تقرير "الرياضيون خلف القضبان".. معاناة بلا تدخل من المؤسسات الدولية
klyoum.com
لم ينجُ الرياضيون الفلسطينيون من ويلات حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 20 شهرًا، إذ تعرض العشرات منهم للاعتقال والقتل والتشريد، وسط غياب أي تحرك دولي فعّال لحمايتهم.
واعتقلت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من الرياضيين في قطاع غزة والضفة الغربية خلال عمليات الاجتياح أو على الحواجز العسكرية، دون أن تأبه بحملهم بطاقات رسمية صادرة عن اتحادات رياضية دولية من المفترض أن تمنحهم الحماية.
ورغم المراسلات العديدة التي وجهها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية، لم يمارس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل للكشف عن مصير الرياضيين المعتقلين أو المطالبة بالإفراج عنهم.
وأكد أسرى محررون مؤخرًا أن عددًا من الرياضيين ما زالوا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، حيث تم التعرف عليهم خلال فترات الاعتقال.
ويُحتجز حاليًا نحو 20 رياضيًا من الضفة الغربية، بينما لا تتوفر بيانات دقيقة عن عدد المعتقلين من غزة بسبب رفض الاحتلال الإفصاح عن مصيرهم، خاصة أن بعضهم في عداد المفقودين. ومن بين المعتقلين المؤكدين: حارس مرمى نادي الزيتون محمود مطر، لاعب خدمات الشاطئ السابق ناصر لبد، لاعب نادي بيت لاهيا كرم البدي، والحكم والمدرب سليمان أبو شريعة، جميعهم اعتقلوا خلال اجتياحات غزة وشمالها.
كما أسرت قوات الاحتلال خلال اجتياحها خانيونس مدرب اتحاد خانيونس محمد النجار، ولاعب أهلي النصيرات محمد أبو جويد، بالإضافة إلى عضو لجنة الحكام فريد الأشقر الذي أُفرج عنه مؤخرًا، بينما لا يزال نجله قيد الاعتقال.
ووصف الأسرى المحررون أوضاع المعتقلين الرياضيين بـ"المأساوية للغاية"، مؤكدين أن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تعترف بحقوقهم كأسرى، ولا توفر لهم الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية.
وقال الكابتن محمود شمعة، نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للسباحة، لصحيفة "فلسطين"، إنه تعرض للاعتقال والتنكيل رغم تعريف نفسه كمسؤول رياضي.
وأضاف: "الاحتلال لا يعترف بالاتحادات الرياضية الدولية ويضرب القوانين بعرض الحائط. تم الإفراج عني بعد شهرين من الاعتقال على حاجز الإدارة المدنية شمال غزة، دون توجيه أي تهمة ضدي".
كما أفرج الاحتلال عن عدد من الرياضيين بينهم مصلح أبو عميرة المدير الإداري لنادي الصداقة، وياسر رضوان عضو اتحاد كرة القدم، ولاعب النادي الأهلي شادي الشريف.
وقال الشريف لـ"فلسطين" إن الجنود لم يكترثوا بإبراز بطاقته كلاعب كرة قدم، وأصروا على اعتقاله، مضيفًا أن الضرب الذي تعرض له كان مركزًا على ساقيه، وكأنهم أرادوا تحطيمه جسديًا فقط لأنه فلسطيني.
وأكد أن إصاباته قد تمنعه من العودة لممارسة كرة القدم، متسائلًا عن صمت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعدم تحركه لمعرفة ما جرى معه.
ووفق إحصاءات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أسفر العدوان على غزة عن استشهاد ما يقارب 620 رياضيًا، وتدمير أكثر من 286 منشأة رياضية منذ السابع من أكتوبر 2023. وتبقى أعداد المعتقلين غير دقيقة بسبب استمرار الاحتلال في إخفاء مصيرهم وعدم الكشف عن أماكن احتجازهم.