تقرير خبراء: تكتيكات المقاومة في غزَّة تنهك الاحتلال وتفرض معادلات جديدة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
أول تعليق من إسرائيل على اعتراض السفينة حنظلةأكد خبراء عسكريون أن المقاومة تمارس حرب استنزاف ممنهجة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، باستخدام تكتيكات مرنة ولا مركزية، مكنتها من إيقاع خسائر فادحة في صفوف الاحتلال، وتغيير قواعد الاشتباك الميداني لصالحها.
الخبير العسكري اللبناني العميد المتقاعد ناجي ملاعب، وصف ما يجري في غزة بأنه "نموذج لحرب لا متكافئة"، حيث تعتمد المقاومة على وحدات قتالية صغيرة، لكل منها قيادة مستقلة ومهام محددة، وهو ما يمنحها مرونة عالية وقدرة على المبادرة والمناورة.
وأشار ملاعب إلى أن المقاومة نجحت في توظيف الأنفاق وتحسين تسليحها، بل وأعادت تدوير ذخائر الاحتلال غير المنفجرة في تصنيع أسلحة جديدة، ما يضمن استمرارية العمليات بزخم مخطط ومدروس، بعيدا عن العشوائية.
وفي حديثه لصحيفة "فلسطين"، أكد ملاعب أن هذا النمط من الاستنزاف أجبر جيش الاحتلال على الدفع بوحداته الخاصة وضباطه إلى الخطوط الأمامية، بعد تراجع معنويات الجنود وترددهم في التقدم، ما يعكس عمق الأزمة التي يعيشها جيش الاحتلال ميدانيا.
وأضاف أن المقاومة تعتمد على قيادة لا مركزية، مدعومة ببنك معلومات استخباراتي تم تجميعه مسبقا حول تكتيكات وتحركات جيش الاحتلال، وهو ما مكنها من تنفيذ عمليات دقيقة وفعالة أثبتت تفوقها في الميدان.
وشدد ملاعب على أن المقاومة ليست في مرحلة ضعف كما يدعي الاحتلال، بل إن تصاعد عملياتها النوعية منذ يونيو الماضي، وازدياد وتيرتها في الأيام الأخيرة، دليل على تماسكها وقدرتها المستمرة على إلحاق خسائر فادحة بقوات الاحتلال.
ورغم التفوق التكنولوجي الإسرائيلي في مجالات التجسس والهجمات السيبرانية، أوضح ملاعب أن الاحتلال فشل في تأمين حماية جنوده على الأرض، الذين يتعرضون يوميا للقتل والإصابة، ما يكشف زيف ادعاءات قياداته بتحقيق الأهداف المعلنة في القطاع.
عمليات نوعية وخسائر ميدانية
ميدانيا، صعدت كتائب القسام من عملياتها خلال الأيام الأخيرة. ففي دير البلح وسط القطاع، استهدفت منتصف الأسبوع ناقلات جند ودبابات من طراز "ميركافاه" بقذائف "الياسين 105".
وفي رفح جنوبي القطاع، نفذت سلسلة عمليات نوعية، تضمنت قصف موقع قيادة وسيطرة بمنظومة "رجوم" الصاروخية، وتفجير منزل مفخخ أسفر عن مقتل وإصابة عشرة جنود، إلى جانب استهداف قوة أخرى بعبوة "تلفزيونية" مضادة للأفراد.
أما في جباليا شمال غزة، فقد وثقت كتائب القسام ضمن سلسلة "حجارة داود" تدمير آليات عسكرية من مسافة صفر، إضافة إلى استهداف قوة كانت تتحصن داخل منزل سكني.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس عن تنفيذ كمين مركب شرقي خان يونس، استهدف ناقلة جند في عبسان الكبيرة، وأوضحت أن العملية كانت تهدف إلى أسر عدد من جنود الاحتلال.
أربعة عوامل تدعم صمود المقاومة
الخبير العسكري العراقي اللواء المتقاعد علي العذاري، يرى أن استمرار تأثير المقاومة يعود إلى أربعة عوامل رئيسية: الجاهزية المسبقة، والتخطيط الاستراتيجي، وتكتيكات حرب العصابات، إضافة إلى الدعم الشعبي الواسع، وفشل استخبارات الاحتلال في تحقيق اختراق حاسم.
وفي حديثه لصحيفة "فلسطين"، عرض العذاري ثلاثة سيناريوهات محتملة لمآلات العدوان على غزة:
السيناريو الأسوأ: "التهجير والوصاية"، عبر فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت إشراف دولي أو عربي، وتهجير السكان من شمال ووسط القطاع.
السيناريو الأوسط: "تجميد الوضع الراهن"، عبر فترة وقف إطلاق نار طويلة الأمد أو مفاوضات بطيئة، مع بقاء الحصار والتصعيد المتقطع، واستمرار المقاومة في نطاق محدود.
السيناريو الأفضل: قدرة المقاومة على "فرض شروطها"، ما قد يقود إلى تهدئة شاملة وفق رؤية المقاومة، تشمل صفقة تبادل أسرى كبرى، وإطلاق عملية إعادة إعمار بدعم دولي، واعتراف سياسي بالمقاومة كطرف فاعل في المشهد الإقليمي.
ويؤكد العذاري أن نجاح هذا السيناريو من شأنه أن يكرس المقاومة كقوة ردع استراتيجية، لا يمكن تجاوزها مستقبلا.