اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

عقب العدوان الإسرائيلي على إيران.. ما خيارات الاحتلال في غزة؟

عقب العدوان الإسرائيلي على إيران.. ما خيارات الاحتلال في غزة؟

klyoum.com

في ظل الحرب الإسرائيلية على إيران، وتزايد المخاوف من توسع رقعة الصراع لتشمل ساحات أخرى في المنطقة، يطرح تساؤلاً مهماً حول خيارات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال المرحلة القادمة؟

ويبدو أن الحرب على إيران قد تحمل في طياتها فرصة لقطاع غزة. فهي تُعيد خلط الأوراق، وتفرض على (إسرائيل) إعادة ترتيب أولوياتها، وتكشف عجزها عما أسمته تحقيق أهدافها في غزة رغم ما تملكه من أدوات على امتداد أكثر من 20 شهراً من حرب الإبادة الجماعية، وفق مراقبين.

لكن يبقى العامل الحاسم في مستقبل غزة مرتبطًا بقدرة الفلسطينيين على الصمود، وتوفر إرادة دولية حقيقية لإنهاء الاحتلال، وكسر الحصار، والتعامل مع غزة كقضية سياسية وإنسانية لا كملف أمني بحت.

يقول المحلل في الشأن الإسرائيلي فتحي بوزية، إن الحرب على إيران قد يشكّل "فرصة غير مباشرة" لإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في ظل ما وصفه بـ"الشلل الكبير الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي على مختلف المستويات".

وأوضح بوزية لـ "فلسطين أون لاين"، أن المؤشرات القادمة من (تل أبيب) تدل على ارتباك غير مسبوق في المشهد الإسرائيلي، مضيفًا: "كما يقول المثل: رب ضارة نافعة، فربما العدوان الإسرائيلي على إيران ينعكس إيجابًا على غزة، ويدفع نحو إنهاء الحرب".

وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوعز مؤخرا بالإسراع في إنجاز صفقة، في إشارة إلى مفاوضات التهدئة، رغم تشكيكه بجدية الموقف الإسرائيلي.

وأكد أن (إسرائيل) تواجه أزمة اقتصادية خانقة، وصفها بأنها "لا مثيل لها من قبل"، مشيرًا إلى توقف حركة الطيران، وإغلاق المجال الجوي، وتوقف النشاط التجاري، في ظل تصاعد التهديدات من جبهات متعددة. وأضاف: "حتى المتطرفة ميري ريغيف اعترفت أنهم هربوا الطائرات قبل أن تُدمر، والمطار مغلق كليًا".

وفي تقييمه للوضع السياسي، قال بوزية إن نتنياهو يتظاهر بالسيطرة، لكن داخليًا تتصاعد الانتقادات ضده، معتبرًا أن الحرب مع إيران قد تعمق أزمته السياسية، وتفتح الباب أمام محاسبته بعد فشله في غزة وإخفاقه بتحقيق أهدافه المعلنة منذ بداية الحرب، وعلى رأسها ما يسميه "القضاء على حماس ونزع سلاحها"، على حد تعبيره.

ووجه انتقادًا حادًا لما وصفه بـ"تخاذل عربي وإسلامي رسمي وشعبي"، معتبراً أن غياب الضغط الحقيقي ساهم في إطالة أمد العدوان على غزة، بل إن بعض الأنظمة "تساوقت ضمنيًا مع الاحتلال في مساعي تصفية القضية الفلسطينية"، وفق اعتقاده.

وشدد بوزية على أن (إسرائيل) وصلت إلى طريق مسدود، قائلاً: "لم يتبقّ لنتنياهو سوى سلاحه النووي، فقد جرب كل شيء في غزة، وأنا أرى أن الحرب في قطاع غزة في طريقها للانحسار، وإن شاء الله نرى نهايتها قريبًا."

وأيّد ذلك الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، قائلاً: إن الحرب الجارية بين (إسرائيل) وإيران بدأت تنعكس بشكل غير مباشر على الوضع في غزة، مشيرًا إلى أن انسحاب قوات الاحتلال من مناطق عدة داخل القطاع هو نتيجة طبيعية لحالة الاستنزاف التي تعيشها (إسرائيل).

وأوضح جعارة في حديثه لـ "فلسطين أون لاين"، أن جيش الاحتلال "بدأ بسحب العديد من القوات من غزة، لأنه يدرك أن بقاءها هناك يشكل استنزافًا دائمًا للاحتياط العسكري، حيث لا يمر يوم دون سقوط قتيل أو جريح في صفوفه." وشدد على أن (إسرائيل) "عاجزة عن إحراز نصر في غزة، وهو ما عجز عنه نتنياهو منذ أكثر من عامين".

وحول المشهد الداخلي في دولة الاحتلال، قال جعارة إن هناك حالة من الغليان الشعبي والسياسي ضد حكومة نتنياهو، تتجلى في تظاهرات واعتصامات متكررة تطالب بوقف الحرب، والانسحاب الكامل من غزة، والبدء بإعادة الإعمار.

وأشار إلى أن أي اتفاق تهدئة لا يحقق المطالب الأساسية للفصائل الفلسطينية سيكون لصالح (إسرائيل)، محذرًا من الانجرار وراء ما وصفه بـ"التبادل الجزئي"، الذي قد يمنح نتنياهو فرصة لتجاوز الأزمة دون التزام حقيقي.

وقال: "نتنياهو يرفض التبادل الجزئي، وإذا لم يكن موقف المقاومة صارمًا، فسيتمكن من الانقضاض على ما بيد المقاومة."

 

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com