تقرير مقرُّ نقابة الصَّحفيِّين المصريِّين... منبر حرّ للتَّضامن مع غزَّة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
تقديرات أمنية إسرائيلية: محاولة لأسر مقاتلات أحبطت بتدخل سريع في غزةلم تكن التظاهرة الأخيرة أمام مقر نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة هي الملفت لأنظار المتابعين فقط، بقدر ما رددوه من شعارات تضامنية مع غزة ورفضا للإبادة تعيد تشكيل الوعي العربي نحو عدوه الأساسي، بحيث تتناغم تلك الشعارات التي رددها الصحفيون المصريون مع مطالب الشعوب العربية بالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، ونبذ الاحتلال الذي يسعى ليكون كيانا طبيعيا بالمنطقة وليس دخيلاً عليها.
ومن على درجات مقر النقابة التي باتت "منبرًا حُرًا" في التضامن، ردد المشاركون هتافات منها "أوعوا تسيبوا البندقية. لا تهجير ولا نزع سلاح.. يا مقاومة واصلي الكفاح"، ما يؤكد عمق الترابط التاريخي بين الشعبين المصري والفلسطيني، ويعبر عن شعور ملايين المصريين الرافضين للحرب على غزة واستمرار الإبادة وقتل الأطفال والنساء.
وتتابع وسائل إعلام عبرية باهتمام، ما يتم ترديده من شعارات أمام مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة، باعتبارها موقفًا معبرا عن إرادة الشعب، ويتجاوز حدود القيود الأمنية ويحفز قطاعات أخرى على الانخراط في الإسناد الشعبي لغزة، ما يمكن أن يوسع التظاهرات في أكبر بلدان المنطقة التي تضم نحو 114 مليون مصري.
وليس الإعلام العبري الذي يتابع باهتمام التظاهرات المنظمة أمام نقابة الصحفيين المصريين، بل تفاعل معها ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشروا فيديوهات التظاهرة، معبرين عن فخرهم وشكرهم لما ردده المشاركون من هتافات عبرت عن غضب شعبي لما يحدث من جرائم.
ونالت التظاهرة تأييد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر ظهر ذلك واضحا بآلاف الردود على صفحة "الجزيرة مصر" بعد نشرها فيديو التظاهرة أمام مقر النقابة، وفي بعض ردود الفعل قال حساب (نسيم الجنة) في تعليق: "أيوة حسسونا إن مصر لسة بخير وإن في ناس كتير بتجاهد حتى بالكلمة والرأي أو القلب وهذا أضعف الإيمان"، فيما قال حساب (هشام العدل): "لا يرتجف اليهودي إلا من الصوت المصري".
كذلك أكد حساب (فارس بوكاشيك) في رد آخر: "للعلم احنا في مصر واقفين مع المقاومة بغض النظر عن انتمائهم ومش هنسكت ونرتاح إلا لما تتحرر فلسطين"، بينما قالت (nora maher) عبر حسابها مبدية تأييدها للتظاهرة: "هو دا رأي كل مسلم غيور على دينه"، فيما دعا حساب (جبران جبران) الشعب المصري للالتحاق بهذه الوقفات، بينما رد حساب (neveen mahuoud) على الفيديو قائلا: "والله حاسة انها من قلوبهم، تحية للصحفيين الشرفاء"، وأكد حساب (أماني أماني) أن هذا هو "الوجه الحقيقي للمصريين".
تفاعل كبير
تقول الصحفية المصرية إنجي عبد الوهاب والتي خرجت بعض تلك الشعارات من حنجرتها: "التظاهرة لم تكن مجرد فعل رمزي، بل كانت بمثابة صرخة جماعية تقول بوضوح: لسنا محايدين أمام المجازر. رسائلنا كانت واضحة، أولها أننا نرفض الإبادة ونتطلع لرد فعل عربي يمثل إرادة الشعوب، وثانيها أن دماء أطفال غزة ليست "خبرا عابرا" نغلق عليه الصفحة وننتقل لغيره، الرسالة الأهم كانت رفض التطبيع مع الاحتلال".
وتؤكد عبد الوهاب لصحيفة "فلسطين" أن للنقابة دورها التاريخي كمنبر حر، وطالما كان لها دور في فتح نافذة أمام الرأي العام فهي دوما كتلة مصغرة من صوت الناس في الشارع لأنهم بحاجة لمن يعبر عن وجعهم وغضبهم، والنقابة تاريخيا لعبت هذا الدور بامتياز، ولا اعتقد أنها ستتخلى عنه في لحظات الصمت العربي "المخزي".
وعلى مدار فترة الحرب واكبت عبد الوهاب تطورات الإبادة على غزة، وأعدت قصصا وتقارير صحفية إنسانية مختلفة، أضافت لها الكثير، أولها أن "الانحياز للحق هو منتهى الموضوعية وأن الغرب صنع لنا مصطلحات الحياد خصيصا فيما لا يطبقها على نفسه، وهناك مشاهد لن ننساها بل سترسم مساراتنا المستقبلية كصحفية عربية تعلمت أن الانحياز للحق العربي بمنتهى الموضوعية.
وأضافت: "علمتني حرب غزة، أن الصمت قد يكون جريمة، وأن توثيق الجرائم لا يكفي إن لم يقترن بالغضب، وتعلمت أن الكتابة عن فلسطين ليست مهمة مهنية فقط، بل أخلاقية، وأن كل تقرير يكتب عنها هو فعل مقاومة بوجه من يسعى لطمس الحقيقة".
آمال كبيرة
وحول إمكانية توسع هذا الرأي في أوساط مختلفة في مصر، ترى أن التوسع يبدأ في التراكم، فإذا استمر الصحفيون في توثيق الحقيقة، وفي صناعة محتوى مؤثر، سيتحول الرأي الصحفي من مجرد رأي فردي إلى رأي عام، مؤكدة، "علينا تكوين جبهة إعلامية موحدة ترفض الرواية الإسرائيلية وتفندها، وتفضح جرائم الاحتلال يوميا".
وتشدد، كذلك يجب فتح قنوات الإعلام والجماهير، فالمعركة الآن على الوعي، ومن يكسب الوعي يكسب المستقبل.
وتكررت التظاهرات المساندة لغزة من أمام مقر نقابة الصحفيين المصريين في الآونة الأخيرة، وباتت أدراج النقابة سلمًا لارتقاء الخطاب الإعلامي المصري ليلبي تطلعات شرائح واسعة من أبناء الشعب المصري والفلسطيني على حد سواء.
ويتطلع أبناء الشعب الفلسطيني أن يصبح الإسناد الشعبي المصري بكافة قطاعاته ظاهرة مستمرة تنتصر للإنسانية ولأخوة الجوار وللروابط التاريخية وتقضي بفتح معبر رفح أمام البضائع ودخول الإعانات ومواد الإعمار وتكون مصر جسرا لإغاثة غزة ووقف الحرب، على غرار التظاهرة الأسبوعية المليونية في اليمن وعواصم أوروبية وعالمية، فيما يؤكد مراقبون، أن حدوث تظاهرات مليونية في مصر سيكون أحد الأوراق الكبيرة الضاغطة على وقف الإبادة لما تتمتع به مصر من مكانة كبيرة كأحد أكبر دول المنطقة.