اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

مخبز أبو إسكندر.. منبع الحياة تحوّل إلى ساحة موت

مخبز أبو إسكندر.. منبع الحياة تحوّل إلى ساحة موت

klyoum.com

كان كل شيء يبدو طبيعيًا بالقرب من مخبز "أبو إسكندر" في نهاية شارع الجلاء غربي مدينة غزة. جلس عدد من الأصدقاء يتبادلون الحديث والضحكات في منطقة يعرفها السكان جيدًا لكونها مكانًا حيويًا يربط بين غزة وشمال القطاع، ويعجّ بالحياة والمارة طوال اليوم.

تحدّث الأصدقاء عن الوضع الإنساني المتدهور، وأخبار الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار بعد أكثر من عام ونصف من التصعيد. كانت في أحاديثهم نبرة أمل نادرة في زمن الحرب، لكن ذلك الأمل لم يدم طويلًا.

وفي تمام الساعة 11 صباحًا أمس، استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية "زنانة" الأصدقاء بصاروخ مباشر، حوّل المكان إلى كتلة من الدخان والنار. غطّى صوت الانفجار على كل شيء، وتناثرت الأشلاء في أرجاء الشارع.

فَقَدَ ثمانية مدنيين حياتهم، بينهم أطفال ومارة، وأُصيب العشرات، بعضهم في حالة خطرة، بحسب وزارة الصحة.

"نجوتُ بمعجزة"

ذكر حسام عياد، أحد الشهود، الذي كان يمرّ بالمنطقة وقت الاستهداف، أنه تعرّف على ثلاثة من الشبان الذين كانوا يجلسون هناك.

ويقول عياد لـ "فلسطين أون لاين": "ألقيت عليهم التحية، كانوا يتحدثون عن قرب وقف إطلاق النار، وكانت الابتسامات على وجوههم. لم تمرّ دقائق حتى دوّى الانفجار، وتحولت تلك اللحظة إلى كابوس".

وبعد دقائق من القصف، وصلت طواقم الإسعاف إلى المكان وسط حالة من الذهول والخوف بين المتواجدين، فالدماء غطّت الأرض، والأشلاء كانت متناثرة على الرصيف، فيما سارع الأهالي لإنقاذ من يمكن إنقاذه.

وأعلنت وزارة الصحة لاحقًا استشهاد أربعة أشخاص على الفور، ثم ارتفع العدد إلى ثمانية، بينهم أطفال، فيما نُقل المصابون إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

"رأيت ما لا يُنسى"

يقول الستيني محمد أبو وردة، من سكان الحي، وكان على بُعد أمتار من موقع الانفجار، وهو لا يزال تحت وقع الصدمة: "كنت أمشي بجانب المخبز عندما سمعت الانفجار. شعرت أنني فقدت السمع وسقطت أرضًا. لم أفق إلا بعد أن رشّ أحدهم الماء على وجهي".

ويتابع بصوت متهدّج لـ"فلسطين أون لاين": "لم أُصب بشظايا، لكني رأيت ما لا يُنسى. أشلاء على الأرض، أجساد متفحمة، أطفال لا حراك لهم. ما ذنبهم؟! ما الذي فعلوه ليستحقوا هذا المصير؟!".

أجساد متطايرة

ومن بين من شاهدوا المأساة، كان الطفل علاء الغندور (12 عامًا)، واقفًا على مقربة من موقع الاستهداف. قال بصوت خافت لمراسل "فلسطين أون لاين": "كنت هناك، رأيت كل شيء. قطع من أجساد الناس طارت في الهواء، وكان هناك دخان وصراخ. كل شيء حدث في لحظة".

وأضاف وقد غلب عليه التأثر: "رأيت طفلة على الأرض، تنزف وتتألم، ثم سكنت فجأة. لا يوجد مكان آمن هنا. الاحتلال يقصف كل شيء، حتى من يمشون في الشارع".

وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 54,249 شهيدًا، بالإضافة إلى 123,492 مصابًا، بعد اعتماد بيانات إضافية مؤخرًا. ومنذ 18 مارس 2025 فقط، سقط 3,986 شهيدًا، وأُصيب 11,451 آخرون.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الضروس على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط ظروف إنسانية صعبة، ومطالبات حقوقية متزايدة بوقف حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com