تقرير خزاعة المنكوبة... البلدة الَّتي صارت ركامًا وذكريات
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
قطاع غزة.. الجيش الإسرائيلي يستمر في نسف الأحياء السكنيةتقع بلدة خزاعة في أقصى شرق محافظة خان يونس، وتمتاز بخضرتها الدائمة ووفرة أراضيها الزراعية، التي لطالما أغرقت السوق المحلي بخضراوات ومحاصيل عالية الجودة. كانت البلدة مقصداً للزوار من جميع مناطق القطاع، ينشدون فيها الهدوء وجمال الريف الفلسطيني. لكن ذلك كله كان قبل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. أما اليوم، وبعد سلسلة من الاجتياحات المتكررة، فإن الاحتلال أعلن أخيرًا أنه "لم يُبقِ فيها منزلًا قائمًا".
وعلى الرغم من التوغلات المتكررة، لم يكن أهالي خزاعة ينتظرون طويلاً للعودة إلى أراضيهم ومنازلهم فور انسحاب قوات الاحتلال، كما يوضح الصحفي ابن البلدة أحمد قديح، قائلًا: "عندما عدتُ إلى البلدة خلال الاجتياح قبل الأخير، وجدت منزلي مدمَّرًا، فنصبت خيمة على أنقاضه. كانت الأوضاع المعيشية كارثية، فمعظم البيوت والمرافق كانت بين مدمر كليًا أو جزئيًا".
وأضاف قديح لصحيفة "فلسطين": "أقمنا في خيام، أو في ما تبقى من منازلنا، رغم خطر إطلاق النار العشوائي من قبل جنود الاحتلال. كانت الحياة محفوفة بالمخاطر، ومعاناة دائمة في الحصول على الطعام بعد تجريف الأراضي، والمياه بعد تدمير الشبكات، ولكننا رغم كل ذلك، تمسّكنا بالبقاء".
وبحسب قديح، فإن البلدة تحوّلت بعد الإخلاء الأخير إلى "صحراء جرداء"، حيث دُمِّرت المنازل بالكامل، وسُوّيت الأراضي الزراعية بالأرض، مشيرًا إلى مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية يُظهر حجم الدمار "الذي لا يصدق".
من جانبه، تحدث المواطن محمد رضوان عن نزوحه من خزاعة خمس عشرة مرة منذ بداية الحرب، قائلاً: "قبل النزوح الأخير، تعرضت أكثر من نصف مساحة البلدة للتدمير، ولا سيما أحياء النجار، وأبو علي، وأبو صبح، وأبو روك، والمناطق الحدودية. كما جُرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والدفيئات، رغم أن خزاعة كانت المصدر الأكبر للخضروات في غزة، وكانت تصدّر منتجاتها للخارج".
وأضاف رضوان لـ"فلسطين": "منزلي أيضًا تعرض لقذيفة دبابة إسرائيلية بينما كنت بداخله مع عائلتي، لكن الله سلّمنا. وفي 18 رمضان الماضي، تلقينا أوامر بالإخلاء الكامل للبلدة باعتبارها (منطقة قتال)، ومنذ ذلك الوقت لم نعد إليها. رأينا حجم الدمار في مقاطع الإعلام الإسرائيلي، ولم يبقَ شيء.. لا منازل، ولا أراضٍ، ولا بنية تحتية".
ويختم رضوان بالقول: "لقد تم محو خزاعة بالكامل باستخدام كميات هائلة من المتفجرات والغارات الجوية والروبوتات المتفجرة. لم تعد البلدة صالحة للحياة، لكننا سنعود، وسنعمرها من جديد".
وكانت بلدية خزاعة قد أعلنت في وقت سابق أن البلدة أصبحت "منطقة منكوبة بالكامل"، بسبب الاستهداف الإسرائيلي الشامل لكل مكونات الحياة فيها. وأكدت في بيان أن حجم الدمار "يفوق كل التقديرات" ويجعل البلدة "خارج نطاق الخدمة تمامًا".