استطلاع: تراجع ثقة الإسرائيليين بالجيش والحكومة وتشكيك بجدوى الحرب على غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
زامير يحذر نتنياهو من مصيدة استراتيجية تتمثل في احتلال قطاع غزة كاملاالقدس المحتلة – مصدر الإخبارية
أظهرت نتائج استطلاع الرأي الذي نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الأحد، تراجعًا ملموسًا في مستويات الثقة بالمؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، وازدياد الشكوك في نجاعة العمليات العسكرية في إطار الحرب على غزة، خاصة في ما يتعلق بملف الأسرى.
وبينت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه المعهد في الفترة بين 24 و28 تموز/ يوليو 2025 ضمن سلسلة استطلاعات شهرية ينفذها المعهد منذ بدء الحرب على غزة، اتساع الفجوة بين مواقف المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل إزاء قضايا الأمن، والسياسات الإقليمية، والوضع الإنساني في القطاع.
الثقة بالمؤسسات الأمنية والسياسية تعود إلى مستويات ما قبل الحرب على إيران
وبعد أن شهدت مستويات الثقة بالجيش الإسرائيلي والحكومة ارتفاعًا مؤقتًا خلال وفي أعقاب الحرب على إيران، تراجعت معظم المؤشرات إلى مستويات أيار/ مايو. فقد انخفضت الثقة بالجيش من 83% في نهاية حزيران/يونيو إلى 77%.
كما أظهر الاستطلاع تراجع الثقة برئيس الأركان، إيال زامير، من 69% إلى 62%. وانخفضت الثقة ببيانات وتصريحات الناطق باسم الجيش إلى 56.5% مقارنة بـ63–67% في حزيران/ يونيو الماضي.
أما الثقة بالحكومة فقد عادت إلى 23% فقط بعد أن وصلت مؤقتًا إلى 30–32%، في حين أن 76% عبّروا عن ثقة ضئيلة أو منعدمة بالحكومة. وانخفضت الثقة برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو من 35% إلى 30%.
كما تراجعت نسبة من يثقون بالمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، إلى 38% بعد أن بلغت 44% في آذار/ مارس الماضي.
ثقة محدودة بقدرة الجيش على تحقيق أهداف الحرب على غزة
ورغم أن 62% من المشاركين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سينتصر في الحرب على غزة، إلا أن 53% فقط يعتقدون أن أهداف الحرب ستتحقق بالكامل أو إلى حد كبير، مقابل 42% يرون أنها لن تتحقق إطلاقًا أو بشكل جزئي فقط.
كما عبّر 61% من المستطلعة آراؤهم عن عدم اقتناعهم بأن العمليات العسكرية تساهم في استعادة الأسرى الإسرائيليين، بينما حمّل 52% من المشاركين، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة أو الجزئية عن تعثر مفاوضات إطلاق سراح الأسرى.
انقسام بشأن "اليوم التالي" في غزة ودعم للمبادرة المصرية
وانقسمت آراء المستطلعين بشأن إمكانية نزع سلاح حماس، إذ يرى 52% أن ذلك ممكن، مقابل 41.5% يرونه غير ممكن. وعبّر نصف المشاركين (50%) عن تأييدهم للمبادرة المصرية بتشكيل "إدارة تكنوقراطية دولية لا تتبع حماس أو فتح"، مقابل 27% يؤيدون إدارة عسكرية إسرائيلية، و12% فقط يدعمون تسليم القطاع للسلطة الفلسطينية.
رغم أن 80% من الجمهور العام يرون أن الجيش الإسرائيلي "جيش أخلاقي"، فإن 92.5% من اليهود يؤيدون هذا التوصيف، مقابل 29% فقط من المواطنين العرب، فيما يرفض 63% من العرب هذا التصنيف (43% يرفضونه تمامًا، و20% جزئيًا).
الأغلبية ترفض إمكانية التعايش الكامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين
كما أبدى 47.5% رفضهم لفكرة إقامة "مدينة إنسانية" في غزة، مقابل 30.5% يؤيدونها. وفيما أبدى 82% من المشاركين العرب قلقًا بشأن الوضع الإنساني في غزة، لم تتجاوز هذه النسبة 24% لدى اليهود.
وأفاد 71% من المشاركين بأن التعايش مع مساواة مدنية كاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين غير ممكن، في حين رأى 24% فقط أنه ممكن. وبينما يعتقد 81% من اليهود أن التعايش غير ممكن، يؤمن 57.5% من العرب بعكس ذلك.
رضا عن نتائج المواجهة مع إيران لكن توقعات بتصعيد جديد
وأعرب 62% من المستطلعة آراؤهم عن رضاهم عن نتائج الحرب على إيران، بينهم 70.5% من اليهود مقابل 28% فقط من العرب. كما توقع 61% تجدد المواجهة مع إيران خلال عام، وبلغت هذه النسبة 69% في أوساط اليهود، مقابل 29% في أوساط العرب.
مواقف متشددة إزاء الوجود الإسرائيلي في سورية ودعم لتدخل عسكري
ورفض الجمهور الإسرائيلي بغالبيته الانسحاب الفوري من جنوب سورية، وفضل 38% انسحابًا تدريجيًا بإشراف دولي، بينما أيد 38% بقاءً عسكريًا دائمًا، وعارض 13% فقط هذا التوجه.
كما أيد 53% التدخل العسكري في "المواجهات بين النظام السوري والدروز"، مقارنة بـ21.5% فقط في أيار/ مايو الماضي. وأبدى 54% من المستطلعين دعمهم لإقامة علاقات مباشرة مع النظام السوري الجديد.
وأفاد 90% من اليهود بعدم تأييد معاقبة الجنود الذين يرفضون المشاركة في جولات قتال إضافية بسبب الإرهاق النفسي، ما يعكس إدراكًا عامًا للضغوط التي يواجهها الجنود بعد أشهر من القتال.
الصين لا تُعتبر حليفًا… والرأي العام مستقر
ورأى 52% من الإسرائيليين أن الصين دولة غير ودية أو عدائية، مقابل 22% فقط رأوا فيها دولة صديقة أو حليفة. وأفاد 61% بأن مواقفهم من الصين لم تتغير منذ بدء الحرب.
وأظهرت النتائج فجوة بين اليهود والعرب، إذ يرى 59% من اليهود الصين كخصم أو عدو، مقابل 24% فقط من العرب، بينما قال 43% من العرب إنهم لا يعرفون كيف يقيّمون العلاقة مع بكين.
تفاؤل إسرائيلي بالتعافي رغم المخاوف الأمنية
وقال 68% من المشاركين إنهم متفائلون بشأن قدرة المجتمع الإسرائيلي على التعافي من الأزمة الراهنة، وهي نسبة شبه مطابقة لما سُجّل في أيار/ مايو الماضي. وأعرب 75% من اليهود عن تفاؤلهم، مقابل 42% فقط من العرب.
أما بشأن الشعور بالأمان الشخصي، فقد أفاد 32% بأنهم يشعرون بأمان عالٍ أو عالٍ جدًا، وهي زيادة طفيفة مقارنة بحزيران/ يونيو، لكنها أقل مما كانت عليه في أيار/ مايو. وأظهرت البيانات فجوة بين المجموعتين: 37% من اليهود يشعرون بالأمان العالي، مقابل 11% فقط من العرب.