اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

الطائرة رقم 1000.. جسر الموت الأمريكي الذي غذّى إبادة غزة

الطائرة رقم 1000.. جسر الموت الأمريكي الذي غذّى إبادة غزة

klyoum.com

هبطت طائرة الدعم العسكري الأمريكي رقم ألف بمطار "بن غوريون" ضمن الجسر الجوي المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، ما ترك الاحتلال خلال عامين يرتكب أكبر جرائم إبادة جماعية في التاريخ البشري، أدت لاستشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني.

وإضافة إلى عدد الشهداء الهائل، فقد ساهم هذا الدعم اللامحدود من الذخيرة، في تدمير مدن ومساحات شاسعة من قطاع غزة، خلفت دمارا هائلا في منازل السكان والبنية التحتية، أدى لنزوح مئات الآلاف من العائلات المهدمة بيوتهم، لتتلطخ يدا أمريكا بدماء أهل غزة الذين قتلوا بتلك الأسلحة الأمريكية، وهو ما يجعل أمريكا متهما رئيسا وشريكا أساسيا في الإبادة.

وألقى جيش الاحتلال أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على مدار سنتين من الإبادة، مخلفا نحو 70 مليون طن من الركام لتكون شاهدة على واحدة من أبشع جرائم الإبادة التي ارتكبت في التاريخ البشري، هدم خلالها الاحتلال الإسرائيلي نحو 90% من القطاع وفق تقدير للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

ووفق ما نشرته وزارة جيش الاحتلال، فإن "الطائرة رقم ألف وصلت اليوم إلى مطار بن غوريون قبل يومين، ضمن الجسر الجوي، مشيرة إلى أنها والجيش قادا عمليات نقل لوجستية عابرة للقارات بحجم لم يشهد له مثيل في تاريخ إسرائيل، بهدف دعم جميع احتياجات جيش الاحتلال العسكرية الحالية والمستقبلية.

وأوضحت أنه "حتى الآن تم جلب أكثر من 120 ألف طن من المعدات العسكرية، والذخائر، ووسائل القتال، ومعدات الحماية، عبر ألف طائرة وحوالي 150 سفينة".

وحسب التقارير أرسلت أمريكا للاحتلال في الفترة ما بين 7 أكتوبر و28 يونيو 2024 ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز "MK-84" تستخدم في قاذفات القنابل، و6 آلاف و500 قنبلة تزن الواحدة منها 227 كيلوغرامًا، و صواريخ هيلفاير جو-أرض موجهة، وألف قنبلة خارقة للتحصينات، و2600 قنبلة صغيرة الحجم يتم إسقاطها جواً وذخائر أخرى.

كذلك وافق الكونغرس الأمريكي على تخصيص 17 مليار دولار لإسرائيل ضمن حزمة المساعدات العسكرية الأجنبية البالغة 95 مليار دولار.

هذا الدعم لم يقتصر على فترة الحرب فقط، فحسب البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن 70.2 بالمئة من احتياجات (إسرائيل) للأسلحة التقليدية في الفترة 2011-2020. تلتها ألمانيا بـ23.9 بالمئة، وإيطاليا بـ5.9 بالمئة.

حرب بالوكالة

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح د. رائد نعيرات: "إذا نظرت للرقم فتتكلم عن اكثر من طائرتين باليوم، عدا عن السفن هذا من أمريكا لوحدها، وهذا يختلف عن باقي الدعم الذي حصلت عليه (إسرائيل) من باقي الدول".

وأضاف نعيرات لـ "فلسطين أون لاين": "هذا ينظر إليه من موقع الاحتلال للقوى الغربية المتنفذة التي تعتبرها جزء من هذه المنظومة، وتمثل أمنها القومي وتعتبر كل حرب تخوضها (إسرائيل) هي حرب بالوكالة عن هذه الدول بغض النظر عن طبيعة الحرب ومآلاتها ومن يقوم بها.

وأشار نعيرات أن هناك من ينظر أن هناك تراجعا بدور (إسرائيل)، بمعنى أنها التي روجت أنها دولة مستقلة ومنفصلة عن القوى المركزية تلك، عادت وبرهنت لنفسها والآخرين، أنها لا تقوى على الصمود والتواجد بدون هذا الدعم.

وأكد: "معلوم أن كل الأسلحة من أين أتت، وهناك تقارير عديدة تؤكد أن السلاح التي قتل به الاحتلال الفلسطينيين هو سلاح أمريكي".

وحول موقف الداخل الأمريكي من هذا الدعم اللامحدود، استشهد بمقولة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة، والتي قال فيها: "من له يقول إن له علاقة بـ (إسرائيل) يخسر مستقبله السياسي" وذلك عكس الماضي، وهناك تراجع واضح للاحتلال داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا، لكن لا زال الموقف الأمريكي بالدعم اللامحدود والمطلق للاحتلال مستمرا.

مشاركة بالإبادة

ولا يمثل ذلك مجرد دعم لوجستي بل يجعل من الولايات المتحدة وفق المختص في الشأن الإسرائيلي أمين الحاج طرفا مباشرا بوصفها المزود الأول للسلاح والضامن لعدم نفاد الخيرة، والحامي للاحتلال في المؤسسات الدولية، بذلك تصبح مشاركتها أمر غير قابل للنقاش.

ورأى الحاج في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" أن جيش الاحتلال صاغ خطته العسكرية على فرضية أن لديه مخزن غير منتهي وأن القصف يمكن أن يبقى في أعلى مستوياته من دون حساب لميان الذخيرة.

وأضاف: "لذلك رأينا الاحتلال يتنقل بين جبهات مختلفة بكثافة نيران عالية جدا، والجسر الجوي جعل القدرة على إطالة الهجوم مرتبطة بواشنطن أكثر من أي طرف آخر، وكأن ما كان يحدث تفويضا مفتوحا لإعادة تشكيل الإقليم، وبدون هذا الجسر، كانت استراتيجية الحرب ستكون مختلفة، نطاقها وشدتها أقل وعمرها أقصر".

ولفت الحاج إلى أن شكل الدعم العسكري الأمريكي للاحتلال وحجمه وطريقته في ظل غياب أي قيود على استخدام الأسلحة يعني أنها كانت ترى في استمرار الحرب خدمة لأجندتها في المنطقة، سواء بمنع انهيار هيبة دولة الاحتلال أو إبقاء المنطقة تحت سقف الردع الأمريكي ومن ثم استثمار الحرب للتعرف على موازين قوة خصومها الإقليميين والدوليين.

 لذلك لم تبحث أمريكا عن نهاية سريعة قد تقود إلى ترتيبات سياسية لا تناسبها، ومنحت الاحتلال المزيد من الوقت ما أدى إلى إطالة أمد الحرب لتحقيق المصالح الاستراتيجية الأمريكية. بحسب الحاج

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com