من جنين إلى طولكرم.. الضَّفة تصمد تحت القصف والاقتلاع اليومي
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
ميلان يقلبها على بولونيا في بروفة نهائي كأس إيطاليالا تتوقف مساعي الاحتلال الإسرائيلي لفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية المحتلة، عبر تكثيف الانتهاكات اليومية، والاستهداف المتكرر، وحملات الاعتقال الممنهجة داخل المدن الفلسطينية، مستغلًا حالة الضعف العربي والدولي في دعم الفلسطينيين.
وتتزامن الحملة العسكرية الشرسة في مختلف مدن الضفة المحتلة، خصوصًا في جنين وطولكرم ومخيماتهما شمالًا، مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في سياق نواياه الرامية للقضاء على القضية الفلسطينية برمتها.
ورغم الإجرام الإسرائيلي المتواصل في الضفة وغزة، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا في وجه هذه الانتهاكات، ومتمسكًا بحقه في الدفاع عن نفسه وقضيته العادلة، وصولًا إلى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويواصل الاحتلال عدوانه على مدن جنين وطولكرم ومخيماتهما منذ قرابة ثلاثة أشهر، وسط تهديد العائلات المتبقية في تلك المناطق بالإخلاء القسري، وتدمير عشرات المنازل، وعمليات الاقتحام المتكررة، إلى جانب إقرار الكنيست الإسرائيلي مشاريع استيطانية ومصادرة أراضٍ في مختلف أنحاء الضفة.
وأكد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة، سهيل السلمان، أن الاحتلال يسعى لتحقيق عدة أهداف من خلال عدوانه على الضفة، أبرزها قضم مساحات واسعة من الأراضي، خصوصًا في المناطق المصنفة (ج)، والتعامل معها كأنها تحت سيطرته الكاملة.
وأوضح السلمان في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" أن الاستيطان في الضفة تضاعف ثلاث مرات منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو ما يعكس نوايا الاحتلال لإنهاء القضية الفلسطينية.
وأفاد بأن الاحتلال كان يسيطر على 240 ألف دونم في الضفة، وبعد ذلك التاريخ ارتفعت المساحة إلى 786 ألف دونم، وهو ما يشكّل نحو 14% من مساحة الضفة، مشيرًا إلى أن الاحتلال انتهج سياسة "الاستيطان الرعوي"، الذي يُعد الشكل الأخطر.
ووفق السلمان، فإن الاحتلال يتعامل مع الأراضي الفلسطينية باعتبارها مستباحة، ويمكنه السيطرة عليها وقتما شاء، بما في ذلك الأراضي الواقعة ضمن المنطقتين (أ) و(ب) الخاضعتين نظريًا للسيطرة الفلسطينية.
وأضاف أن الاحتلال يحاول دفع الفلسطينيين في الضفة إلى تقبّل وجوده كأمر واقع، مشددًا على أن "المواطنين صامدون ومتمسكون بحقهم في الأرض ويدافعون عنها، رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها بفعل جرائم الاحتلال".
ورأى السلمان أن المقاومة الشعبية هي السبيل الأكثر فعالية حاليًا في مواجهة الاحتلال، الذي يرتكب أبشع الجرائم في الضفة وغزة.
ويؤيد هذا الطرح الناشط السياسي غسان حمدان، الذي أكد أن الاحتلال يسعى إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية عبر مصادرة الأراضي، وبناء مستوطنات جديدة، وتشريع البؤر الاستيطانية، وتعزيز البنية التحتية، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.
وأوضح حمدان لـ"فلسطين أون لاين" أن الاحتلال يستغل الدعم الدولي المقدم له في حرب الإبادة ضد قطاع غزة، خصوصًا من الولايات المتحدة الأمريكية والدعم الأوروبي المتواطئ، ما دفعه إلى الإسراع في ضم مساحات كبيرة من الأراضي، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
ورأى أن الإجرام الإسرائيلي المتواصل في الضفة، إلى جانب الاقتحامات والاعتقالات، والعدوان في غزة، يشكّل "تمهيدًا لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وإعلان الضم، وفرض حل سياسي وفق الرؤية الإسرائيلية".
وبيّن أن المقاومة الشعبية، التي يُفترض أن تكون الحل الوحيد لمجابهة الاحتلال في الوقت الراهن، تشهد تراجعًا في بعض الفترات، نظرًا لحالة الضعف الشديد التي تعاني منها الحركة السياسية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الجمهور الفلسطيني فقد ثقته بالحالة السياسية الراهنة، مطالبًا بضرورة توحيد الجهود الفلسطينية، ووضع برنامج وطني يقوم على دعم المقاومة بجميع أشكالها لمواجهة الاحتلال.