تقرير إسرائيلي: صفقة الأسرى مع حماس "فخ تدريجي" يكرّس انتصارها
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
واشنطن تلوح برسوم جمركية مرتفعة.. وتتوقع إبرام اتفاقات تجارية وشيكةفي الوقت الذي تحتفي فيه إسرائيل بما تصفه بـ"النجاح العسكري" في الضربة المشتركة مع الولايات المتحدة ضد إيران، تُظهر التطورات في قطاع غزة صورة معاكسة تمامًا، حيث تتجه حكومة الاحتلال إلى توقيع صفقة مع حركة حماس يُخشى أن تفضي إلى ترسيخ سلطتها وتعزيز شرعيتها على حساب الإنجازات الميدانية.
ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الأحد، تقريرا حذر فيه المراسل العسكري آفي أشكنازي مما وصفه بـ"الخدعة" التي تُعدها حماس لإسرائيل من خلال صفقة تدريجية للإفراج عن الأسرى، مشيرًا إلى أن المقترح الذي قدمته الحركة يحمل في طياته فخًا استراتيجيًا قد يؤدي إلى تقويض نفوذ إسرائيل واستمرار الفشل السياسي والعسكري في غزة.
وأوضح التقرير أن العملية العسكرية الأخيرة في غزة، المعروفة باسم "عربات جدعون"، لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بقوات الاحتلال، حيث أسفرت عن مقتل 34 جندياً إسرائيلياً وإصابة العشرات، في مقابل مشهد ميداني لم يتغير كثيراً.
ويرى أشكنازي أن الرد الأخير من حماس على مقترح استئناف المفاوضات، يكشف عن "مناورة ذكية" تهدف إلى تثبيت مكاسب الحركة مقابل إفراج تدريجي عن الأسرى، ما سيؤدي إلى فقدان إسرائيل لورقة الضغط الرئيسية منذ اللحظة الأولى.
وفقًا للكاتب، ترتكز مطالب حماس على ثلاث نقاط رئيسية: توزيع المساعدات وفق الآليات السابقة، ما يعني عملياً إعادة تكريس إدارة الحركة للمشهد الميداني، وخلق نموذج شبيه بـ"القيادة من خلال الإغاثة"، وانسحاب تدريجي لجيش الاحتلال، يتيح للحركة إعادة الانتشار في المناطق السكنية المكتظة، والتقاط أنفاسها التنظيمية، وضمانة أمريكية بعدم استئناف القتال، وهو ما يعتبره أشكنازي "الهدية الأخطر"، لأنها تمنح حماس غطاء دوليًا للبقاء واستعادة قوتها، كما حدث عقب حرب "الجرف الصامد" عام 2014.
وانتقد الكاتب أداء القيادات الأمنية الإسرائيلية، خاصة وزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، مشيرًا إلى أن استراتيجيتهم المبنية على مبدأ "ما لا يتحقق بالقوة... يتحقق بمزيد من القوة"، لم تؤتِ ثمارها.
ويتابع: "لم يتحرر أي أسير، ولم تُحقق الأهداف، والمستقبل يبدو غامضاً". ويضيف أن حماس، بعد شهور من الحصار والقصف، تخرج من المعركة وهي تقترب أكثر من موقع المنتصر لا المهزوم، بل وتستعد للعودة إلى الواجهة بدعم إيراني متجدد، في أعقاب خسائر طهران الأخيرة.
ويختم أشكنازي تقريره بالتحذير من المضي في صفقة تدريجية تسمح لحماس بتسجيل مكاسب سياسية مقابل تنازلات أمنية إسرائيلية. ويدعو إلى تبني صيغة بديلة: "صفقة شاملة تعيد كل الأسرى دفعة واحدة، وإلا فإن إسرائيل تخاطر بمنح الحركة ما عجزت عن تحقيقه في الميدان".