اخبار فلسطين

وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سياسة

وحدة الظلّ؟ صراع الأدمغة في مواجهةٍ مفتوحة...

وحدة الظلّ؟ صراع الأدمغة في مواجهةٍ مفتوحة...

klyoum.com

الكاتب: وليد الهودلي

الوحدة التي أوكلَ إليها الحفاظ على أسرى العدوّ هي وحدة الظلّ، وما كشفَ من أسرار هذه الوحدة لا يذكرُ مما هي عليه من خبرةٍ ودرايةٍ وقدرةٍ وسرّيةٍ مكنتها من هذا النجاح المتميّز في أداء مهمّتها على أفضل ما يكون. ما نعرفه هو نتائجُ ما وصلت إليه؛ أمّا عن كيف نجحت ووصلت إلى هذه النتائج العظيمة في ظل ظروفٍ بالغة الصعوبة والتعقيد، في بيئة حربٍ ضخّ فيها العالم كل خبراته الأمنية والتجسسية دون أن تتمكّن منها، فهذا ما لا نعرفه. ولكن يبقى هذا، لعمري، صراعُ أدمغةٍ وإراداتٍ عظيمٌ يكاد أن لا يكون له مثالٌ في العالم أو التاريخ، خاصّةً إن أخذنا فارقَ الإمكانات والخبرات كَمّا ونوعًا. نحن نتحدّث عن وحدةٍ تابعةٍ لفصيلٍ مقاومٍ تواجه أجهزة دولٍ — بل هي أحدث دول العالم — في المجالات السيبرانية والبشرية، ومزودةٌ بأحدث المعدات التجسسية الحرارية والمغناطيسية والإلكترونية، وموصولةٌ بأقمارٍ صناعيةٍ لدولٍ عظمى... و(و)و...

هذه البراعة الأمنية والقدرةَ العاليةَ على توظيف الخبرات وإدارتها بسرّيةٍ تامة، في ظروفِ حربٍ تكالبت فيها كلّ القدرات والخبرات الأمنية العالمية، وصبّت جهدَها مع أجهزةِ الاعتلال التي تدّعي قدراتٍ خارقة...

سنتان من الجهود الأمنية والسيبرانية، وباستخدام كلّ التقنيات الحديثة، وكلّ أنواعِ مسيّراتهم المأهولة وغير المأهولة، وتشغيل شركاتٍ عالميةٍ عملاقةٍ في الأمر مثل "مايكروسوفت"، وكلّ تقليعات الذكاء الصناعي، مع العمالة البشرية التي حاولوا من خلالها استغلالَ ظروفِ التجويع والقهر والابتزاز. كلّ الذين اعتُقلوا من غزّة مرّوا في تحقيقاتٍ قاسيةٍ عَلّهم يصلون إلى اعترافاتٍ تدلّهم على خيطٍ من خيوط هذه الوحدة دون أية فائدة.

كلّ هذه الجهود العملاقة، بكلّ أشكالها وألوانها، لم تتمكّن من التغلب على جهود المقاومة المحاصَرة والمحدودة جدًّا.

هذا هو التميّزُ والإبداعُ والكفاءاتُ البشريةُ الصادقة.

إنها ظاهرةٌ تستحقّ أن تُدرَس في الكلّيات الأمنية العالمية، حيث لا سابقةَ لها في التاريخ البشريّ أبدًا.

إنها سنتان بعد توظيف خبراتٍ تراكميةٍ طويلةٍ منذ الحفاظ على الأسير الصهيوني شاليط لمدة خمسِ سنوات. لقد تمكنت وحدة الظلّ من تسطيرٍ ورسمِ معالمِ أكاديميّةٍ عسكريةٍ أمنيةٍ رائدة، وصلت إلى حدودٍ واسعةٍ ومنهجٍ أمنيٍّ متين.

وهنا يجب أن نقف طويلاً على البناء النفسيّ والثقافيّ لعناصر هذه الوحدة؛ تنطلقُ أسئلةٌ عن طبيعةِ التنشئةِ والتربيةِ سواء كان ذلك للعناصر أو للقادة الذين يتولّون الإدارة، وعن النظامِ والمنهجِ الأمنيّوالمعادلات والاليات والوسائلالتي تحكم هذا العملَ الذي يصل غايةَ الإتقان والتحصين من اختراقاتِ جهودِ الأعداء التي لا يُستهانُ بها.

بفضل هذه الوحدة أرغمت المقاومةَ الاحتلالَ ألا يصلَ إلى أسرىه إلا باتفاقٍ ورغم أنفه.

لا شكّ أن المدرسة التي أنتجت يومَ السابع والطوفان هي ذاتها التي أنتجت وحدة الظلّ التي أثبتت هذا النجاحَ الفذّ.

وطيلةَ فترة الحرب لم تتمكّن أجهزةُ العدوّ من الوصول إلى أية ثغرةٍ رغم ما بذلت من جهودٍ لا يستهانُ بها؛ إلا أنّها فشلت فشلاً ذريعًا أمام هذه الوحدة الصلبة. ولو تَمكّنت من إحداثِ ثغرةٍ لَوَصَلَت إلى أسراها ولحررتهم دون صفقةٍ ودون أن تتمكّن المقاومة من تحريرِ أسراها. لقد مكّنت هذه الوحدة المقاومةَ من أن تُحَقّقَ هذا الإنجازَ العظيم، ولولا بناءها المتين وطريقةُ عملها البارعة وقدرتُها على الحفاظ على أسرارها وأن تبقى في الظلّ تمامًا كما هو مسمّاها لما وصلت المقاومةإلى هذه النتائجِ العظيمة.

*المصدر: وكـالـة مـعـا الاخـبـارية | maannews.net
اخبار فلسطين على مدار الساعة