اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

أقتصاد

مزارعو غزة يُناشدون بإعادة تشغيل قطاع الدواجن وإنقاذ الأمن الغذائي

مزارعو غزة يُناشدون بإعادة تشغيل قطاع الدواجن وإنقاذ الأمن الغذائي

klyoum.com

قبل حرب الإبادة، كان قطاع غزة ينتج جزءًا كبيرًا من احتياجاته من الدواجن، وشكّل القطاع مصدرًا رئيسيًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر الفلسطينية، وساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل لمئات المزارعين والعاملين.

أما اليوم، وبعد مرور عامين على الحرب، فقد أصبح قطاع الدواجن شبه متوقف، وتعتمد الأسواق بشكل شبه كامل على ما يتم إدخاله عبر المعابر من لحوم مجمّدة ومعلّبات، بعد أن تضررت المزارع والمعدات والبنية التحتية بشكل واسع.

وفي هذا السياق، يؤكد المزارعون والخبراء الزراعيون ضرورة التحرك العاجل لإعادة النهوض بهذا القطاع الحيوي، مطالبين بإعادة بناء المزارع المتضررة وتأهيل البنية التحتية الأساسية من كهرباء ومياه، وتوفير الأعلاف واللقاحات بأسعار مدعومة لضمان صحة القطيع واستعادة الإنتاج المحلي.

كما دعوا إلى تقديم دعم مالي مباشر للمزارعين، سواء عبر منح أو قروض ميسّرة، لتشغيل المزارع من جديد، إلى جانب تدريب الكوادر الزراعية على أساليب تربية حديثة ومستدامة لزيادة الإنتاجية وتقليل المخاطر.

وأشاروا إلى أهمية دعم التسويق المحلي وتسهيل وصول الإنتاج إلى المستهلكين بأسعار مناسبة، بما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

ويحذّر المزارعون من استمرار حالة الجمود في القطاع، مؤكدين أن إعادة تشغيله تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن الغذائي واستعادة قدرة غزة على إنتاج الدواجن محليًا.

يقول الطبيب البيطري زكريا الكفارنة إن قطاع الدواجن في غزة يواجه بعد الحرب حالة هشّة للغاية، إذ أدى توقف الإنتاج وتضرر المزارع ونقص الأعلاف واللقاحات إلى تعطيل شبه كامل للقطاع.

ويضيف الكفارنة، لـ "فلسطين أون لاين" الذي كان يعمل في وزارة الزراعة، أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة تركيب نظام رعاية بيطرية فعّال، وتوفير الأعلاف واللقاحات، إلى جانب تأهيل البنية التحتية الأساسية مثل المزارع وشبكات الكهرباء والمياه.

كما دعا إلى زيادة عدد الكوادر البيطرية المدربة ودعمها بالإمكانات اللازمة، لتمكينها من مواجهة الأوضاع الطارئة، خصوصًا في مجالات المراقبة والوقاية من الأمراض.

ويشير الكفارنة إلى أن تشجيع المنتج المحلي والحد من الاعتماد على اللحوم المستوردة أو المجمدة يُعد خطوة ضرورية على المدى القصير، على أن تُبنى خطة متكاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيًا في المدى المتوسط.

وبحسب بيانات وزارة الزراعة، كان يوجد في قطاع غزة قبل الحرب نحو 1500 مزرعة دجاج لاحم، و500 مزرعة منزلية، و220 مزرعة دجاج بيّاض. ويحتاج القطاع عادة إلى نحو 3 ملايين بيضة مخصبة تنتج قرابة 2 مليون دجاجة.

وفي الظروف الطبيعية، يرتفع استهلاك السكان من الدجاج خلال شهر رمضان إلى نحو 2.8 مليون دجاجة، بينما ينخفض خلال عيد الأضحى إلى حوالي 1.5 مليون دجاجة.

وتشير معطيات الوزارة إلى أن مزارع التربية الحديثة بلغت نحو 98 مزرعة، وكانت تنتج أكثر من 25% من إجمالي إنتاج الدواجن في قطاع غزة.

وفي تقدير لخسائر المزارع الفردية، يقول مربي الدواجن خالد حسونة إنه فقد مزارعه بالكامل بعد الحرب، موضحًا أن خسارته المباشرة من الدجاج والبيض تصل إلى نحو 75 ألف دولار سنويًا، بينما تتراوح خسائره الإجمالية، عند احتساب المعدات والأعلاف والتجهيزات، بين 122 و145 ألف دولار، ما يعكس حجم الضرر المالي الكبير الذي يعانيه أصحاب المزارع.

أما المزارع أحمد صافي، أحد مربي الدواجن المتضررين في المنطقة الوسطى، فيوضح أن مزارعه التي كانت تضم آلاف الطيور قبل الحرب تحوّلت اليوم إلى هياكل خالية.

ويشير إلى أن انقطاع الكهرباء، وندرة المياه، وارتفاع أسعار الأعلاف جعلت من إعادة تشغيل المزرعة أمرًا بالغ الصعوبة.

ويقول صافي إن كثيرًا من المزارعين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد وأصبحوا غير قادرين على إعالة أسرهم، مؤكدًا أن العودة إلى العمل تحتاج إلى دعم مباشر وسريع يشمل توفير الأعلاف والكتاكيت واللقاحات، إلى جانب إعادة تأهيل المزارع المدمرة.

ويشدّد على أن المزارع الصغيرة والمتوسطة كانت تشكل أساس سلسلة الإنتاج، وأن توقفها، إلى جانب توقف المزارع الكبيرة، أدى إلى غياب الدجاج الطازج عن الأسواق وارتفاع الأسعار.

ويحذر صافي من أن إهمال قطاع الدواجن سيطيل أمد الأزمة الغذائية، ويزيد من الاعتماد على الاستيراد، ما يشكل خطرًا على الأمن الغذائي الوطني.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com