العالم يتحضَّر لرمضان.. وغزَّة تكابد آثار الحرب والحصار
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مستوطنون يحرقون أراضي زراعية شمال شرق رام اللهبينما يتحضر العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك، يعيش سكان قطاع غزة للعام الثاني على التوالي دون أجواء الشهر الفضيل بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية وتداعياتها.
وقد استمرت الحرب المدمرة التي بدأها جيش الاحتلال في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لمدة 471 يومًا، وأتت على كل شيء في قطاع غزة، فلم تستهدف المنازل والبنى التحتية فحسب، بل دمرت المساجد والأسواق التي كانت تتمتع بأجواء خاصة في رمضان.
وتزداد الأوضاع في غزة سوءًا يومًا بعد يوم، لا سيما لدى أصحاب المنازل المدمرة والنازحين في مراكز الإيواء وخيام النزوح المنتشرة في محافظات القطاع الساحلي.
يأتي رمضان هذا العام في ظل غياب الأجواء الاحتفالية وطقوس الزينة التي اعتاد الأهالي تجهيزها مع حلول الشهر الفضيل، إذ كانت الأسواق والشوارع والمحال التجارية والمنازل تكتسي بالزينة، إلا أن هذه المشاهد غابت تمامًا، وحلَّ مكانها الدمار وآلام الفقد والحرمان من الأهل والأحباب.
ويعاني سكان غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر والدمار الذي خلفته الحرب.
يقول إبراهيم أبو صفية، الذي دمر جيش الاحتلال منزله في مخيم جباليا لصحيفة "فلسطين": "رمضان كان دائمًا شهر الفرحة والتواصل مع الأهل والجيران، أما الآن فقد أصبحنا نعيش في خوف مستمر وبدون أي أمل في المستقبل".
وأبو صفية، البالغ من العمر 45 عامًا، يقيم حاليًا مع أسرته المكونة من ستة أفراد في خيمة نزوح، وهو وضع لا يمكّنه على الإطلاق من إحياء أي أجواء رمضانية. وأضاف: "لأول مرة في حياتنا نعيش هذه الأوضاع. لقد دمروا منزلنا ودمروا معه ذكرياتنا، وحرمونا من أجواء رمضان".
أما أم أحمد، كما عرّفت عن نفسها، فتقول: "جيش الاحتلال دمر منزل عائلتنا، ولم نجد أمامنا سوى خيمة في مركز للإيواء".
وأضافت لـ"فلسطين أون لاين": "حياة الخيمة صعبة للغاية، وبالتأكيد سنواجه صعوبة كبيرة في تجهيز وجبات الإفطار والسحور، فالأمور ليست كما كانت من قبل، والوضع مأساوي، والأطفال يسألون دائمًا عن أجواء رمضان التي افتقدناها".
وأعرب نازحون في مراكز الإيواء عن استيائهم الشديد من الانتهاكات الإسرائيلية التي حرمتهم من أبنائهم وأحبابهم، وأحالت حياتهم إلى جحيم بفعل عمليات القصف والتوغل البري، وما رافقها من نزوح بعد تدمير المخيمات والأحياء بالكامل.
يقول محمد عطا الله، أحد سكان مدينة غزة: "نحن نعيش ظروفًا قاسية، فالأوضاع في مراكز الإيواء لا تُطاق، ولا نستطيع توفير الطعام والماء اللازمين، بينما نحاول البقاء على قيد الحياة".
أما حسن مقداد، فيقول: "رمضان كان دائمًا يعني الأمان والراحة النفسية، أما الآن، فقد أصبحنا نعيش في دمار نفسي وجسدي".
وتفتقد غزة الأجواء الروحانية التي كانت تميز شهر رمضان، حيث كانت المساجد قبلة المواطنين لأداء صلاة التراويح وإقامة الفعاليات الإسلامية، إلا أن جيش الاحتلال تعمد تدمير معظمها في جميع محافظات قطاع غزة، سواء بالقصف الجوي أو بالتجريف والتفجير خلال عمليات التوغل البري.
ورغم كل هذه المعاناة، يبقى أهل غزة متمسكين بالأمل والصمود، حسبما أكد من تحدثت إليهم صحيفة "فلسطين" في هذا التقرير، إذ يبدون استعدادًا كاملًا للحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم الرمضانية حتى في أحلك الظروف، فهذا الشهر ليس مجرد مناسبة إسلامية سنوية بالنسبة لهم، بل هو رمز للصمود والتحدي.
ودعا مواطنون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم واستعادة أجواء رمضان التي افتقدوها.
ويظهر سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، روح التضامن والمساعدة رغم الأوضاع الصعبة، في تحدٍ لتداعيات حرب الإبادة وما نتج عنها من معاناة تتفاقم بمرور الأيام، وسط آمال بأن يأتي يوم يعود فيه الأمان والراحة النفسية إلى حياتهم.