اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

رياضة

خاص صاروخ إسرائيلي يقتل حلم الطفل التلمس

خاص صاروخ إسرائيلي يقتل حلم الطفل التلمس

klyoum.com

لم يكن مهند التلمس، الطفل البالغ من العمر 15 عامًا، يدرك أن لحظة واحدة ستغيّر مجرى حياته إلى الأبد، وتمزّق كل شيء جميل فيها، بما في ذلك موهبته الكروية.

وأثناء سير مهند في شارع النصر غرب مدينة غزة متجهًا إلى منزل خالته، تفاجأ بسقوط صاروخ بالقرب منه، تناثرت شظاياه واخترقت إحداها جسده، تاركة دمارًا نفسيًا وجسديًا لا يوصف.

وأُصيبت شظية الصاروخ عموده الفقري، وتسببت له بالشلل النصفي، ليصبح حبيس الفراش وعاجزًا عن الحركة.

ومهند هو نجل لاعب منتخب فلسطين ومدافع نادي خدمات الشاطئ السابق زياد التلمس، وكان قد التحق بإحدى الأكاديميات الكروية قبل الحرب، وكان ينتظره مستقبل واعد، كما توقّع له مدربوه.

لم يكن لمهند ذنب سوى أنه كان يحاول النجاة من جحيم حرب لم ترحم أحدًا، وتسببت بإعاقة آلاف الأطفال.

واليوم، يقاوم مهند إصابته بجسد نحيف وألم لا يهدأ، بعدما فقد القدرة على الحركة التي اعتادها، فيما تقف أسرته عاجزة عن تأمين العلاج المناسب، في ظل حصار خانق ومنظومة صحية منهارة.

كان مهند يحلم بأن يحمل الراية من والده، ويرتدي القميص رقم "4" الذي زيّن ظهر والده خلال مشاركاته الدولية مع منتخب فلسطين، وأن يراوغ في الملاعب ويحرز الأهداف وسط تصفيق الجماهير. أمّا اليوم، فلا ملعب ولا جمهور، والحلم بات ذكرى.

ويقول مهند لصحيفة "فلسطين": "كنت متوجهًا إلى منزل خالتي في منطقة أبراج المخابرات غرب مدينة غزة، وأثناء مروري بشارع النصر أطلقت طائرة مُسيّرة صاروخًا سقط بالقرب مني، واخترقت شظية منه جسدي واستقرت في ظهري، ثم نُقلت إلى المستشفى بسيارة إسعاف، وخضعت بعد ذلك لعدة عمليات جراحية في العمود الفقري".

ويتابع بصوت مكسور: "الإصابة قضت على كل شيء… على أحلامي وموهبتي. كل ما أتمناه الآن أن أستطيع المشي وحدي دون مساعدة أحد. ما زلت أمل أن أتعالج وأعيش حياة طبيعية، كأي طفل في العالم".

وكانت كرة القدم بالنسبة لمهند متنفسًا وهروبًا من قسوة الحصار، لكنه اليوم يعيش دوامة من الألم النفسي والجسدي، يراقب أقرانه من بعيد وهم يلعبون، فيسقط قلبه في كل مرة أكثر.

وليست معاناة مهند مجرد إصابة جسدية، بل طعنة في الروح، وانطفاء مبكر لحلم لم يُمنح الوقت ليكتمل.

ويؤكد الفتى حاجته الماسة إلى تدخل طبي عاجل، أملًا في إنقاذ ما تبقى من جسده، واستعادة جزء من حياته السابقة.

ويضيف بحرقة: "أحتاج من يساعدني… أريد أن أعيش مثل باقي الأطفال. حتى إن لم أعد ألعب كرة القدم، أريد فقط أن أمشي، وأن أعتمد على نفسي، وألا أكون عبئًا على أحد".

قصة مهند التلمس ليست خبرًا عابرًا، بل شاهد جديد على جريمة مستمرة بحق أطفال غزة. إنه واحد من آلاف الأطفال الذين قُصفت أحلامهم وقُطعت أوصال مستقبلهم، فيما يقف العالم صامتًا أمام آلامهم، دون تحركٍ جاد لفتح المعابر أو تمكينهم من تلقي العلاج.

اليوم، لا يطالب مهند بكأس أو هدف… بل بحياة بسيطة، يستطيع فيها أن يقف على قدميه من جديد.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com