بين وهم الحل وواقع الانحياز
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
225 مستشفى في إيطاليا تضيء مصابيح تضامنا مع غزةالكاتب: بهاء رحال
لا يمكن اعتبار خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة خطةً خارج سياق الانحياز لإسرائيل، بل إنها امتداد لمطالب حكومة نتنياهو وتصريحاتها منذ اليوم الأول، وبما أن ترامب يسعى إلى تقديم نفسه على أنه صاحب اليد العليا في هذا العالم، القوي والقادر في آنٍ على فعل أي شيء، فإنه قام بإخراج خطة على طريقة "الكاوبوي"، بحيث عدّد مناقبه ومآثره وشجاعته وقدرته، وأفرط في مديح نفسه التي أثنى عليها عدة مرات، وهو يتلو خطبة الرجل الأبيض المتعلقة بإنهاء الحرب، متباهيًا ومتفاخرًا بإنجازاته خلال الفترة الماضية على مستوى المنطقة والعالم.
لقد جاء المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو ليمثّل طرحًا لخطة شاملة لإنهاء الحرب، وتعيين لجنة دولية لإدارة قطاع غزة يرأسها ترامب نفسه، ويا لها من سخرية جديدة بطراز استعماري حديث، ومسمياتٍ مغايرة في حقيقتها عودةٌ لزمن الانتداب، وهذا ما تضمنته بنود الخطة التي، إذا تمت الموافقة عليها فلسطينيًا أو تم رفضها، ففي كلتا الحالتين تمثّل كارثةً طاحنة، واستسلامًا عامًا وطامًّا، وما كان هذا ليحدث لو أن الموقف العربي لم يكن بهذا التهاوي، وهذا الرضوخ، خوفًا من ترامب.
إن مبادرة ترامب تخلو من أي خطوات إيجابية تجاه قضيتنا الوطنية بالمعنى التحرري والسيادي، وليس فيها ما يُعوَّل عليه سوى أن هذه المبادرة ستحمل وقفًا لآلة القتل والقصف والموت، وهذا ما يحتاجه الناس في غزة بعد عامين تحت حرب الإبادة وويلاتها؛ سيدخل الغذاء والدواء، وسينجو من بقي على قيد الحياة محمّلًا بثقل الفقد والخسارات التي جلبتها هذه المقتلة.
إنها طريقة ترامب، سواء اتفقنا معها أو لم نتفق، فدعايته تقوم على إظهار نفسه بنفسه، وهو يطيل مديح الذات أمام الصحافة التي اعتادت هي الأخرى على إطلالات الرئيس الأمريكي المعجب بنفسه، والراضي كل الرضا عن كل ما يفعل ولا يفعل، بهذا التباهي الأحمق والتفاخر الفظ، وهذا الانحياز المطلق للاحتلال والتجاهل التام لقضيتنا الوطنية.