#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى"*إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحَ… أليس الصبح بقريب*" — [الصافات: 171]
غزة التي ضحت بكل شيء، "وعجلت إليك ربي لترضى" — [الصف: 21]، كتبت فصلاً خالدًا من ملاحمها العظيمة.
صفقة التبادل ليست مجرد تحرير أسرى، بل شهادة على إرادة شعب لم يركع، وعلى أمة اختارت الكرامة على الاستسلام، والحرية على الذل.
للأسف، لم تكتمل الفرحة. آلاف الأسرى ما زالوا في الأسر، ومئات الشهداء والمفقودين بقيت في مقبرة الأرقام. كل واحد منهم رمز بطولة وصبر. كل لحظة ألم دليل على صلابة الروح الفلسطينية، التي لم تكسرها آلة الحرب، ولا غرور الاحتلال.
دولة الاحتلال والإبادة استخدمت كل ما تملك: دبابات، طائرات، أعين استخبارية، وأساطيل جوية، لكنها فشلت أمام إرادة الشعب. ها هي المقاومة بعد عامين من المجازر والحصار تفرض معادلة الكرامة، وتثبت أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بالصبر والثبات.
بعد "طوفان الأقصى"، وجدت (إسرائيل) نفسها عارية أمام مرآة الإنسانية والعالم: "ليسوؤوا وجوهكم" — [الإسراء"
الانهيار لم يبدأ في السابع من أكتوبر، بل منذ سنوات طويلة، حين حوّلت غزة الصمود إلى عقيدة، وبنت جيشًا بسيطًا فدائيًا قرآنياً منظّمًا وسط الحصار، بينما غرقت (إسرائيل) في غرورها وأوهام تفوقها الأمني والعسكري. القوة المادية بلا وعْي واستراتيجية معنوية لا تنقذ أحدًا.
اليوم، لا يُقاس الانتصار بالأسرى المحررين وحدهم، بل بالدرس الذي تلقاه العالم: من يملك الوعي والصبر، يملك النصر، ومن يركن إلى الغرور، ينهار أمام الحق والحقائق.
هذه ليست نهاية الطريق، بل فصل مضيء في ملحمة الحرية، ودعوة لكل الأحرار لتجديد النية، وتعميق الصمود، وتحضير النفس لما هو قادم من تحديات وعزّ. الصبح قريب: "ولتعلمن نبأه بعد حين" — [القمر: 50]، وغزة ستبقى رمز الإرادة التي لا تُقهر، وحصن الحق الذي لا يُنهزم.
اليوم، غزة تقف عند مفترق خطير: هدنة توقف العدوان، وتفتح صفحة مراجعة وصياغة مستقبل جديد، فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة وإرادة.
على المستوى الدولي، تصريحات قادة العالم تبشر بنهاية كاملة للمحرقة، وفرص دعم وإعمار، لكنها تُشترط مراقبة دقيقة لتنفيذ الاتفاقات، وتحذر من مخاطر الانقسامات الإقليمية وتأجيل الملفات الحيوية.
داخليًا، ترتيب الأولويات يجب أن يكون واضحًا:
• أمنيًا: فرض النظام، واستعادة الأمن، وقطع أي ذراع فوضوي أو أمني من العملاء.
• اقتصاديًا: خطة عاجلة للتعافي، ضبط الأسواق، وتوفير الإغاثة الغذائية.
• عمرانيًا: الترميم العاجل لما تبقى من هياكل البيوت، وإيواء عاجل لأصحاب البيوت المدمرة.
• اجتماعيًا وأخلاقيًا: برامج لإعادة ترميم منظومة القيم، والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
• سياسيًا: حضور فلسطيني رسمي قوي في المحافل الدولية، خط الدفاع عن حقوقنا، ومواجهة مشاريع تفتيت الشعب.
• إعلاميًا: تثبيت سردية غزة بأن احتلال فلسطين لم يكن يوم السابع من أكتوبر فقط، وإنما ممتد في مواجهة جرائم الإبادة لما يقارب العقد الثامن. مع منح الأولوية الإعلامية لقضية الأسرى، الضحايا، الجرحى، والمفقودين، فالإعمار هو قلب غزة في هذه المرحلة الخانقة.
وأخيرًا، نجاحنا مرهون:
• بوحدة وطنية حقيقية،
• ومساءلة حاسمة للفساد،
• وإدارة فلسطينية مسؤولة تعيد للشعب حقه في الحياة والكرامة.
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" — [يوسف: 21]