اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

تقرير "أمن غزة" والمواطنون في الميدان.. محاربة الفوضى تحت نار الاحتلال

تقرير "أمن غزة" والمواطنون في الميدان.. محاربة الفوضى تحت نار الاحتلال

klyoum.com

في قلب الدمار الذي تخلفه حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 20 شهرًا، يتكشّف وجه آخر للعدوان لا يقلّ قسوةً عن القصف والمجاعة: محاولات الاحتلال لنشر الفوضى، مع استهداف ممنهج لمراكز الشرطة ورجالها.

ويسعى الاحتلال عبر حرب الإبادة الجماعية المستمرة، التي تشمل التجويع والتعطيش، إلى تهيئة ظروف مواتية للسرقات والفوضى، لكن تلك المحاولات تمتد لما هو أخطر: رعاية اللصوص، والعصابات التي أقر بتسليحها.

لكن مقابل ذلك، تحارب الأجهزة الأمنية في غزة مع المواطنين تلك المحاولات الإسرائيلية، وتواجهها في الميدان بيد واحدة.

قبل نحو أسبوع تحوّل سوق الصحابة الشعبي بغزة إلى ساحة مواجهة بين لصوص وأصحاب البسطات. ثلاث هجمات متتالية شنّها عدد منهم خلال ساعة واحدة فقط.

يقول أبو عرب الشوبكي أحد باعة الخضار لصحيفة "فلسطين": "كنا نبيع ما تبقى من خضار قبل الغروب، وفجأة بدأ الناس يصرخون: 'اللصوص! اللصوص!' هرعنا لنصدّهم، شكلنا صفوفًا بشرية، ووقفنا كتفًا بكتف، دفعناهم بأيدينا. لم نملك سلاحًا، فقط إرادتنا".

رغم بساطة إمكاناتهم، نجح الباعة في صدّ اللصوص ثلاث مرات، معتمدين على التنسيق بين بعضهم البعض، حيث كوّنوا خطوطًا دفاعية لردع الهجمات، في مشهد واضح من التضامن والوعي.

أحد باعة المنظفات كان يصرخ في أصحاب البسطات "ما تخافوش محدش يضب بضاعته، احنا كتار..خليكم ايد وحدة" البعض استجاب لدعوته وبعضهم فضل تفريغ بسطته وتخبئة سلعه إلى حين مواجهة اللصوص.

يقول حسونة عطاالله: "ليست المرة الأولى التي يهجم اللصوص على السوق، فقد سبقها مرة منذ أسبوعين، ونجح أصحاب البسطات في صد الهجوم، وضرب بعض اللصوص، ولكنهم عادوا للمرة الثانية لكنهم لم ينجحوا في اختراق منتصف السوق مرة أخرى، بسبب تكاتفنا مع بعضنا البعض".

لكن ليست الأسواق وحدها هي التي يستهدفها لصوص، فحياة الناس اليومية باتت محفوفة بخطر تخلفه الحرب، ومخططات الاحتلال الخبيثة. أم زين القصاص وهي أم لثلاث طفلات، تروي اللحظات العصيبة التي عاشتها حين أرسلت بناتها لجلب الهواتف من نقطة شحن قريبة.

 "سمعت صراخًا، ثم طرقًا على الباب. فتحته لأجد زوجي يحمل بناتي وهنّ يرتجفن. وقعن أكثر من مرة وهنّ يركضن للبيت. كنّ يبكين ويقلن: 'ماما، لصوص هجموا علينا!"، تقول أم زين لصحيفة "فلسطين".

وفي ظل استهداف الاحتلال للأمن في غزة وشح المساعدات، بات المواطنون يؤدون دورا متكاملا مع الجهات الرسمية في التصدي للفوضى. لجان شعبية صغيرة بدأت تتشكّل في بعض المناطق لحماية الأحياء ليلًا. ينام الشبان أمام البيوت، يحملون العصي، يراقبون كل حركة.

