الشوا لـ"فلسطين أون لاين": الكارثة الإنسانية في غزَّة الأخطر منذ عقود
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الأونروا : لم يعد لدينا ما نوزعه في غزةوصف مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر إسرائيليا برا وبحر وجوا، بـ"الأخطر" منذ عقود، عادا الوصول لهذه الدرجة غير المسبوقة نتيجة فشل "المجتمع الدولي" بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الإبادة الجماعية التي ترتكبها (إسرائيل) منذ 19 شهرا.
وأكد الشوا لـ "فلسطين أون لاين"، أمس، أن غزة تعيش "أسوأ الحالات" وسط انتشار الجوع والمرض والعطش والقصف والنزوح القسري والتضيق العسكري الإسرائيلي على المدنيين البالغ عددهم نحو 2.4 مليون إنسان.
وحذر من وجود خطر حقيقي قد يؤدي إلى "وفيات جماعية" لحالات الأمراض المزمنة (الثلاسيميا، السكري، الضغط، السرطان) وغيرهما من الجرحى والأطفال الذين تنتشر بينهم حالات سوء التغذية وكذلك الأطفال الرضع والنساء الحوامل اللواتي يواجهن "خطر النمو" لأجنتهن.
وسجلت غزة منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/ تشرين أول 2023 حتى نهاية 2024، نحو 52 حالة وفاة نتيجة الجوع الشديد بينهما 50 طفلا فيما يعاني أكثر من 60 ألف طفل من نقص التغذية الحاد في القطاع، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
وقال الشوا: إن "هذا المشهد (وفيات الأطفال) نتيجة سوء التغذية قد يتكرر بشكل أكبر هذا العام" إزاء أوامر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لقوات جيشه بإغلاق جميع معابر القطاع منذ 2 مارس/ آذار وذلك في انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون ثان من هذا العام رغم الرعاية المصرية القطرية وإشراف الإدارة الأمريكية.
وأشار إلى تدهور الرعاية الصحية إزاء غياب الدواء والقصف الإسرائيلي للمستشفيات وقتل واعتقال الكوادر الصحية إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومركبات الإسعاف.
خطر حقيقي
وبعد خروج 36 مستشفى ومرفق صحي عن الخدمة، قالت منظمة الصحة العالمية إن مأساة الرعاية الصحية في غزة بأنها "تفوق الوصف".
وتطرق الشوا إلى استخدام الاحتلال "التجويع" و"العطش" كسلاح ضد المدنيين في غزة، لافتا إلى تناقص حصة الفرد لأقل من خمسة لترات يوميا سواء للشرب أو الاستخدام اليومي.
وذكر أن غزة أمام خطر حقيقي نتيجة الإغلاق الإسرائيلي المحكم لجميع المعابر وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات تشغيل المياه الصالحة للشرب عدا عن انتشار النفايات في الطرقات والأحياء السكنية.
ويفيد اتحاد بلديات غزة بتراكم أزيد عن 270 ألف طن من النفايات الصلبة في شتّى أرجاء القطاع مما يسفر عن كارثة بيئة وصحية عامة؛ إزاء المنع والقيود الإسرائيلية والتدمير العسكري لآليات ومعدات البلديات المحلية.
وليس هذا فحسب، إذ بين المسؤول الأهلي أن مواد النظافة شارفت على النفاد من الأسواق المحلية الأمر الذي ينذر بعودة انتشار الأوبئة والأمراض بكثرة بين النازحين في مخيمات الإيواء والنزوح.
وحذر أيضا من خطر المنع الإسرائيلي لإدخال تطعيمات شلل الأطفال منذ نحو شهرين من الإغلاق، مشيرا إلى أن 600 ألف طفل مهددون بالمرض حيث بات الأطفال دون سن العاشرة معرضين لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقة المزمنة.
وسبق أن حذر المكتب الإعلامي الحكومي من تداعيات تفاقم الوضع الصحي خاصة مع انعدام التغذية السليمة ونقص مياه الشرب مما يزيد من احتمالات حدوث مضاعفات صحية غير مسبوقة بين الأطفال.
وأكد أن الإغلاق الإسرائيلي تسبب أيضا بنفاد مخزون المواد الغذائية حتى أن مؤسسات الأمم المتحدة أعلنت نفاد مخزونها في غزة، وخلال أيام ستتوقف "المطابخ الخيرية" التي تقدم للمواطنين وجبة واحدة يوميا بدعم من تلك المؤسسات العاملة في القطاع.
وخلص إلى أن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، تستهدف جميع مقومات الحياة الإنسانية والمعيشية والصحية والتعليمية أمام مرأي المجتمع الدولي الذي "فشل" في مسؤولياته الأخلاقية والقانونية.
وشدد الحقوقي الشوا على دور المجتمع الدولي بالقيام بدوره نحو إنفاذ القانون الدولي والقانون الدولي الإنسانية ومساءلة الاحتلال على جريمة التجويع كـ"سلاح" ضد سكان القطاع.
والأسبوع الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية إن حكومة الاحتلال تستخدم التجويع كسلاح حرب، وهي "جريمة حرب"، مطالبة الحكومات المعنية بفرض عقوبات موجَّهة وتعليق نقل الأسلحة للضغط على حكومة نتنياهو لضمان حصول سكان غزة على المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية بما يتفق مع التزامات (إسرائيل) بموجب القانون الدولي والأمر الذي أصدرته "محكمة العدل الدولية" مؤخرا في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا.
ودفعت الأوضاع في غزة، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإدانة استمرار جيش الاحتلال في منع وصول المساعدات إلى القطاع منذ أكثر من سبعة أسابيع، ووصفه بأنه "مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية".