العالول: إسرائيل تُسوّق الوهم.. لا دولة رحّبت باستقبال لاجئي غزة
klyoum.com
أكد الناطق باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي أوروبا، زياد العالول، أن جميع الدول الغربية والعربية ترفض رسميًا مخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددًا على أن ما تروّجه (إسرائيل) حول استعداد بعض الدول لاستقبال لاجئين فلسطينيين لا أساس له من الصحة.
وقال العالول لـ "فلسطين أون لاين"، إن "(إسرائيل) تسعى عبر دعايتها السياسية إلى خلق انطباع بوجود قبول دولي لتهجير الفلسطينيين، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك تمامًا، فلم تُبدِ أي دولة أوروبية خلال الأشهر الماضية أي استعداد لاستقبال فلسطينيين من غزة".
وأشار إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين في أوروبا حاولوا مرارًا خلال الفترة الماضية تقديم طلبات "لمّ شمل" لأفراد عائلاتهم العالقين تحت نيران الحرب في القطاع، لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل، باستثناء حالات قليلة لأشخاص يحملون إقامات دائمة أو جوازات سفر أجنبية.
وأضاف: "لو كانت هناك نية حقيقية لدى الدول الأوروبية للمساهمة في تهجير الفلسطينيين، لكان بإمكانها استقبال مئة ألف فرد من أقارب الفلسطينيين المقيمين في بريطانيا أو هولندا أو بلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية، لكن ذلك لم يحدث، ما يؤكد أن المسألة سياسية بالدرجة الأولى".
وخلال الأيام الماضية، عملت جهات مجهولة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على تسريب معلومات تروّج لطرق “الهجرة” من قطاع غزة، من خلال مسارات لها علاقة بالكيان الإسرائيلي، وهو ما دفع بالجهات المسؤولة في غزة للتحذير من هذه الخطط.
وتقول وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إن أجهزة مخابرات الاحتلال تقف خلف ما وصفتها بـ”حملات التضليل والضغط النفسي على المواطنين”، من خلال رسائل تصل إلى هواتفهم ومكالمات صوتية تدعوهم لمقابلة أجهزة مخابرات الاحتلال تحت حجة السماح لهم بالسفر خارج قطاع غزة.
وفي سياق متصل، وصف العالول المزاعم الإسرائيلية بوجود صفقات مع دول مثل إندونيسيا أو الصومال أو العراق لاستقبال الفلسطينيين بأنها "مجرد بروباغندا إعلامية"، تهدف إلى تهيئة المناخ العام وترويج فكرة التهجير كخيار ممكن، في ظل فشلها العسكري والسياسي في غزة.
وأضاف: "بعد عجزها عن تحقيق أهدافها ميدانيًا في قطاع غزة، تحاول (إسرائيل) أن توحي للعالم بأن هناك دولًا مستعدة لاحتضان الفلسطينيين، للتغطية على عدوانها المتواصل وقتلها للمدنيين، رغم أن هذا التدمير لم يحقق أهدافها، بل كشف فشلها وجرّ عليها المزيد من الإدانة".
وأكد أن هذه السياسة الإسرائيلية لن تمر دون حساب، وأن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه عاجلًا أو آجلًا، سواء في المحاكم الدولية أو على صعيد تآكل صورته عالميًا. وتابع: "(إسرائيل) باتت كيانًا معزولًا، والتحالفات التي تحميها ستتراجع، وكل هذا القتل والدمار سيُسجل كوصمة ضدها في التاريخ والمحاكم".
وختم العالول بالقول: "الصورة التي يحاول الاحتلال ترويجها منذ عقود عبر الدعاية والمظلومية المرتبطة بالمحرقة ليصبح كيانًا مدللًا يُسمح له بارتكاب الجرائم دون مساءلة، انهارت خلال هذه الحرب. فقد ظهر أمام العالم على حقيقته ككيان توصف سياساته وأفعاله اليوم بأوصاف تتجاوز حتى ما عُرف عن الفاشية والنازية".
وفي 22 آذار/مارس الماضي، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" على مقترح قدّمه وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء مديرية خاصة تُعنى بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وشددت منظمات حقوقية، منها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، على أن “أي تهجير جماعي لسكان غزة في خضم حرب مدمّرة، سيرقى إلى تصعيد خطير للنزوح القسري والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في غزة”.