الجرح الرابع والأربعون: ساعة على شاطئ البحر
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
نتنياهو يقيل مستشار الأمن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبيجيرانُ غزة كلهم قساةٌ عليها، وعليها يتآمرون، وعنها الماء والدواء والغذاء والكساء يمنعون، والهواء لو يستطيعون، إذا بكت يتجاهلون، وإذا تألمت يصمتون، وإذا طالبتهم بابتسامة تلطف قلبها الحزين، في وجهها يعبسون ويُهملون، إلا جارًا لها، وهو البحر الأبيض المتوسط، فهو كالأم الحنون.
البحر الذي هو نعمةٌ ربانيةٌ على غزة، لم يجر عليها، لم يظلمها، لم يمنع أهلها أسماكَه، أو نسماته، لم يحرم آذانهم من سماع صوت أمواجه الهدارة، لم يُغلق أبوابه في وجوههم، صيفاً أو شتاءً، بل فسح وفتح لهم أبوابه يستقبلهم في الوقت الذي يرغبون دون تأشيرة أو تكشيرة أو تفتيش أو شروط، لا يرد شباكهم خاوية من الأسماك، ولا يرد نفوسهم خاوية من السعادة، يأخذ خوفهم وغضبهم وحزنهم ويعطيهم الراحة والطاقة الإيجابية، لا يغضب إذا ما الأطفال لعبوا وصرخوا، لا يقول لهم " كفوا" بل يبتسم لهم ليبتسموا.
يقع البحر الأبيض المتوسط غرب قطاع غزة، ويمتد شاطئه على مسافة تصل50 كيلو تقريباً، ويذهب له الناس في فصل الصيف كما كل الناس، يقضون أوقاتهم لنيل قسط من الراحة، يأخذون معهم كل همومهم وما تيسر من الطعام والشراب والألعاب ثم يعودون لبيوتهم بلا أي شيء وقد غمرتهم السعادة.
ذلك ما كان قبل عدوان الاحتلال أكتوبر 2023، لكن في العدوان، أحجم الناس عن الذهاب للبحر نظراً لظروف النزوح، ومع شدة النزوح بدأ للبحر وظيفة أخرى غير الاستجمام، بل لإنشاء خيم يسكنون بها نظراً لأن بيوتهم مهدومة.
لكن، ومع استمرار العدوان، وارتفاع حرارة الجو، ورغم الظروف الصعبة التي عاشها أهل غزة، فهذا لم يمنع الناس من الذهاب للبحر للسباحة وللتخفيف من ضغط الظروف القاهرة من قصف ونسف وقتل، كما أن زيارات الناس للبحر لم تكن تكلف الكثير نظراً لانعدام مقومات الرحلة البحرية، حتى الشاي والقهوة لم تكن متوفرة لدى الناس، كان الناس يجلسون على الشاطئ من بعد صلاة العصر حتى موعد أذان المغرب، دون أي مأكولات أو مشروبات، إلا خبزا وزعترا للأطفال، وشايا بلا سكر للكبار.
لقد صار بحر غزة مضربا للأمثال" اشرب من بحر غزة"، حفظ الله غزة وأهلها وبحرها