهدف إلى تعظيم مكاسبها التفاوضية"، لكنه عبّر عن تفاؤله قائلاً: "ما زلت أعتقد أنه يمكن تضييق الفجوات والتوصل إلى اتفاق، يُمهّد لإنهاء الحرب بشروط إسرائيل، ويعيد النصف الآخر من الرهائن".

وأشار إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين بذلوا جهودًا حثيثة في الأسابيع الأخيرة، وأوضح أن المفاوضات تناولت أربعة ملفات رئيسية: المساعدات الإنسانية، انتشار الجيش الإسرائيلي داخل غزة، معايير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والضمانات المرتبطة بوقف إطلاق النار.

ورغم الانسحاب المؤقت للوفود، قال مسؤولون أميركيون لعائلات الرهائن الإسرائيليين إن "الزخم لا يزال قائمًا، وما زال بالإمكان التوصل إلى اتفاق".

وكشفت تقارير إسرائيلية أن أحد أبرز الخلافات العالقة يتمثل في "مفاتيح إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين"، إذ تطالب حماس بالإفراج عن 200 أسير محكومين بالمؤبد، و2000 آخرين اعتقلوا بعد عملية 7 أكتوبر، فيما تعرض إسرائيل إطلاق سراح 125 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و1200 من المعتقلين حديثًا.

ولأول مرة، تطالب حماس كذلك بالإفراج عن مقاتلي نخبة شاركوا في عملية السابع من أكتوبر، ضمن اتفاق التبادل. ووفق هيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن حماس لم تُقدّم قوائم اسمية، بل طرحت مطلبًا عامًا يشمل "عناصر النخبة، والمعتقلين المؤبدين، وغيرهم".

وفي ملف الانسحاب العسكري، قدمت حماس "خريطة انسحاب" لقوات الجيش الإسرائيلي، تشمل:

شمال القطاع: التمركز على بُعد كيلومتر واحد من السياج الأمني.

شرق غزة: كيلومتر واحد في المناطق غير المأهولة، و800 متر في المناطق المأهولة.

جنوب القطاع: 1.2 كيلومتر في المناطق غير المأهولة، و700 متر في المناطق المأهولة.

في بيان أصدره مقرّ عائلات الرهائن مساء الخميس، عبّرت العائلات عن قلقها من عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، مشيرة إلى أن "كل يوم يمر يُعرّض حياة الرهائن للخطر، ويزيد من صعوبة تأهيلهم أو حتى استعادة جثامينهم، في حال وفاتهم".

وأشارت إلى أنها تواصلت مع نتنياهو والوزير رون ديرمر لمتابعة سير المفاوضات ونقاط الخلاف الجوهرية، مضيفة أن "ضياع فرصة جديدة سيُعدّ فشلًا أخلاقيًا وأمنيًا وسياسيًا لا يُغتفر".

قال غال هيرش، مسؤول ملف الأسرى في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن الفريق التفاوضي عاد إلى إسرائيل "لدراسة الرد وتحليل الثغرات، والتشاور بشأن كيفية تضييق الهوة".

وأكد أن الاتصالات "مستمرة، وستستمر من داخل إسرائيل"، لافتًا إلى أن التوجه لا يزال قائماً نحو إعادة جميع الرهائن، أحياءً أو أمواتًا.

وفي إطار التحركات الدبلوماسية، أفادت تقارير إسرائيلية بأن الوزير رون ديرمر لا يزال في باريس، لكنه في "حالة تأهب قصوى" للانتقال إلى سردينيا الإيطالية، إذا استدعت التطورات ذلك، حيث يُرتقب أن يلتقي المبعوث الأميركي ويتكوف، ومسؤولًا قطريًا رفيع المستوى (ليس رئيس الوزراء القطري).

وفي حين قالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن "الوسطاء سلّموا الرد المحدث من حماس، ويجري دراسته"، أفاد مصدر سياسي بأن الرد "يحمل طابعًا أكثر إيجابية" من السابق، لكن مصدرين إسرائيليين رفيعي المستوى شددا في تصريحات للقناة 12، على أن "مواقف حماس أصبحت أكثر تصلبًا، ولا سيما في ما يتعلق بخريطة الانسحاب، وعدد الأسرى، وآلية المساعدات".

اقرأ/ي أيضاً: رياض منصور: نتنياهو يريد تحويل غزة إلى أرض بلا شعب

*المصدر: شبكة مصدر الإخبارية | msdrnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com