تقارير عبريَّة توضِّح: كيف ستؤثِّر أزمة ترامب مع نتنياهو على الأوضاع بغزَّة؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الإفراج عن عيدان..هل من انفراجة توقف الإبادة؟مع تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب، يبدو أن العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وشك دخول مرحلة جديدة من الغموض، تتزايد الخلافات حول قضايا إقليمية حاسمة، من بينها العدوان على غزة والملف النووي الإيراني. هل يصبح ترامب شريكًا غير موثوق لإسرائيل في تشكيل شرق أوسط جديد؟ وهل يتجه التحالف التقليدي نحو التفكك؟.
وفي سياق ذلك، وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال المحلل السياسي نداف إيال إن "شهر العسل" بين ترامب ونتنياهو قد انتهى، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تسعى لتشكيل نظام إقليمي جديد، لكن سياسات حكومة نتنياهو تشكل عقبة أمام هذا المسار، خاصة في ظل تمسكه بمواقف "تجاوزها الزمن"، بحسب تعبيره.
ويسعى ترامب، الذي يطمح لتحقيق إنجاز إقليمي كبير خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، مثل تحرير محتجزين، إلى إعادة ترتيب أولويات التحالفات، وسط زخم رسمي يحيط بزياراته إلى السعودية وقطر، مقابل توتر في العلاقة مع إسرائيل.
ويرى إيال أن إسرائيل تتهيأ لعملية عسكرية واسعة في غزة ضمن خطة تشمل احتلالًا جزئيًا ومحاولة لتحرير رهائن، وسط نقص في القوات النظامية يتم تعويضه بجنود الاحتياط، لكنه يستبعد أن تؤدي هذه العملية إلى استسلام حركة حماس.
في السياق ذاته، اعتبر المحلل يوسي فيرتير في صحيفة "هآرتس" أن زيارة ترامب تأتي في توقيت حساس لنتنياهو، خصوصًا بعد الاتفاقات الأميركية مع الحوثيين والتقارب النووي مع السعودية، ما يشير إلى تحول استراتيجي في خارطة التحالفات بالمنطقة.
وأشار فيرتير إلى أن نتنياهو يعيش حالة من "الفراغ السياسي"، حيث يركّز على طمأنة الداخل الإسرائيلي أكثر من اهتمامه بملف المحتجزين، وسط غموض يلف مصير صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار.
وبينما يسعى ترامب لتحقيق إنجاز سياسي ملموس لتعزيز صورته كرجل صفقات، يواجه صعوبة في تحقيق ذلك في ظل تصلب مواقف نتنياهو. ويتوقع المحللون أن تشهد العلاقة بين الطرفين تحولات مفصلية، قد تنتهي بقطيعة سياسية مؤقتة رغم تداخل مصالح القاعدة الانتخابية للطرفين.
وفي تحليل لمركز أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أشار الباحثان تمير هيمان وراز تيميت إلى أن التقديرات الإسرائيلية تزداد قلقًا من أن مركز الثقل الأميركي ينتقل نحو الخليج، وخاصة السعودية، في خطوة قد تُضعف مكانة إسرائيل في النظام الإقليمي الجديد.
كما تناول المركز مستقبل البرنامج النووي الإيراني، مستعرضًا المحادثات التي تُجرى بوساطة عمانية بين إيران والولايات المتحدة. واعتبر التقدير أن هذه المحادثات تشكل لحظة مفصلية قد تؤدي إما إلى اتفاق دبلوماسي أو إلى تدخل عسكري مشترك أميركي-إسرائيلي إذا فشلت.
ويخلص التقدير إلى أن على إسرائيل التنسيق الكامل مع واشنطن في حال التصعيد، على أن يشمل أي عمل عسكري أهدافًا تتعدى المنشآت النووية إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، على أن يُستكمل ذلك بمسار سياسي يضمن ترسيخ الأهداف الإستراتيجية.
وفي السياق، كشفت شبكة "إن بي سي" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين، أن العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت توتراً متصاعداً خلال الأسابيع الأخيرة، على خلفية الخلافات المتزايدة بشأن الأوضاع في قطاع غزة والملف النووي الإيراني.
كما أشارت المصادر إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، نقل بشكل مباشر استياء نتنياهو من تصريحات ترامب إلى أحد مستشاري الرئيس الأميركي، ويتكوف، خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي.
وبحسب التقرير، فإن ترامب أعرب من جانبه عن إحباطه من قرار نتنياهو شن هجوم جديد على قطاع غزة، معتبراً أن ذلك يتعارض مع خطته لإعادة إعمار القطاع، ووصف الهجوم الإسرائيلي بأنه "جهد ضائع" من شأنه أن يُعقّد مساعي إعادة الإعمار.
وأكدت الشبكة أن واشنطن تمارس ضغوطاً متواصلة على كل من إسرائيل وحركة حماس للموافقة على وقف إطلاق نار دائم في غزة، في ظل تعقيد المشهد الميداني والتوترات السياسية المتصاعدة.