مثقَّفون فلسطينيُّون يرفضون الاستسلام: الصَّمت خيانة والمقاومة وعي جمعيّ
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
ستارمر يرحب بخطة ترامب بشأن غزةحذر خمسة مثقفين فلسطينيين من خطورة غياب وعي ثوري قادر على تحويل التوثيق القانوني والإنساني لجرائم الإبادة في غزة إلى فعل مقاوم منظم، مؤكدين أن نقص ردود الفعل يعكس تآكلا عميقا في القدرة الشعبية على المواجهة.
التحذير جاء في بيان حمل عنوان: "ضد الإبادة والتجويع والاستسلام: عامان على الإبادة.. المقاومة غاية وهدف"، اعتبر الصمت الجماعي وانهيار الفعاليات التقليدية تعبيرا عن هيمنة المنظومة الإمبريالية، التي تعيد تشكيل الوعي باتجاه التعايش مع المأساة والقبول بالقتل.
ورأى الموقعون، أن تضحيات الشهداء كشفت وحشية المنظومة الإبادية، وأن الرد على هذه الوحشية يجب أن يكون عبر استنهاض طاقات المقاومة، باعتبارها ضرورة وجودية لا خيارا أخلاقيا أو تفضيليا.
المقاومة.. السبيل الوحيد للإنقاذ
أكد البيان أن صمود المقاومة في غزة ولبنان واليمن يثبت أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإنقاذ الإنسانية من مسار كارثي يهدد الوجود، محذرا من الاكتفاء بالتوثيق دون تحويله إلى فعل مقاوم بحجم الجريمة المرتكبة.
وأشار إلى تورط مباشر لدول غربية في تمويل الحرب على غزة، إذ تكفلت بنسبة 80% من نفقات العام الأول، مع مساهمتها في العمليات العسكرية والدعم السياسي والإعلامي، إلى جانب التواطؤ العربي والإقليمي.
ورأى المثقفون أن هذه الحرب ليست استثناء، بل جزء من مشروع استعماري-إمبريالي أوسع يستهدف شعوب الجنوب، ويستخدم إسرائيل كأداة تنفيذية. وجددوا القول إن الصمت هو تواطؤ، وإن التوثيق دون مقاومة لا يوقف الخطر الوجودي.
وأعاد البيان التذكير بنسخته الأولى الصادرة في 11 نيسان/أبريل، بعنوان: "بيان ضد الإبادة والاستسلام: من أجل الأمل والصمود والمقاومة"، التي شكلت قاعدة فكرية لإعادة بناء المشروع الوطني على أساس مقاوم.
الكلمة ركيزة الوعي المقاوم
من جهته، أكد د.وسام الفقعاوي، أحد الموقعين على البيان، أن الكلمة في زمن الإبادة ليست ترفا فكريا ولا مجرد توثيق، بل فعل مقاوم مباشر، يتقدم الفعل المسلح أحيانا، ويمنحه شرعيته ووعيه.
وقال الفقعاوي لصحيفة "فلسطين"، إن الكتابة لا تقتصر على إبراز المعاناة أو الدعوة للتضامن، بل تحمل وظيفة أخلاقية وتحررية تحافظ على الذاكرة، وتؤكد أن للمضطهدين حقا في الصمود والمواجهة، وأن دور المثقف لا يختزل في التعاطف بل في الفعل التأسيسي للمستقبل.
ونبه إلى خطابات استسلامية تعيد إنتاج الهزيمة تحت لافتات الواقعية والعقلانية، وتستغل الأزمات المعيشية للناس في غزة لتسفيه المقاومة وشيطنتها، محذرا من انزلاق بعض الأقلام في تبرير الإبادة أو تحميل المقاومة مسؤوليتها.
وأوضح أن الكلمة المقاومة تكشف عن المثقف العضوي الذي ينتمي لمشروع التحرر، في مقابل من يسهم، بوعي أو بدونه، في تكريس سرديات العدو، ويدعو للتخلي عن السلاح تحت شعارات مضللة.
وأضاف، ما نخوضه ليس معركة السلاح فقط، بل معركة على العقل والوعي. فالمشروع الإمبريالي لا يقتل بالأدوات العسكرية فقط، بل يهشم وعي الشعوب ويخترق خطابها وثقافتها، ويحول الألم إلى استسلام.
وشدد الفقعاوي، على أن أسوأ ما نواجهه ليس القتل فقط، بل اغتيال العقل الجمعي وتزييف الوعي. ويتابع "في زمن الإبادة، لا حياد للكلمة، إما أن تكون فعل تحرر، أو تصبح سلاحا بيد الجلاد دون أن تدري".