حصن المقاومة في رفح
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مصر تشارك في الاجتماع الأول لمجموعة مانحي فلسطين في بروكسلليس هناك مقاومون فلسطينيون لحركة حماس، محاصرون في الأنفاق، وبالتحديد في رفح، وهم تحت رحمة العدو الإسرائيلي، ولا مخرج لهم إلا بخروجهم عراة بلا ملابس، رافعي الأيدي، وتسليم أنفسهم للعذاب الصهيوني، أو الهروب إلى دولة ثالثة، وما دون ذلك القصف بالصواريخ "الإسرائيلية"، كما يزعم العدو.
ومن المؤكد أن هناك عشرات المقاومين المتحصنين في مواقعهم في رفح، وفي الأنفاق، داخل المنطقة التي حددها العدو منطقة صفراء، وهم جاهزون للمواجهة والتضحية، ولهم القدرة على إيجاع العدو الإسرائيلي، واصطياده، كما حصل قبل أسابيع، ولكن قرار وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس يحول دون فعلهم المقاوم، وتعليمات القيادة لهؤلاء المقاومين تقضي بأن يلتزموا بوقف إطلاق النار.
هؤلاء المقاومون لديهم حبات التمر والطعام الذي يكفيهم لعدة أشهر، ولديهم الماء الكافي، ولديهم سلاحهم، ولهم القدرة على الصمود لزمن طويل، ولديهم القدرة على العودة إلى مناطق غزة البعيدة عن الجيش الإسرائيلي، إن أرادوا، فمخارج الأنفاق بين أيهديهم، ويعرفون طرق الدخول والخروج إلى الانفاق التي يجهلها عدوهم الإسرائيلي، وقد دللت تجربة إخراج جثمان الجندي الأسير هدار جولدن من داخل المنطقة الصفراء، أن العدو يجهل تركيبة الأنفاق، ولا يدري أين مداخلها ولا أين مخارجها، وهو الذي قام بالحفر بكل قوة وقدرة وامكانيات، في المكان نفسه الذي دخل إليه بضع فر من المقاومين من حركة حماس، وبعد التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، واخرجوا جثة الجندي الإسرائيلي في بضع دقائق، امام دهشة العدو الإسرائيلي الذي عجز عن ذلك على مدار سنة ونصف من احتلال مدينة رفح بالكامل.
تنظيمات المقاومة الفلسطينية، بما فيهم حركة حماس ما زالوا يلتزمون بوقف إطلاق النار، وتعليمات القيادة للمقاومين في المنطقة الصفراء بعدم الاشتباك مع العدو، كي لا يجد المبرر لقصف المدنيين في غزة وخان يونس، وتسعى التنظيمات الفلسطينية إلى خروج هؤلاء المقاومين ضمن اتفاق للحيلولة دون انهيار وقف إطلاق النار، هؤلاء المقاومون قادرون على العودة إلى مناطق سيطرة المقاومة في غزة دون مفاوضات مع العدو، ولكن حركة حماس ـ وفق تقديري ـ أرادت أن توصل رسالة إلى الوسطاء، وإلى الرئيس الأمريكي بالتحديد بأن حركة حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار، وتمنع رجالها من تنفيذ عمليات عسكرية داخل المنطقة الصفراء، وتستحث الوسطاء لممارسة دورهم للوصول إلى المرحلة الثانية من الانسحاب الإسرائيلي، وإقامة حكومة تكنوقراط تشرف على إدارة حياة الناس في غزة.
ومن خلال تجاربنا اليومية والتاريخية مع العدو الإسرائيلي، يمكننا القول، لو كان العدو الإسرائيلي قادراً على تدمير الأنفاق على رؤوس المقاومين الفلسطينيين لما توانى، ولا تأخر لحظة، ولكنه عاجز عن فعل ذلك، ولأنه حذر من الوقوع في كمائن المقاومين، يسعى العدو الإسرائيلي إلى التلويح بالقوة، والادعاء بالقدرة، بهدف الإيحاء للجمهور الإسرائيلي بتحقيق النصر الذي تحدث عنه، وتوجيه رسائل إلى الوسطاء للضغط على حركة حماس لتسليم سلاحها، في الوقت الذي تدرك حركة حماس جيداً أن البديل لخروج هؤلاء المقاومين دون المساس بكرامتهم، هي المواجهة، والعودة إلى نصب الكمائن لجنود العدو، وتحميل العدو المسؤولية عن انهيار وقف أطلاق النار.