اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

بلدية خان يونس تسأل عن النخوة العربية

بلدية خان يونس تسأل عن النخوة العربية

klyoum.com

يعملون تحت القصف "الإسرائيلي"، وقدموا الشهداء، ويعملون ليل نهار دون كلل، ويعملون وهم جوعى وظمأى لشربة ماء، هؤلاء هم عمال وموظفو بلدية خان يونس، الذين لا ينظفون الشوارع فحسب، بل يبعثون إشارات أمن واطمئنان للمواطن، بأننا أحياء، وأننا متواجدون في الشوارع والحارات، وأننا نعمل، ونقوم بوجباتنا الدينية والإنسانية والوطنية والأخلاقية قبل أن نقول بواجباتنا الوظيفية، لذلك يرى المواطن عمال بلدية خان يونس يغوصون في برك الصرف الصحي لإزالة التلوث البيئي، دون أن يتساءلوا عن المخاطر، ويدوسون فوق الأوحال بأحذيتهم البالية، ويخاطرون بحياتهم، ليفتشوا في نهاية اليوم عن قطعة الصابون ليغسلوا أجسادهم، أو يغسلوا ملابسهم فلا يجدونها، ومع ذلك، فهم لا ينهزمون، إنه النموذج الميداني للإنسان الفلسطيني الصابر العنيد، الذي يعمل بكدٍ، ويعلم أنه لن يتقاضى الراتب في نهاية الشهر، وأنه سيعود لأطفاله بلا وجبة طعام في نهاية اليوم، فالحصار "الإسرائيلي" حال دون قدرة المواطن في قطاع غزة على تسديد مستحقات البلدية، فلا أحد يدفع ثمن المياه، ولا أحد يدفع مقابل النظافة، وبقية الخدمات التي تقدمها البلديات.

في بلدية خان يونس مئات الموظفين، أو بمعنى أدق؛ مئات العمال في حقل النظافة اليومية، والصرف الصحي الذي تعطلت مجارية، وفي مجال المياه بعد ان كسرت دبابات العدو الأنابيب، وجرفت معظمها، وقطعت الصلة بينها وبين آبار المياه المدمرة، لتقف بلدية خان يونس بإرثها التاريخي والمهني عاجزة عن توفر شربة ماء لمناطق كثيرة من خان يونس، وعاجزة عن توفير شبر مياه، لتغلق أو تفتح المجري عند الحاجة، وعاجزة عن توفير مربط بين انبوبين، أو وصلة بطول مترين لتوصل المياه من منطقة إلى منطقة أخرى، فالحصار الإسرائيلي طال كل مرافق الحياة لبلدية خان يونس، حتى صار توصيل المياه للناس جريمة حرب بالنسبة للمفاهيم الصهيونية، وصار تسليك مواسير الصرف الصحي يعني تسيلك الممرات للقضاء على دولة العدو، ليقف الجيش الإسرائيلي سداً بين بلدية خان يونس، وبين توفير الإمكانيات الضرورية لقيام الموظفين بواجباتهم الإنسانية.

بلدية خان يونس تعيش بلا دخل، وبلا موارد رزق، وبلا إيجارات، وبلا مساعدات مادية من أي جهة كانت، ومع ذلك، فبلدية خان يونس لا تمد يدها لأمتها العربية والإًسلامية طلباً لمساعدة، لا والله، بلدية خان يونس تناشد نخوة الأمة وفزعتها، وتستجير من رمضاء الحاجة بقطرات الندى العربية والإنسانية، فهناك أكثر من 600 موظف وعامل في بلدية خان يونس يقومون بخدمة ما يقارب مليون إنسان تجمعوا نازحين من بيت حانون وبيت لاهيا في الشمال ومن مدينة رفح الجنوب، وصاروا مقيمين في خان يونس، ومن صلب سكانها، ويتلقون خدمات البلدية من مياه ونظافة وتصريف نفايات.

بلدية خان يونس تنتظر اليد العربية الإنسانية الكريمة، وتنادي على القلوب الرحيمة، وتحاكي العقول المستنيرة الي تعرف المكان الصحيح لتقديم المساعدات، المكان الذي لا يضيع فيه الأجر، ولاسيما أن لبلدية خان يونس رئيساً اسمه د. علاء البطة، يعمل كل النهار وأطراف الليل لخدمة سكان المدينة، وربما تكون المعضلة الأكبر أمامه هي: كيفية توفير رواتب للموظفين؟ أو كيفية توفير رغيف خبز للعاملين؟ وكيفية توفير لوازم الحياة لآلاف الأفواه التي تصرخ ليل نهار، نريد أن نعيش، نحن نحب الحياة، لا نريد أن نموت جوعاً ووجعاً وإهمالاً، نريد أن نعيش، ولا نريد للنخوة العربية والكرامة أن تموت عجزاً، ولا نريد للشهامة والهمة الإسلامية أن تموت على بوابات غزة دون أن تمد يد العون للمحتاجين.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com