إطلاق الصَّواريخ من الضَّفَّة... أبعاد استراتيجيَّة تهدِّد الاحتلال والمستوطنين
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
طبيب أردني على متن سفينة الضمير لـCNN: مصممون على الإبحار نحو غزةفي تطور جديد تصاعدت محاولات إطلاق صواريخ محلية الصنع من مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة باتجاه مستوطنات ومواقع إسرائيلية، ما أثار حالة من الذعر لدى المستوطنين وقيادة الاحتلال الأمنية.
ورغم محدودية مدى ودقة تلك الصواريخ، فإن تكرار هذه العمليات يحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية قد تُؤشِّر على تحوّلٍ في طبيعة المقاومة في الضفة المحتلة، ويشكّل تهديدًا فعليًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات.
وتُعدّ هذه المحاولات اختراقًا أمنيًا وعسكريًا لدولة الاحتلال وللتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وتحديًا مباشرًا لسيطرة الاحتلال الأمنية. كما تعكس تحولًا في أدوات المقاومة في الضفة الغربية التي كانت تعتمد في السابق على العمليات الفردية والأسلحة الخفيفة، في حين أن إدخال سلاح الصواريخ يفتح مرحلة جديدة من المواجهة متعددة الأدوات.
وهذه ليست المحاولة الأولى من نوعها؛ إذ نشطت مطلع عام 2023 كتيبة العياش شمال الضفة الغربية، وأطلقت عدة صواريخ محلية باتجاه مستوطنات غلاف جنين، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك أنه رصد 6 محاولات لإطلاق صواريخ من الضفة الغربية نحو المستوطنات خلال 3 أشهر.
ونشرت الكتيبة صورًا ومقاطع فيديو لعمليات الإطلاق، مؤكدةً أن التصنيع والإطلاق يجريان رغم الظروف الأمنية المعقدة في الضفة، وما تعانيه من شحٍّ في الإمكانيات وقيود أمنية مشددة، مشددةً على استمرارها في تطوير الصواريخ.
من جانبه، أكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن هذه المحاولات تمثل رسالة تحدٍّ واضحة من المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، عبر إدخال أدوات جديدة إلى ميدان المواجهة، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس تطورًا نوعيًا في أداء الفصائل داخل الضفة.
وقال الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال قد يستغل هذا التطور لتضخيم التهديد إعلاميًا وأمنيًا بهدف تبرير شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق، في مسعى لاعتقال مزيد من المواطنين من مناطق مختلفة في الضفة".
ورأى الشرقاوي أن المقاومة في الضفة تتجه نحو بلورة استراتيجية ميدانية جديدة، لافتًا إلى أن استخدام العبوات الناسفة، كما حدث مؤخرًا ضد آليات الاحتلال في جنين، أكثر إيلامًا وتأثيرًا في هذه المرحلة من محاولات إطلاق صواريخ بدائية.
واعتبر أن تلك المحاولات لا يمكن وقفها بالكامل، كونها نابعة من إرادة مقاومة واضحة لاختراق المعادلات الأمنية، مشددًا على أن "إسرائيل" لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك، وستسعى للرد بحزم على أي تطور يربك حساباتها في الضفة. ودعا المقاومين إلى اتخاذ أعلى درجات الحذر واليقظة تحسّبًا لأي محاولة إسرائيلية للغدر، خاصة في ظل التوتر الأمني المتصاعد.
وأشار إلى أن محاولات إطلاق الصواريخ من الضفة، رغم رمزيتها، تحمل رسالة ردع واضحة، وتؤكد أن الضفة الغربية قد تتحول إلى جبهة اشتباك نشطة ومفتوحة، ما من شأنه إرباك الحسابات الإسرائيلية وزيادة الضغط الأمني على الاحتلال.
وأكد الشرقاوي أن هذا التطور يشير إلى بداية مسار قد يؤدي إلى تطوير سلاح الصواريخ في الضفة، موضحًا أن القدرات الحالية ما تزال بدائية ومحدودة التأثير، لكنها تعكس وجود نواة خبرات تصنيعية قد تتطور سرًا، كما حدث سابقًا في قطاع غزة.
وأضاف أن الاحتلال يكثف جهوده لإحباط هذه المحاولات عبر المداهمات المتواصلة للمناطق التي يُشتبه بوجود نشاط تصنيعي فيها، ما يدل على أنه يتعامل مع التهديد بجدية، رغم أن الصواريخ الحالية لم تُحدِث تأثيرًا ميدانيًا يُذكر حتى الآن.