اخبار فلسطين

فلسطين أون لاين

سياسة

كيف تكيل أمريكا الشهيد سيف الدين مسلط الذي يحمل جنسيتها؟!

كيف تكيل أمريكا الشهيد سيف الدين مسلط الذي يحمل جنسيتها؟!

klyoum.com

الفلسطيني يبقى فلسطيني مهما طالت به الغربة، مهما عملت به عوامل النحت والتعرية والبردخة وكل محاولات غسل العقول والقلوب والارواح وسلخ الانسان من هويته وأصله ومنبته، رغم أن الحالة التي نتحدّث عنها من مواليد هذه الغربة، تعلمت في مدارسها وتشربت ثقافتها وعاشت تفاصيل متاعها وجنة نعيمها، واضح أن عائلته أتقنت نسج العلاقة الصحيحة مع موطنه الأصلي فلسطين، وأنها نجحت في تجاوز كل مخدرات تلك الثقافة العاتية، عائلة تستحق كل الاحترام والتقدير أن حفظت لأبنائها هويتهم الثقافية، وقد يكون لأحداث الطوفان وتداعياته على المجتمعات الغربية وقدرة مواقع التواصل الاجتماعي على تجاوز الاعلام التقليدي المسكون بالدعاية الصهيونية، كلها عوامل ساهمت بعدم قدرة الغربال على تغطية شمس الحق الساطعة فلسطين ومظلوميتها العادلة، تحطّمت السردية الصهيونية التي تلبّست فلسطين وزرعت واحة الديمقراطية في تلك الصحاري العربية القاحلة!   

سيف الدين مسلط ِمن مواليد فلوريدا جاء زائرا لموطنه تاركا لنعيم بلاد العم سام، متلوعا متشوقا لرائحة تراب بلده، مضى عمره هناك البالغ ثلاث وعشرين ربيعا دون أن تثنيه عن عشقه وتعلقه بفلسطين، عينه على غزة ودمائها النازفة، يتحرق ويتفطر قلبه ألما وتغلي دماؤه في عروقه منذ السابع العظيم وما تلاه من كارثة وبطولة، ولقد اشترك الاثنان الكارثة والبطولة في أن تكونا وقودا لمرجل إرادته الحرة الأبية، حجز تذكرة للعودة وحجز مقعدا له في الصفوف الأولى المنافحة والمكافحة عن ذرات تراب طال عشقها، حلقت به طائرة العودة في السماء عاليا وحلقت به الحرية في سمائها لتغدو في أعالي عليائها، هنا عانقت الروح بكل أشواقها وأطيافها رائحة ترابها المعجون بزعترها وطيون جبالها، استنشقت روحه مرمية الجبل وصدحت طيورها نشيدا أيقظ في وجدانه كل ما دثرته تلك الحياة الصاخبة البعيدة كل البعد والمتنمرة كل التنمر مع أعداء الوطن الغرباء الذين يلبسون لباس الشياطين ويحقدون كل الحقد على بني البشر.. 

خرج مجاهدا بكل شوقه المنتظر، واجه الشر على أرضه وحلق عاليا في سماء الوطن، وجدت الروح ضالتها وسمى عاليا حيث مقاعد الصدق عند مليك مقتدر، لا أمريكا بكل مغرياتها ولا الدنيا بكل غرورها وسعت هذه الروح المشتاقة المفعمة بحب الوطن، لم تسعها سوى تلك السموات وفردوسها في جنة عدن.

وهنا يأتينا السؤال هل تقف الحكومة الامريكية مع من يحمل جنسيتها ثم يقتله المستوطنون المتوحشون والخارجون عن كلّ قانون بأبشع الصور حيث تم ضربه حتى الموت، ترك ينزف دون أيّ إسعاف، قتلوه بدم بارد، لم يكن مسلّحا بل مشتبكا بمقاومة سلمية خرج بطرق سلمية ليعبّر عن رفضه للاستيطان على أرضه ولم يكن مسلحا وهذا يعني وفق الثقافة الغربية التي نشا عليها في أمريكا أنه حق طبيعي له، ولا يجعله إرهابيا على الاطلاق، فإذا جاز لهذا المستوطن الغريب عن هذه الديار أن يمارس الغطرسة والعدوان وأن يقيم شعائره المتوحشة والمتجاوزة لكل الحدود ألا يجوز له أم يمارس حقه في الاعتراض عليهم؟ 

وهنا تظهر الحكومة الامريكية بمكياليها اللعينين، تكيل للمستوطن المجرم بمكيال من ذهب وتكيل للفلسطيني رغم حمله للجنسية الامريكية بمكيال من تنك، أفراد وحدة "نتساح يهودا" الذين قتلوا المسن الفلسطيني ذو الجنسية الامريكية قبل سنتين تعرضوا للانتقاد الامريكي الخجول ثم تم سحبه بعد عدة أيام ، والتركية الامريكية عائشة نور التي قتلوها في بيتا مرت الحادثة مرور الكرام، ومن قبل المتضامنة الامريكية ميشيل خوري التي دعستها الجرافة الاسرائيلية في رفح طوتها الروح الأمريكية المتصهينة حتى النخاع، بينما الأسير عند المقاومة الفلسطينية "عيدان الكسندر" الذي يحمل الجنسية المزدوجة الإسرائيلية والأمريكية حظي باهتمام أعلى المستويات من ترمب إلى كل دوائر القرار حتى حظي بالحرية والخلاص. 

أعتقد أن على الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة في الولايات المتحدة الامريكية أن تشتغل لهذا الموضوع قانونيا وإعلاميا بشكل جدي ومثابر وأن تتبنى هذه الحالات بقوة تليق بتضحياتها وما تمثّله من روح أصيلة عالية.

*المصدر: فلسطين أون لاين | felesteen.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com