نفق "جولدن" يفضح الاحتلال.. عجز استخباري مزدوج بعد عامين من الحرب
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
روبيو يعلن تحقيق تقدم بشأن مشروع قرار مجلس الأمن حول غزةبعد مرور أحد عشر عامًا على أسر الضابط "الإسرائيلي" هدار جولدن في رفح، جنوبي قطاع غزة، يتجدد الجدل في الأوساط "الإسرائيلية" بشأن عجز جيش الاحتلال عن استعادة جنوده أو حتى معرفة مصيرهم في غزة، في وقت تتكشف صور ومشاهد جديدة من موقع أسره لتؤكد عمق الفشل الاستخباري "الإسرائيلي".
وبينما تحاول "تل أبيب" الترويج لإنجاز ميداني في رفح، يرى خبراء أن ما حدث أعاد تسليط الضوء على تفوق المقاومة الأمني والاستخباري، وعلى عجز الاحتلال عن اختراق منظومتها رغم سيطرته الميدانية على المدينة وتدميرها الكامل.
وأول من أمس، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- عن استخراج جثة الضابط "الإسرائيلي" هدار غولدن من مدينة رفح، قبل أن تسلمه في وقت لاحق أمس، وذلك ضمن اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.
ويعد غولدن الذي وقع في قبضة "القسام" خلال معركة "العصف المأكول" في أغسطس/آب 2014، عقدة عسكرية وسياسية لـ"إسرائيل"، إذ فشل جيش الاحتلال واستخباراته طوال عقد كامل في استعادته عبر القوة العسكرية أو المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة الفلسطينية.
نتائج عكسية
ويؤكد الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" عادل شديد أن التعامل "الإسرائيلي" مع ملف هدار جولدن، تحول إلى عبء سياسي وإعلامي على حكومة الاحتلال، بعد أن جاءت نتائجه عكسية تمامًا لما كانت تسعى إليه "تل أبيب".
وأوضح شديد لـ "فلسطين أون لاين"، أن المشاهد التي بثت مؤخرًا حول موقع أسر جولدن داخل نفق في رفح، كشفت محدودية الإنجاز "الإسرائيلي" المزعوم، وأبرزت فشل الاحتلال في تدمير منظومة المقاومة الأمنية والاستخبارية.
وقال: "بعد عامين من الحرب وسقوط مئات آلاف الأطنان من المتفجرات على رفح، ظهر النفق الذي احتجز فيه جولدن كما هو، مما أرسل رسالة واضحة أن كتائب القسام لا تزال القوة الوحيدة القادرة على الوصول إلى الضابط الأسير والتحكم بملفّه رغم التدمير الهائل".
وأضاف أن ظهور هذه المشاهد شكل إحراجًا عميقًا للمؤسسة العسكرية "الإسرائيلية"، لأن استمرار نشاط وحدات القسام في المنطقة، رغم الاحتلال الكامل لها منذ أكثر من عام ونصف، يؤكد أن "البنية التحتية للمقاومة ما زالت قائمة، وأن منظومتها الأمنية لم تُخترق رغم كل ما تعرضت له من قصف وتدمير".
وأشار شديد إلى أن حصول عناصر القسام وطاقم الصليب الأحمر على إذن للتحرك داخل رفح لا يمكن أن يتم دون تنسيق أمني دولي و"إسرائيلي"، ما يدل على أن ما جرى تمّ ضمن تفاهمات دقيقة بين أطراف دولية وعربية، وليس نتيجة إنجاز ميداني "إسرائيلي".
ونبه الخبير في الشأن "الإسرائيلي"، إلى أن قضية هدار جولدن تختلف عن بقية الأسرى "الإسرائيليين" الذين أُسروا في السابع من أكتوبر، لأن جولدن أُسر أثناء اجتياح رفح عام 2014، ما جعله رمزًا للالتزام "الإسرائيلي" تجاه جنودها.
وأضاف شديد: "في الوعي "الإسرائيلي"، جولدن هو الجندي الذي يجب أن تعيده الدولة بأي ثمن، بينما بقية الأسرى الذين أُسروا في السابع من أكتوبر لا يحظون بالمكانة نفسها داخل المجتمع "الإسرائيلي".
وأكد أن إصرار الاحتلال على رفض عقد أي صفقة أو تقديم أي مقابل للمقاتلين الفلسطينيين في رفح بعد استلام جثمان "جولدن" يعكس مأزقها السياسي، مضيفًا أن القيادة العسكرية، خصوصًا رئيس الأركان، "تتعامل مع مقاتلي القسام كأعداء وجوديين، وتصر على أن مصيرهم إما القتل داخل الأنفاق أو الخروج منها عراة مرفوعي الأيدي، في محاولة لتسجيل صورة انتصار إعلامي بعد فشل طويل".
فشل استخباري
من جانبه، رأى الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" نزار نزال أن عجز الاحتلال عن كشف مصير الأسرى "الإسرائيليين"، ومنهم الضابط هدار جولدن، يعكس فشلًا استخباراتيًا ذريعًا لدى المنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، رغم احتلالها مدينة رفح بعد تدميرها بالكامل.
وأوضح نزال لـ "فلسطين أون لاين"، أن "إسرائيل" تبحث عن "صورة نصر" لتعويض هذا الفشل، وأنها مصممة على إخراج المقاتلين الفلسطينيين من الأنفاق في رفح وهم يرفعون راية بيضاء أو يسلمون أنفسهم بملابسهم الداخلية، في محاولة لتسجيل لحظة انتصار إعلامي بعد عامين من الحرب دون أي مشهد استسلام لمقاتلي المقاومة.
وقال، إن الاحتلال يسعى بشتى الطرق إلى صناعة صورة هزيمة للمقاتلين الفلسطينيين، مضيفًا أن القيادة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، ترى في هذا المشهد فرصة لتسويق نصرٍ سياسي داخلي بعد سلسلة إخفاقات عسكرية وأمنية.
وأضاف: "إسرائيل لم تسجل طوال الحرب مشهد استسلام واحد لمقاتل من المقاومة، سواء من حماس أو من غيرها، رغم حجم الدمار وعدد الشهداء الكبير الذي تجاوز مئة ألف بين مدني ومقاتل مدفون تحت الركام".
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استغلال احتجازه لعدد من المقاتلين في باطن الأرض في رفح لتمرير مشهد انتصار وهمي أمام الإعلام العالمي، قائلاً: "وجدت "إسرائيل" ضالتها في نحو مئتي مقاتل محتجزين تحت الأرض، وتريد أن تُظهرهم كدليل على انهيار المقاومة".
وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، شدد نزال على أن الحديث عن ضغوط حقيقية من واشنطن على "تل أبيب" مجرد "فرقعات إعلامية"، موضحًا أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطًا فعليًا، بل تشارك في صناعة سيناريو يحفظ ماء وجه "إسرائيل". وأضاف: "لو أرادت واشنطن فرض ممر آمن للمقاتلين لتم ذلك في دقائق، لكنها هي الأخرى تبحث عن صورة نصر لحليفتها في المنطقة بعد كل هذا الدعم العسكري والسياسي الذي قدمته لها".