"لصوص يقودهم عملاء"

وفق تحقيقات وزارة الداخلية في غزة بعدد من الحوادث التي وقعت مؤخرا، فإن اللصوص يقودهم عملاء، ويتم تحريكهم بغطاء جوي من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لاستهداف عناصر الأمن والشرطة عند التصدي لهم.

وجاء في بيان للوزارة في 29 مايو/أيار أن تكامل الأدوار بين اللصوص والعملاء مع الاحتلال، هدفه إحداث الفوضى وبث الخوف في نفوس المواطنين.

وفي التاسع من الشهر الجاري، أدانت وزارة الداخلية جريمة الاحتلال الإسرائيلي بقصفه قوة شرطية في أثناء القيام بواجبها في الحفاظ على ممتلكات المواطنين وملاحقة عدد من اللصوص في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاسـتشهاد ضابط وعنصر من القوة الشرطية ومواطن ثالث من المارة، وإصابة عدد آخر.

لكن الوزارة تؤكد في بياناتها المتتالية أن رهان الاحتلال على نشر الفوضى والتخريب وسرقة المساعدات من خلال عملائه، ورعايته لعصابات اللصوص، سيفشل ولن يكتب له النجاح.

وتشير إلى أنها برغم التضحيات الجسام والخسائر الفادحة في أرواح أبناء المؤسسة الأمنية والشرطية لن تتخلى عن القيام بواجبها، وستواصل حماية أرواح وممتلكات المواطنين.

وتشدد على أنها ستواصل اتخاذ إجراءات ميدانية مشددة بحق اللصوص وعملاء الاحتلال، وأنهم لن يفلتوا من العقاب، وأن الاحتماء بالاحتلال لن ينفعهم.

كما تهيب بالعائلات الفلسطينية الأصيلة الوقوف عند مسؤولياتها في هذه المرحلة الفاصلة، ورفع الغطاء عن كل من يقف في صف الاحتلال، وأن يكونوا صمام أمان لمجتمعنا.

وفي إطار عمل "الداخلية"، يبرز دور وحدة “سهم” التابعة للوزارة، في التعامل بكل حزم مع التجار والبائعين المتعاونين مع اللصوص، وفق بيان سابق للوحدة.

وتتكون "وحدة سهم" من عناصر شرطية وأمنية وبعض المتطوعين، واستدعتها الضرورة التي يعيشها قطاع غزة في ظل العدوان، خصوصا مع محاولات الاحتلال المستمرة لضرب الجبهة الداخلية، وزعزعة الأمن، وإطلاق اليد للعصابات واللصوص للعبث بأمن وقوت المواطنين.

وفي بياناتها المتعددة، تطالب وزارة الداخلية، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للجم الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف عناصر الشرطة وقتلهم، ضمن مساعيه لنشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، وسياسة هندسة المجاعة التي ينتهجها عبر منع إدخال المساعدات إلى القطاع وتوزيعها من قبل المؤسسات الأممية المعروفة.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت سلطات الاحتلال منذ 7 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيليا وأميركيا ومرفوضة من الأمم المتحدة.

وأسفرت عمليات الاستهداف المرتبطة بما يعرف بـ"فخاخ المساعدات الأميركية الإسرائيلية" عن استشهاد 300 غزي مجوع وإصابة 2649 آخرين، إلى جانب 9 مفقودين منذ بدء هذه الخطة.

ويرعى جيش الاحتلال عصابات منظمة لنهب المساعدات في قطاع غزة، وقد اعترف رسميا بتمويلها وتسليحها وتوفير الحماية لها أثناء تنفيذ عملياتها.

ورغم الحرب ومحاولات نشر الفوضى وتواطؤ الاحتلال مع اللصوص، يقف أهل غزة صفًا واحدًا في وجه الخراب، فالأمن هنا ليس وظيفة فقط، بل عقيدة شعب يحرس بكرامته ما تبقى من الحياة.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com